رأي

طه مدثر يكتب: لا للانتحار نعم للصبر!!

 

�(1)�
أعظم شيء يُميزنا عن باقي الشعوب العربية تحديداً أن بالنا طويل(يحل ويربط) وأن صبرنا لا مثيل له وإذا كانت حدودنا الجغرافية مع دول الجوار لا حد لها ولم نستطع ترسيمها فإن صبرنا أطول من تلك الحدود وأن الصبر عندنا هو (ضل النبي) ،ويكفينا فخراً وتيها أننا صبرنا على الحكم العسكري والشمولي مايقارب الـ46 خريفاً (16سنة خدمة مع المشير الراحل جعفر النميري و 30سنة خدمة شاقة من المشير المخلوع والسجين الإداري عمر البشير)!!.ولسه (نحنا قادرين على شيل التقيل).

 

�(2)
�وإننا صبرنا على عصابة حمادة وتوتو أي على عصابة المخلوع البشير والذي هو حمادة والسيدة (ودة)هي توتو!!حتى عجز الصبر عن صبرنا و الصبر صبران صبر على ما تحب وصبر على ما تكره وغالبيتنا فُطر على حب الدنيا وإن كان كثير من الكيزان والمتكوزنين يزعمون ويرددون (لا لدنيا قد عملنا) ولكن لجنة إزالة التمكين وضحت لنا بجلاء وكشفت لنا بوضوح كيف أن هؤلاء العصابة من المتأسلمين كيف أنهم كانوا أكثر الناس حباً للدنيا وزخرفها بل كانوا يقتلون من ينافسهم عليها ولو كان من بني ملتهم!ّ!والصبر الثانى الصبر على ما تكره فكلنا(من الغبش التعبانين)نكره هذه المعيشة الضنكة والعيشة الصعبة والمسغبة التي نعيش فيها ، ولكننا مستمسكين بحبال الصبر مهما ضاقت علينا سبل العيش ومهما بلغ ثمن العيش ومهما تقلص حجم العيش ومهما تكالبت علينا نابلة التجار وسيد اللبن وسيد الخضار وسيد الدكان وسيد الرصيد وناس الموية وناس الكهرباء وغيرهم من من يمسكون بتلابيب المواطن المقهور المغبون ويكادون أن يقطعوه إرباً إربا ولكن المواطن مستمسك بالصبر.فالصبر هو مفتاح الفرج أو كما يقولون للحول البرش بجيب الزول!!و الصبر ببل الابري الأحمر!!.

 

�(3)
�فالصبر نعمة غالية وعزيزة تعرف ناس غالية وعزيزة ديل وللا ماعندك حبة صبر عشان تعرف أصلهم وفصلهم ؟؟مثل أحد مواطني دولة عربية من ذوات الليرة فقد ضاقت عليه الحياة بما رحبت وإرتفع عندهم ثمن الخبز بصورة وحشية ، لم يستطع ذلك المواطن عليها صبراً ففضل الانتحار ولكن هل الانتحار هو الحل؟ وهل كل ما ضاقت على أحدنا سبل الحياة يلجأ إلى التخلص من حياته بأى طريقة يراها هل هو الحل؟ولو كان هذا هو الحل فإننا سنجد وبعد الفاصل بأن سكان تلك الدول الصغيرة المساحة و القليل عدد سكانها فإنها ستخلو مع مرور الأيام من الطبقة المتوسطة والطبقة الدنيا ولن يبقى فيها إلا أصحاب الثروات المتضخمة وأصحاب الطبقة العليا.

 

�(4)
�يبدو لي أن شعوب عربية كثيرة لم يسمعوا ولم يشاهدوا ولم يقرأوا سيرة الشعب السوداني في الصبر، فالشعب السوداني هو ذلك الشعب الذي ظل صابراً منذ عيش الرئيس الأمريكى ريجان !! ولم يأخذوا منه الدروس والعبر وأن هذا الشعب ظل قابضاً على جمار الصبر راجياً حسن الجزاء والثواب من الله.

�(5)

� ولو كان الفقر أو الفلس أو الفاقة أو الجوع أو المسغبة سبباً للانتحار لكانت غالبية الشعب من سكان المقابر وكان الشعب السوداني سيضرب الرقم القياسي في الانتحار ويدخل إلى موسوعة جينس للأرقام القياسية من الباب الكبير ، وبرغم أن ظروفنا الاقتصادية تشبه و إلى حد بعيد ظروف الدولة اللبنانية من حيث إرتفاع التضخم وإرتفاع سعر الدولار وتدني قيمة الليرة اللبنانية وإرتفاع أسعار الخبز ، وإن كنا نتفوق على لبنان في درجة غليان ثورتنا الديسمبرية المباركة..والحمد لله ليس فينا أو من بيننا من يفكر في الانتحار إلا ذلك المدعو عبده الذي كلما تذكر سيرة محبويته (قام جاب سيرة البحر.) ولكن عبده أيضاً لم ينتحر لأن الدنيا كانت حر!!.حسب الوصف التفصيلي للشاعر الذى قال(لو ما الدنيا حر عبده كان إنتحر)!!

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى