تحقيقات وتقارير

خلافات الترتيبات الأمنية والسلطة تؤجل التوقيع على سلام سوداني بجوبا

(المفاوضات لم تنهار لكن هناك خلافات حول بعض القضايا ومن الممكن التوقيع على اتفاق السلام قريباً).. يقول ياسر عرمان الموجود حالياً في جوبا حيث يخوض السودانيون ماراثون تفاوضيا لتحصيل سلام واستقرار في سودان ما بعد سقوط نظام عمر حسن البشير قبل ما يزيد عن الأربعة عشر شهراً.. لا يتجاوز مشهد جوبا الراهن مشاهد تجمعات التفاوض في العهد البائد حيث لا تزال ذات الاختلافات في مكانها ولم يكن شعار الثورة (حرية سلام وعدالة) ليغير من السلوك الانتهازي للنخبة السياسية في تعاطيها مع معاناة الشعب السوداني من الحروب المتناسلة.. هكذا يردد من يقولون بأن منبر جوبا لن يصنع سلاماً وإن (المسارات) التي تم تقسيمها هي في الأصل مسارات لأجل استمرار المعاناة.

 

1

حسناً.. التصريحات المنسوبة لياسر عرمان جاءت في أعقاب أحاديث عن انهيار جولة التفاوض بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح (الجبهة الثورية) وهي أحاديث أعقبت تصريحات لرئيس وفد الحكومة للمفاوضات الفريق محمد حمدان الذي قال في أعقاب جولة عقدت عبر الفيديو إن العشرين من هذا الشهر سيكون يوم التوقيع على السلام في السودان وهي تصريحات تقرأ أيضاً مع التصريحات المتفائلة لعضو وفد التفاوض الحكومي الناطق الرسمي باسم الوفد وعضو مجلس السيادة محمد الحسن التعايشي الذي أكد على حسم معظم القضايا مثار الخلافات بين الوفود المتفاوضة لحسم قضايا الاختلاف فيما بينها.

 

2

أمس الجمعة تخبركم الوساطة من جنوب السودان عن الأسباب التي تجعل من عدم التوقيع على اتفاق السلام بالأحرف الأولى واقعاً هذا السبت وفي مؤتمر صحفي يقول نائب رئيس الوساطة ضيو مطوك حيث يكشف عن الصعوبات التي تواجه العملية والتي ابتدرها بالاختلاف بين الجانبين حول قضية الترتيبات الأمنية والمشاركة في السلطة بناء على ورقة تقدم بها أربعة من مكونات الجبهة الثورية باستثناء حركة مناوي وتعلقت بمسار الترتيبات الأمنية في مسار دارفور وقال مطوك إنهم وصلوا لنهاية المفاوضات في مسار دارفور وتم نقاش معظم القضايا وتم الاتفاق حولها مع بعض الاستثناءات في قضايا يعملون من أجل الانتهاء منها وسيتم ذلك في غضون أيام وقال إنهم سيعملون مع الشركاء من أجل وضع الجدول الزمني الخاص بها لتنفيذ الاتفاق النهائي والعمل على ترجمة الاتفاق بحسب مطالب شركاء المجتمع الدولي. وكشف مطوك عن وجود ست حركات في مسار دارفور تمتلك مسلحين بينما تم حسم ملف الترتيبات الأمنية في مسار المنطقتين وتم حسمه ما عدا قضية واحدة وحددت الحكومة تسعة أشهر بينما طالبت الحركات الدارفورية بأربع سنوات؛ متوقعا الوصول إلى اتفاق.

 

3

ينفي ياسر عرمان تعليق المفاوضات لأجل غير مسمى ويقول بأن كل ما حدث هو تأخير في ملفي الترتيبات الأمنية والسلطة وأمر الترتيبات الأمنية سيتم حسمه عقب وصول وفد من الخرطوم بحسب ما نقل لنا الوسيط وأضاف عرمان أنهم قاموا بتسليم رؤيتهم حول السلطة في ورقة للوساطة وتم تسليمها للجانب الحكومي من أجل مناقشته.. يؤكد عرمان وصول وفد عالي المستوى من الخرطوم لجوبا لإكمال الاتفاق النهائي والتوقيع عليه بالأحرف الاولي ويقول إن التأخير عن التوقيع في يوم 20 يونيو سيكون لمدة أسبوع.. بينما يبدو الرجل الثاني في حركة عقار والتي تتقاسم الاسم والمشروع مع حركة عبد العزيز الحلو واثقاً من التوقيع بالأحرف الأولى قبل انتهاء هذا الشهر كعادته فإن عرمان لا يغادر منصة الحديث دون الإشارة بقوله إن قضايا السلام أكثر تعقيدا علي المستوى الدولي والمحلي وإن الحرب أسهل من السلام الذي من الممكن تحقيقه ومعالجة كافة قضايا البناء الوطني في السودان ومشكلاتها منذ العام 1956.

 

4

حسناً.. أسبوع آخر على الجميع انتظاره من أجل التوقيع علي اتفاق سلام بالأحرف الأولى دون أن يبدو الاتجاه نحو التأجيل مفاجئا لكثيرين؛ فالفترة الزمنية المحددة لتحقيق السلام وفقاً للوثيقة الدستورية في المرحلة الانتقالية تجاوزت الشهور الستة المحددة سلفاً دون أن يحدث اختراق في القضايا المتداولة بل بدا وكأن الجولات مجرد مسرح لتبادل الاتهامات بين المكونات السياسية فلم تعد معركة الحرب والسلام وحدها وإنما معركة المحاصصة والمحاصصة المضادة.. وبعيدا عن السؤال: هل سيتم التوقيع المؤجل في ميقاته المحدد حتى الآن؟ فإن السؤال يمضي اكثر: هل يصلح التوقيع في حال حدوثه ما أفسدته الحرب ويحقق سلاما؟ بالنسبة للكثيرين فإن الأمر لن يحقق جديداُ حتى وإن تم مهر الاتفاق بالأحرف الاولى التي ستكون غير مكتملة حيث سيغيب عنها عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور ومؤكد لن يكون هناك أركو مناوي مما يجعل العملية برمتها ناقصة وإن اكتملت بفلاشات التصوير .

 

الخرطوم : الزين عثمان

صحيفة ( اليوم التالي)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى