ياسرمحمد محمود يكتب: شوكــة حـوت .. (بيـــت أبـو الـدُنَــــان)

 

أبو الدنان فى العامية السودانية يطلق على الزنبور والزنبور حشرة طائرة تقوم ببناء عش من طين يتم تصميمه فى حوائط الغرف من الداخل ويتخذ بيت الزنبور أشكال هندسية متقنة تقوم أنثى الزنبور بوضع بيضها داخل هذا البيت حتى يكمل البيض دورة حياته ويخرج حشرة كاملة ويعتقد بعض الناس أن بيت الزنبور هذا يصلح كعلاج بلدى لبعض الأمراض فتتم عملية إسقاط بيت الزنبور وخلطه بالماء حتى يتحول إلى طينة ويتم مسحه فى منطقة الألم بالجسم ويستخدم كعلاج بلدى لعلاج اللوزتين.

حتى لا نذهب بعيدا عن الموضوع فقد تحاذبت أطراف الحديث يوم أمس مع الشاب طارق أحمد عمر وهو شاب سودانى موجوع جدا من تردى الأوضاع الإقتصادية والصحية بالبلاد ومصاب بحالة إحباط بموت أحلامه بعد أن نجحت الثورة السودانية وتحولت الى لقمة سائغة لبعض الإحزاب السياسية التى سرقت الثورة حسب وجهة نظره فى ظل الإرتفاع الجنونى للأسعار مع العجز الواضح من الحكومة الإنتقالية من القيام بدورها فى توفير السلع الأساسية للمواطن أو حماية المواطن من جشع التجار والسماسرة وإشتكى مر الشكوى من سلحفائية الحكومة الإنتقالية فى عملية إستكمال مؤسسات السلطة من لدن المجلس التشريعى مرورا بتقييم أداء بعض الوزراء بالحكومة الإنتقالية.

وفى إطار تردى الأوضاع الصحية بالبلاد قال لى الشاب طارق أنه ذهب لقضاء عطلة عيد الفطر بقريتهم بولاية نهر النيل برفقة إسرته الصغيرة وأكد لى أن قريتهم بها مركز صحى يديره ممرض من (سنة دو) حسب تعبيره ويعتبر هذا الممرض فى القرية بمثابة أخصائى لكل التخصصات وفى هذه الظروف مرضت بنت طارق هذا وذهب بها للمركز الصحى وقابل بها الممرض (ع) والذى قام بفتح فم الطفلة وقام بشم فم الطفلة وقال لوالدها (بتك دى إلتهاب لوز) وقال له الممرض بالحرف الواحد (أمسح ليها بيت أبو الدنان) وإكتفى بتلك الوصفة ويرجع السبب إلى عدم وجود مضادات حيوية للمريضة وقام طارق بمسح بيت أبو الدنان لإبنته وعاد بأسرته إلى الخرطوم للبحث عن علاج للطفلة.

وسألته ببراءتى المعهودة عن إسم قريتهم بنهر النيل فرد على بكل هدؤ أنا من (قندتو) فإزادادت عندى معدلات البراءة بشكل كبير فقلت أليس من قريتكم هذه مسؤول كبير بحكومة ولاية نهر النيل يقوم بتوفير الإحتياجات الطبية لمركزكم الصحى فقال لى بالحرف الواحد (حلتنا دى منها عبدالفتاح البرهان يا زول) فقلت له بكل براءة وحسن نية البرهان رئيس مجلس السيادة ذاتو والقائد العام للقوات المسلحة السودانية فقال لى نعم فقلت له ببراءة زائدة (إنت جادى) فأقسم بالله العظيم أنه والبرهان من حلة واحدة فقلت فى سرى لو علم طارق أن معظم قطاعات الشعب السودانى محبطين جدا من أداء حكومة عبدالفتاح البرهان على الأقل فى فشلها فى تحسين الوضع الإقتصادى والإهتمام بمعاش الناس.

نــــــــــص شــــــــوكــة

فإذا كان ممرض قرية قندتو يصف لمرضاه وصفة مسح بيت أبو الدنان كعلاج فعلى القائمين على أمر المراكز الصحية بالصهباء وتوايت وتمقرف وأضان الحمار وأم جناح وفرتنقول والشوشاية عليهم أن يقوموا بوصف الجردقة والحزاء والشيح والعفص والسعفص والزعفران كعلاج بلدى لعلاج الكورونا.

ربــــــــع شــــــــوكــة

يا طارق لا تحزن فإن الحزن عليك هو المكتوب لا تحزن وهون على نفسك.

ياسرمحمدمحمود البشر
صحيفة الوطن

Exit mobile version