رأيمحمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: الأصم (أون لاين)

(1)

كنا ننظر إلى (تجمع المهنيين) بشيء من الفخر والإعزاز، وقد حسبناه عفانا من كل (شوائب) الأحزاب، وأعطانا نسخة (منقحة) لممارسة العمل (السياسي) بمهنية تامة، بعد أن ظل العمل السياسي يفتقد للمهنية بسبب (اللّوث) الحزبي الذي يغلب على الممارسة السياسية.

كل قيادات تجمع المهنيين الذين قادوا الحراك وألهموه في المد الثوري الذي بدأ من سبتمبر 2018 وحتى توقيع الاتفاقية بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، كنا ننظر لهم من (الكبار) ، نشعر نحوهم بشيء من الحب والتقدير والوطنية الخالصة ، ويبقى إحساسنا نحوهم (دينا) لهم في رقابنا – رجاء أن فقدتم ذلك أن ترحلوا قبل أن تفقدوا تلك (الصورة) التى وضعها الشارع السوداني عنكم.

ما يحدث الآن في (تجمع المهنيين) لا يختلف كثيرا من (الصراع) و(الخلافات) و (الانشقاقات) التى تحدث في الحزب الاتحادي الأصل والأمة القومي ،والحزب الشيوعي ، بل ما يحدث الآن في تجمع المهنيين لا يبعد كثيرا عما يحدث في (المؤتمر الوطني).

(2)

محمد ناجي الأصم هو أحد إشراقات ثورة ديسمبر المجيدة، وهو من (ايقوناتها) المهلمة – ليس في ذلك شك ، وقد كان الشعب السوداني وربما مازالوا يرون في شخص محمد ناجي الأصم (أحلامهم) ، التى ظلت لسنوات طويلة محتكرة في قيادة حزبية (تقليدية) تلهث بين مولانا محمد عثمان الميرغني ،والإمام الصادق المهدي لدواع (عقائدية) وما بينهما من أحزاب (التركيب) السياسي.

محمد ناجي الأصم قدّم نفسه كواجهة (مهنية) مشرفة، وتدرج في العمل الثوري والنضالي بإحترافية كبيرة ، يدعمها (الشارع) ويسندها (الشعب).

كان يمكن أن يكون محمد ناجي الأصم (زعيم) آخر، يحررنا من الزعامات التاريخية التى لم ننفك من أسرها منذ الخمسينيات، وقد جاء الأصم وهو يحمل (شُعب) النضال والفكر والتجديد، الى جانب (القبول) الكبير الذي وجده الأصم وصنع منه (نجما) سياسيا لامعا تخرج (الموضة) باسمه ، وتألف له (النكات) لرواجه – وفي سماء السياسة ظهور (النجم) في ساعة (الظهيرة) لا يحدث إلّا كل نصف قرن.

ولكن الأصم (إنزلق) في الفترة الأخيرة ، وما التصدع الذي حدث في (تجمع المهنيين) إلّا نتاج لتلك (الإنزلاقات) الشخصية.

الأصم يبدو انه ضحية (شلة) ، صوّرت له انه (الأصم المنتظر) ، ليس حبا فيه ولكن استغلالا له ، وهو يجد تلك المكانة الرفيعة التى تبوأها في الحراك الثوري المجيد.

(الشللية)، لا تقل خطورة من وهن (الحزبية)، وهي ايضا لها مآربها في المحاصصات ،والمصفوفات، ولا احسب أن هناك شيئا أضر بالحكومة الانتقالية وحاضنتها أكثر من (الشللية) ، وهي شيئا سوف يتصد له بإذن الله الشعب السوداني كما تصد الى النظام البائد وميليشياته الغاشمة، وللجان المقاومة (مضادات) لذلك.

بعض مجاذيب (الأصم) غنوا له – يسلم ناجي من (الرماية)، ومن (النقد) و (التحفظات) ايضا وفرشوا له (الورق) دون أن يأتي أوان ذلك.

(3)

الطريقة التى ادارت بها سكرتارية التجمع (القديمة) معركتها وحربها مع سكرتارية التجمع (الجديدة) ، طريقة محبطة، وتفتقد حتى للجانب (الاخلاقي) و (المهني) الذي يتحدثون باسمه.

لقد اتبعت سكرتارية تجمع المهنيين (القديمة)، طريقا وأسلوبا (مهنيا) و (ادبيا) ،وهي تتعارك مع النظام البائد وهو في السلطة، لماذا تنحدر في معركتها مع السكرتارية الجديدة الى ذلك الاسلوب وهم (شركاء) معهم ،وليس (خصوما) لهم.

لقد اعطانا تجمع المهنيين خلاصة الازمة السودانية، حتى كدنا ان ننفض يدنا منه.

سكرتارية التجمع القديمة بقيادة الأصم وإسماعيل التاج وطه عثمان ، وهم قيادات اصبحوا في شهرة عثمان حسين وجكسا ومصطفى النقر وفيصل العجب بفضل الثورة ،استولوا على (صفحة) تجمع المهنيين على (فيس بوك) بصورة غير شرعية، وغير (إخلاقية)، أقل ما يمكن ان توصف به أنها طريقة (صبيانية)، وهي لا تخرج من (عنترية) أركان النقاش الذي مازال يعاني من (وهمته) بعض القيادات ، فليس من المنطق ان تطعن في (الانتخابات) الاخيرة للسكرتارية وتقطع بعدم شرعيتها وتستولى على (الصفحة) بتلك الطريقة التى تصل لمرحلة (التعدي) و(الجنحة) الجنائية البينة.

اين الشرعية في ذلك (التعدي) الغاشم؟.

لقد استعدتم للسودان حريته ومدنيته بثورة (سلمية)، أتستردون (صفحة) لكم على مواقع التواصل الاجتماعي بذلك (السطو) السافر و(النهب) الإسفيري الواضح؟.

يديّن السكرتارية القديمة ويجرمها أن الاستيلاء على الصفحة تم في يوم 30 يونيو في يوم المليونية المشهودة ،مما يثبت (مكر) التخطيط و(خبث) التوقيت ، فلو كان يخطط لكم إسحاق فضل الله أو الطيب مصطفى لما فعل ذلك ، وهو ما يؤكد لنا ان (التعدي) في ذلك التوقيت كان مع سبق الإصرار والترصد.

طالما هناك جسما (منتخبا) فان كل الاوضاع والأشياء تول له حتى وان تم التشكيك والطعن في تلك (الانتخابات). هناك طرق شرعية وقانونية يمكن ان يتم بها عدم شرعية الانتخابات.

التنفيذ والحيازة كل هذه الاشياء تتم بالقانون وليس بوضع اليد كما فعل الأصم ومجموعته.

هناك مليون هيئة (منتخبة) ليس في السودان وحده، وإنما في دول كبرى مثل امريكا وفرنسا وانجلترا ومنظمات دولية معروفة تم التشكيك في عملياتها الانتخابية – لكن لم يكن ذلك سببا الى استعادة (الشرعية) بالفتونة – فالشرعية تعاد بالشرعية، وإلّا فقدت شرعيتها ،وأن استردت.

(4)

سوف اعلق في هذه الفقرة على بعض فقرات محمد ناجي الأصم التى جاءت فيما اسماه هو (المنشور).

أولا اسهاب الأصم في ذلك الرد التوضيحي يؤكد انه على خطأ، فلو كان الأصم على صواب لما احتاج الى هذا الاسهاب – كانت بعض كلمات تكفي ،أو كان صمته أجدى خاصة أن هناك من يقوم بهذا الدور الدفاعي والتوضيحي لكل خطوات الأصم فهو ليس في حاجة لذلك أن كان على صواب.

قدم الأصم في منشوره (11) محورا او نقطة بترقيمها عدديا ، وكان الأصم في كل هذه المحاور يدور في محور واحد، أو محورين، فهو كأنه يقوم بالإعادة بالبطيء للفقرة السابقة.

قال الأصم (لائحياَ تم إيضاح أن العملية الانتخابية التي تمت في ١٠ مايو غير سليمة ومتجاوزة للأسس الديمقراطية). ونحن نقول ولائحيا ايضا تمت العملية الانتخابية بصورة سليمة..من الذي اعطي الأصم هذا الحق ليفتي بعدم شرعية العملية الانتخابية التى تمت؟ وهو (الاصم والحكم) ، اقصد (الخصم والحكم) – نقبل ذلك من طرف ثالث على ان يكون قانوني ومحايد.

على مستوي شخصي لا استطيع ان اقطع بشيء في هذا الامر – إلّا أن الطبيعي هو أن تبقى الأمور على ما هو عليه الآن إلى أن يثبت العكس.

من ثم دعوني اسأل الأصم عن الطريقة التى جاءت بها السكرتارية السابقة ، فقد تكوّنت السكرتارية في ظروف كان لا يمكن فيها الطعن أو المراجعة.

يقول الأصم : (التوافق لا يعني اتفاق الجميع لأن ذلك من الصعب بمكان، ولكنه أيضاً لا يساوي الأغلبية البسيطة ٥٠ % زايد واحد، وتلك صيغة قد تكون مقبولة في أجسام أو جهات أخرى غير مبنية على أساس تحالفي). هذا تشريعا جديدا من الأصم – الاغلبية في كل الامور (الانتخابية) تعني ٥٠ % زايد واحد ، خاصة في الاجسام المبنية على أساس تحالفي بعكس ما يظن الأصم.

يتحدث الأصم عن استقالته من سكرتارية التجمع ويقول : (قدمتها للمجلس نسبة لضعف السكرتارية ولتراجع ادائها ،وفي اجتماع للمجلس بهذا الخصوص ذكرت أن الاستقالة من السكرتارية ليست سوى لسببين اعترافاً بالفشل).

