حوارات

بعد تداول صوره مع مريضه البريطاني الذي تعافى من الكورونا.. د.طارق الطيب عبدالله: الوفيات الكثيرة لمرضى (كورونا) تشعرنا بالعجز والانكسار

 

تداول عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبرا وصورا يظهر فيها د. طارق نجل الفنان المعروف الطيب عبدالله داخل المستشفى التي يعمل فيها ببريطانيا وبجواره مريض بريطاني تعافى على يديه من الكورونا، حيث أبدوا إعجابهم به لتفانيه في خدمة المرضى.

(السوداني) حرصت على الحديث مع د.طارق عبد الله الطيب لمعرفة تفاصيل أكثر عن المريض المتعافي وقدرتهم على مواجهة المرض كأطباء سودانيين متواجدين في بريطانيا وعن تزايد حالات وفياتهم دون الأجانب والكثير ..نتابع ماذا قال.

*بداية..عرفنا عن نفسك؟

= إسمي طارق عبدالله الطيب من مواليد ام درمان ، طبيب متخصص في الباطنية العامة قسم طب كبار السن.

*حدثنا عن الصورة التي انتشرت لك برفقة مريض بريطاني تعافى من الكورونا؟

= الصورة برفقة المريض مستر استيفن هوني بول يبلغ من العمر ٦٥ عاما كان يعاني من مشكلة في المفاصل وعدم انتظام في ضغط الدم نسبة لتناوله المنشطات فكانت مناعته أقل من المطلوب لذا كان من السهل أن يلتقط فيروس الكورونا ، بمجرد أن شعر أهله أنه يعاني من ضيق في التنفس وحمى وسعال جاءوا به للمستشفى فتم فحصه وأخطرناهم بضرورة عزله بعد تشخيص حالته وقضى ٥٣ يوما في الغرفة الحرجة لتلقي العلاج.

*ما هي الأعراض التي صاحبت حالته؟

= كانت لديه مشكلة في البلع اضطررنا لتوصيل أنبوب من الأنف للمعدة لإيصال الطعام بعدها بدأ علاج طبيعي للأكتاف لوجود التهاب أدى لوجود كمية من الصديد فيه فقمت بأخذ عينة منه وإرسالها للمختبر، الحمد لله كانت النتيجة نظيفة، قمت كذلك بعمل اختبار للبلع فكانت النتيجة بأنه استطاع البلع فأخرجت الأنبوب ثم تابع معه أطباء العلاج الطبيعي بعدها أكدوا قدرته على المشي.

*هل كانت أسرته متفائلة بتعافيه؟

= لم يكونوا متفائلين لكن بعد تعافيه اتصلت علي أسرته قلت لهم استيفن تعافى وجاهز لمغادرة المستشفى كانوا سعداء جدا ، طلبت منهم أن نحتفل به احتفالا رائعا قبل المغادرة لرفع روحه المعنوية .

*ماذا كانت ردة فعله بعد التعافي؟

= كانت لحظات صعبة وهو يرى زوجته وأبناءه بعد طول هذه المدة وقال لي من وسط دموعه :(دكتور طارق لن أنساك ابدا) فطلبت منه ألا يبكي وقلت له أنت الأقوى والمنتصر .

*كيف استعدت وتأهبت بريطانيا في البداية لاستقبال المرض؟

= في البداية لم يتخيلوا أن المرض سيجتاح بريطانيا لأنه ظهر في الصين في ديسمبر ولكن أول ما وصل إيطاليا وشهد ازديادت في حالات الوفيات بدأ الانتباه وكان لابد من الاستعداد الى أن وصلت اولى الحالات والوفيات.

* ألم تتخوف من انتقال العدوى لك من المرضى بالمستشفى رغم الاحتياطات؟

=لا يوجد شخص يضمن عدم انتقال العدوى رغم احتياطات الحماية فأصبحنا نعمل بالإرشادات والنصائح العامة مثل التعقيم ولبس القناع والكمامات والتباعد الاجتماعي إلزامي.

*لماذا كان عدد وفيات الأطباء السودانيين في بريطانيا الذين واجهوا الجائحة في بدايتها الأكثر؟

= زملاؤنا الأطباء السودانيؤن رحمة الله عليهم توفوا في الأيام الأولى للمرض في مارس وقتها كان الانتقال سريعا بالرغم من أخذ التدابير التي لم تكن بالصورة التي هي عليها الآن، إلا أن الأقدار شاءت أن تنتقل لهم العدوى، كانوا من خيرة الأطباء تفانوا في خدمة المرضى بصورة مكثفة ، يتم الإشادة بخبرتهم ومدى كفاءتهم ويعتمد عليهم في الإدارة وكانوا يقومون بتدريس طلاب الطب الإنجليز .

*كم عدد الساعات التي تقضونها في المستشفى؟

= مكتوب لنا عددا معينا من الساعات لكن الطبيب يمكن أن يعمل أكثر من الساعات المطلوبة إذا تطلب الأمر حتى يشعر المريض بمدى الاهتمام.

*كيف تستقبلك أسرتك بعد عودتك من المستشفى ؟

= يتم استقبالي بحذر شديد مع أخذ الحيطة والانتباه مع التعقيم.

*ما مدى تأثير مشاهد موتى الكورونا على نفسياتك؟

= أمر في غاية الصعوبة ومؤلم جدا خاصة في منتصف أبريل عندما وصل العدد بوفاة ألف مريض في اليوم أحسسنا بألم وعجز بعد تفاقم الأزمة وجدنا أنفسنا في حالة انكسار باعتبار أننا وصلنا قمة التفشي وكان ناس الإحصائيات أكثر وضوحا بأننا سنصل أقصى مرحلة بارتفاع الحالات ثم ستبدأ في الهبوط، بالفعل وصلنا مرحلة الانحدار بحمد الله وتناقصت الحالات حيث وصلت الى مائة حالة في اليوم أقصاها مائة وخمسين نتمنى ان تخف أكثر.

*رسالة أخيرة لمن توجهها؟

= لمرضى الكورونا في السودان أسأل الله لهم الشفاء فهم في قلوبنا دائما نحييهم على صمودهم المتواصل رغم المعاناة اليومية في كافة مجالات الخدمات فهو صمود إنساني يعبر عن مدى صلابة الإنسان السوداني في المحن والابتلاءات ، التحية لزملائي الأطباء في السودان فهم كفاءات يقدمون كل ما في وسعهم للمرضى رغم الظروف الصعبة.

حوار: محاسن أحمد عبدالله

    صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى