د ناهد قرناص تكتب: زيرو ..ون

 

قرات قبل أيام مقالا طريفا عن الصفر والرقم (واحد) ..المقال يتهم الصفر والواحد بانهما اس بلاء الأرقام جميعا ..ولو ان الأرقام اتيحت لها فرصة التقاضي أمام المحاكم ..لطلبت الارقام مقاضاة الصفر والواحد ..لييييه ؟ يقول المقال ..ان ضرب اي رقم بالصفر ..الحاصل صفر ..مهما كانت قيمة الرقم المضروب ..ملايين ومليارات تصير (ولا حاجة ) بمجرد ان يتم ضربها بالصفر . اما الرقم واحد فهو لا يؤثر في الرقم المضروب ..مهما كانت قيمة الرقم المقابل ..ستكون هي ذاتها ..(لا راحت ولا جات )..وكأنه لم تكن هناك عملية حسابية تم اجراؤها ..شفتوا كيف ؟

 

هل خطر على ذهنك ان احدهم ..قد يدخل حياتك ويهدم كل ما فيها ويحيلها ركاما ..؟ انه ذلك الكائن الصفري الكبير ..الذي تفتح له الباب بكامل قواك العقلية ..وتتركه يعيث فسادا في دواخلك ..وما ان تحاول ان تردعه ..تجده قتل كل جميل ..واباد كل زهرة متفتحة ..وجلس واضعا رجلا على الأخرى مبتسما سعيدا بانتصاره ..احدى معارفي كانت موهوبة بالرسم ..تحب ضرب الفرشاة على القماش الأبيض ..لتكون حدائق ووجوه مليحة ..كانت تحلم بان تغزو لوحاتها كل المعارض والمتاحف ..التقيتها بعد سنوات ..فاذا بها ذابلة ..سألتها عن الرسم ..لاحت على وجهها ابتسامة شاحبة ..علمت منها انها تزوجت قريبا لها ..(كائن صفري كبير ) احال حياتها جحيما ..ضرب وتعذيب وشتائم ..وعندما انفصلت منه ..ترك لها الاطفال وهرب ..واضحت هي ثور الساقية التي لا ترحم ..وصارت كل تلك الأحلام ..مجرد ذكرى بعيدة بعد ان اصبحت هي مجرد شبح انسان. ..

 

 

هو كان يحلم بالتغيير ..كان فارس الكلمة ايام الجامعة ..مرحا تحيط به الجموع اينما حل ..تزوجها بعد ان راها في عرس احد اقاربه فأعجبه حسنها ..سافر بها الى الخليج ..ولم يعد حتى الان ..توقفت عجلة طموحاته عند تاريخ زواجه ..لم يضف شيئا لسيرته الذاتيه ..صار مجرد موظف يخرج صباحا ليأتي مساءا ..داخل بيته تناسل السأم وأفرخ مللا وصمتا ..اما هي فقد كانت عباره عن الرقم واحد ..لم تضف اليه شيئا ولم تغير في قيمته شيئا …عندما تراها يعجبك حسنها ..وبس خلاص ..الان صار رافعا شعار (لقد هرمنا) .. الم يكن مخطئا حين تزوج بمن تحمل شعار الرقم واحد ؟

 

 

الناس على شاكلة زيرو ..ون ..لا يشكلون اضافة الا لو وضعتهم بجانبك دون مخالطتهم .. لا تدعهم يفسدون عليك حياتك ..الكائن الصفري ..عادة انتقادي ..لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب ..يثير زوبعة من اجل اخطاء صغيرة ..يحاول دائما تعطيل الدفة لكيلا تسير المركب في الاتجاه المراد .. اما الكائن الواحدي ..فهو شخصية سلبية ..يثرثر كثيرا ..ولا يضيف لك معلومة …ولا يساعدك في اتخاذ قرار مصيري …يفضل الجلوس بجانب الحائط ولا يشجع على المغامرات ..ولا التفكير خارج الصندوق ..وبالتأكيد لن يكون بجانبك لو حدثت اي كارثة او مررت بمنعطف صعب في حياتك ..اما الكائن الصفري سيكون أول الشامتين في هكذا مواقف .

 

ابحثوا عن من يضيف لحياتك لا ذلك الذي يخصم منها ..اصحاب الطاقة الايجابية الذين يزرعون الابتسامة في كل مكان ..ابعدوا عن كائنات زيرو ..ون ..دعوهم وشأنهم ..ربما يقتربون من بعضهم البعض ..حينها فقط ستكون لهم قيمة.. خاصة لو كان موضع الصفر على الجانب الأيمن .

صحيفة الجريدة

Exit mobile version