انظروا لهذا الاعتراف الخطير والإدانة الواضحة التى اطلقها الأصم على نفسه، فهو لم يضع اعتبارا للسكرتارية التى استقال منها، وقدم استقالته للمجلس متجاوزا للسكرتارية في استخفاف واضح بالسكرتارية التى يعود لها الآن وينشط في العودة لها من جديد.

الاخطر من ذلك أن الأصم اعترف بفشل السكرتارية وضعفها وتراجع ادائها (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا) ..لماذا الآن البكاء على سكرتارية وهي بكل ذلك الوهن؟.

ويقول الأصم : (الاستقالة قرار شخصي له حيثيات قمت بشرحها ولا أعتقد أن هنالك حق يمكن أن يسمى (رفض الاستقالة)…ان كان الاصم يحسبها كذلك ولا يؤمن بمبدأ (رفض الاستقالة) ، لماذا يعود الآن – ان كانت الاستقالة (قرارا شخصيا) فان العودة والرجوع عنها قرار لا يملكه الشخص ، فقد شغلت المناصب بآخرين اتبعوا سبل شرعية لشغل تلك المقاعد الشاغرة.

يستقيل الأصم متى ما ارد (هذا حقه) ، لكن ان يعود متى ما اراد فهذا حق لا يملكه.

ويتحدث الاصم عن الطرف الآخر ويقول : (ولكن الرفاق الآخرين كانوا في قمة الإصرار المستغرب وغير المفهوم على ضرورة أن يقوموا بالانتخاب في ذلك اليوم ودعوا للتصويت حول هل تكون العملية اليوم أو أن تؤجل ؟، تم التصويت على مرتين في المرة الأولى تساوت الأصوات بحضور ٣٠ عضوا من أعضاء المجلس الـ ٣٦ بين أن تؤجل العملية لمدة أسبوع ربما تكون كافية للقيام بالمهام العالقة أو أن تقام في نفس اليوم. ليعاد التصويت مرة أخرى على التأجيل لمدة أربعة أيام فقط وقد كان الخيار الذي مر بفارق بسيط من الأصوات وهو الذي لم يكن يعني شيئا في الحقيقة ، فعمليا لا يمكن القيام بكل تلك المهمات في غضون أربعة أيام خاصة في ظل تحالف بهذه الضخامة يضم ثمانية عشر جسما مختلفا لها الحق في مراجعة الخطوات وقراءة الأوراق وطرح تعديلاتها بها وتم كذلك تشكيل لجنتين لصياغة الرؤية واللائحة، ولكن ذلك الإصرار من بعض الرفاق أوضح للآخرين جميعا أن الحرص ليس على شيء سوى مقاعد كان من الواضح أنه تم الاتفاق على كيفية توزيعها).

بربكم هل هناك ممارسة (انتخابية) نظيفة اكثر من تلك الممارسة التى ذكرها الاصم بنفسه..فهو يتحدث عن (التصويت) الذي تم مرتين لقيام الانتخابات ،ويتحدث عن (التصويت) وإعادته لتأجيل العملية الانتخابية ،وعن (التصويت) بعد ذلك لقيامها بعد اربعة ايام.

ماذا يريد الأصم اكثر من ذلك؟.

هذه الانتخابات لو رصدها حسن فاروق لما أتي بهذه الامور التى تؤكد شرعيتها كما فعل الأصم.

الواضح ان الأصم لا يشكك في الاجراءات وإنما يشكى منها ، مثل الطالب الذي يقول عندما يأتي من (الامتحان) ان لم يحسن الإجابة، أن الإسئلة كانت من خارج المقرر.

يذهب الأصم في الإستعلاء والازدراء أبعد من ذلك عندما يؤكد قيام الاجتماع وانعقاده بكامل العضوية ، ولا يجد غير الطعن في ذلك غير ان احد الاعضاء لا يعرفه، ويحسب ذلك من (المفارقة) حينما يقول : (قيام اجتماع المجلس بحضور كامل عضويته الستة وثلاثين ولم يتغيب أحد والمفارقة الثانية هي حضور عضو لأول مرة من تجمع التشكيليين لم يتعرف عليه معظم الناس شكلا أو اسما ، بالطبع ماعدا مجموعة التكتل)…هذا الشخص الذي لا يعرفه الآصم يمثل (كتلته) وهي ادرى به.

لا اريد ان ابحر اكثر في منشور الأصم لأنه يحمل الكثير من المغالطات ،والتناقضات ، والأمور التى تستوجب (الاعتذار) بل (التوبة) ، والعودة الى طريق الرشاد.

لا تمنحونا نموذجا (نخجل) منه في مناظرتنا مع (الكيزان).

(5)

بغم /

في (الوست) الزول العندو (القبول) ما بوزع.

الأصم عاوز (القبول) ، وعاوز (التوزيع)!!

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى