رأي

أحمد يوسف التاي يكتب: لا عزاء لخوجلي وإسحق والزومة

«1»
ليس صدفة أن يخرج علينا صحافيون كِبار من كُتاب المؤتمر الوطني مثل الأساتذة اسحق أحمد فضل الله، وحسين خوجلي، وعبد الرحمن الزومة، وآخرون بمقالات في يوم واحد لينعوا لنا حكومة الثورة، ويسرفون في السخرية منها، وهم يقطعون بأن يوم 30 يونيو هو اليوم المحدد لنهاية حكومة ثورتنا الشعبية، كما لو أن خطة التغيير عندهم قد اكتملت ولن يضيرها الذيوع والاعلان عنها، فليس صدفة أن يتفق ثلاثتهم في كل شيء وكأنهم كانوا يكتبون من غرفة واحدة ..
«2»
وليس صدفة ان يُلمِّح ثلاثتهم بالإنقلاب العسكري على الحكومة تارةً، وتارةً أخرى يؤكدون أن الانقلاب حتمي ولامخرج منه ،كما لو أنهم مطلعون على الخطة العسكرية التي يُبشرون بها (إخوانهم) من فلول النظام المخلوع ويخوفون بها أنصار الثورة الشعبية التي اقتلعتهم من السلطة..
«3»
والحق أن خوجلي، واسحق والزومة، ليسوا وحدهم الذين يروجون للانقلاب العسكري ونهاية حكومة الثورة،بل ظللنا نطالع كثير من المقالات التي تحرض الجيش على استلام السلطة، وتشير إلى أن المخرج والحل في ان تستولي المؤسسة العسكرية على الحكم لفترة انتقالية، وليس صدفة ايضاً أن نسمع بإحباط محاولا انقلابية في هذا الظرف الدقيق والحساس ..
«4»
الحقيقة التي لاتقبل المغالطات أن كتاب (الجبهة الاسلامية) بزعامة حسين خوجلي لهم تأريخ طويل وتجارب معروفة في بث الشائعات وانتاجها ونشرها وبدرجة عالية من الخبث كسلاح فعَّال لزعزعة الاستقرار، ويسجل التأريخ أن كتاب الجبهة بقيادة حسين خوجلي، كان لهم الدور الأكبر في اجهاض الديمقراطية الثالثة، واضعاف حكومة الصادق المهدي قبل الاجهاز عليها في 30 يونيو 89 عن طريق الانقلاب العسكري الذي دبرته الجبهة الاسلامية بزعامة الترابي، ونفذه العميد -آنذاك – عمر البشير، حسين خوجلي وزمرته وكأنهم يحاولون إعادة ذات السيناريو الخبيث..
«5»
المعروف أن طبيعة تكوين حزب الجبهة الاسلامية، مُخالِفة ومتناقضة مع الديمقراطية وإعلاء شأن الحريات، وهي طبيعة مبنية على السمع والطاعة العمياء، وباعتراف البشير أنه كان يبصم ويوقع على القرارات التي تأتيه من شيخ حسن دون النظر اليها، رغم أنه الرئيس..فهو تنظيم معادي للحرية والديمقراطية والشورى، رغم أنه يتمسح بقيم الشورى والحرية، ويتظاهر ببناء هياكل ديمقراطية، لكنها في الواقع هياكل صورية خالية من مضامين الديمقراطية، وذلك للتمويه، وتسويق نفسه كتنظيم ديمقراطي…
«6»
وطبقاً للمعطيات أعلاه واستناداً عليها ، فإن الجبهة الاسلامية بكل مسمياتها السابقة، والحالية واللاحقة، تعتبر العدوء الأول للديمقراطية والحرية، لهذا لن يهدأ فلول النظام المخلوع حتى يجهضوا جنين الديمقراطية الذي بدا يتخلق الآن، ولن يرتاح حسين خوجلي واسحق والزومة وزملائهم “الجبهجية” إلا بعدأن يطفئوا جذوة الثورة بأقلامهم ان استطاعوا لأن هذه الجذوة ستطرد العتمة التي هي ملاذ كل تنظيم لايؤمن بالديمقراطية والحرية، ولأنها ستضيء طريق الحرية والديمقراطية، وهو مالا يرغب فيه الجبهويون اعداء الديمقراطية ..
«7»
سيسعى خوجلي وزمرته إلى تصويب أقلامهم المسمومة لتقطيع اوصال هذا الجنين الذي يتخلق الآن في رحم الثورة، ببث الشائعات والخوف والفزع في النفوس، بحجة انهم يحاربون خصمهم السياسي التأريخي (الشيوعيين)، وكأن الشعب السوداني كله نال عضوية الشيوعي بعد الثورة، والشعب السوداني يدرك الانعكاسات المدمرة للصراع السياسي التأريخي بين الجبهة والشيوعي، ونتائجه الكارثية على استقرار البلاد.
وخلاصة القول أنه يقع على عاتق كل الشعب السوداني حماية “جنين” الديمقراطية داخل رحم الثورة، وعلى الجميع ان يتعهده بالرعاية والحماية، فلايسمحون للشيوعيين بتلقينه قبل أن يرى النور، ولا للجبهجية بإجهاضة قبل أن يخرج للوجود، إلى أن نسمع صرخة ميلاده بعد الانتخابات المقبلة عقب انتهاء اجل الفترة الانتقالية، وهذه مسؤولية الاحزاب والاعلام والحكومة الانقالية والجيش الذي تقع على عاتقه المسؤولية الدستورية…اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى