محمد لطيف يكتب: السلام تأجيلٌ .. قد يطول!

رغم أنني كنت وما زلت من المتحفظين على ما يجري على منبر جوبا.. شكلا وموضوعا .. أو موضوعيا وإجرائيا .. من حيث المنهج المتبع في إدارة ملف السلام .. أو الآليات المستخدمة في إدارة الأزمة ..

ومدى أهلية وكفاءة وجاهزية منبر جوبا نفسه .. إلا أنني تجاوزت عن كل تحفظاتي .. أو بالأحرى احتفظت بتحفظاتي .. ثم اصطففت مع

أبناء شعبي .. في انتظار العشرين من يونيو .. الموعد المضروب للتوقيع على الاتفاقية الرئيسة .. أو واحدة من الاتفاقيات الرئيسة في ذلك المنبر .. غير أنني ايضا .. وأصدقكم القول .. لم أتفاجأ بالإعلان القاضي بتأجيل التوقيع الذي كان مقدرا له اليوم السبت 20 يونيو2020 .. !

ولكن مفاجأتي الحقيقية .. أو إن شئت الدقة .. فقل الذي صعقني .. هو

الأسباب التي أعلنها الوسطاء للتأجيل .. ببساطة قال الوسطاء .. هناك

قضايا جوهرية لا تزال عالقة .. بل أفصحوا أن بعض هذه القضايا

العالقة .. لهي مما يحتاج النقاش حولها والاتفاق عليها .. أسابيع بل ربما شهورا .. السؤال الذي يفرض نفسه الآن .. من أوعز للمنبر بإمكانية التوقيع اليوم .. ؟ والقضايا العالقة تعكسها تصريحات منسوبة للدكتور ضيو مطوك .. نائب رئيس فريق الوسطاء .. وهو في الواقع

.. أو في ظني يكاد يكون الفاعل الرئيس في المفاوضات .. بحكم خبرته السابقة وعلاقاته الخاصة مع جل الفرقاء .. فالدكتور مطوك .. وفقا لما هو منسوب اليه في الوسائط أمس .. أشار الى جملة نقاط لا تزال تحتاج الى بحث .. ومنها .. بل وعلى رأسها قضية .. الترتيبات

الأمنية لمسار دارفور .. ثم يكشف مطوك أن الوساطة لا تزال تنتظر

رد الحكومة على الورقة المقدمة من تنظيمات الجبهة الثورية باستثناء

حركة مناوي بالطبع .. بل إنها تنتظر رد الحكومة على ورقة قدمتها حركات الكفاح المسلح لكيفية مشاركتها في السلطة ..!.

من القضايا العالقة كذلك وفقا لمطوك ايضا ..إعداد جداول التنفيذ للاتفاق النهائي .. ولا شك أن دكتور مطوك يعلم من واقع وجوده في دهاليز مفاوضات نيفاشا .. كيف ان عملية إعداد جداول التنفيذ هذه كانت واحدة من أعقد المراحل .. فهي ليست نزهة عابرة .. ولا مجرد عبارات إنشائية .. بل تبنى هذه الجداول على مجموعة معطيات ..

تشمل المواعيد والمواقيت والأمكنة والإمكانيات والآليات وتحديد جهة التنفيذ بشكل قاطع .. ومطلوب أن يتكرر هذا في كل بند من بنود الاتفاقيات .. فلك أن تتصور حجم الجهد والوقت المطلوب للفراغ فقط .. من إعداد هذه الجداول .. ولأن الالتزام بهذه الجداول يعتبر واحدا

من أهم مظاهر التزام الأطراف أو الفرقاء .. بالاتفاقيات نفسها ومدى

جديتهم في تنفيذها .. يصبح من المهم التوقيع على هذه الجداول في ذات منصة التوقيع على الاتفاقيات نفسها .. باعتبارها .. أي جداول التنفيذ .. جزءا لا يتجزأ من الاتفاقيات ..!

وكي لا يستهين أحد بجداول التنفيذ هذه .. فلك أن تتصور أنه في واحدة من هذه القضايا التي لم تحسم بعد .. أن الحكومة تتحدث عن تسعة أشهر، بينما تتحدث الثورية عن أربعةسنوات .. وهذا البند من البنود التي ينبغي أن تدرج في جداول التنفيذ .. بعد الإافاق على المدى

الزمني المطلوب لإنفاذه .. أما المفاجأة التي فجرها عضو فريق

الوسطاء الدكتور ضيو مطوك بالأمس وهو يعلن تأجيل التوقيع .. فهو ذاك المقترح الذي تقدم به مسار دارفور والخاص ببديل يوناميد بعد انتهاء مهمتها بنهاية هذا العام لتوفير الأمن للنازحين .. أو حماية المدنيين عموما .. ورغم أن مطوك لم يفصح عن طبيعة المقترح .. فما يتصوره المراقب .. أن الفصائل المسلحة لن تتحدث بالضرورة عن أي من القوى النظامية الموجودة في الساحة الآن .. وأنها على أحسن

الفروض ستتحدث عن قوة مشتركة تضم القوات النظامية وفصائل

الكفاح المسلح .. وهذا جدل يطول .. وإن وافقت عليه الحكومة ..

فيحتاج هو الآخر .. إلى جداول تنفيذ تبدأ من حصر القوات .. التي يقدرها بعض المراقبين بأكثر من ثلاثين ألف مقاتل .. ثم تحديد مواقعها .. ونوع ومستوى تسليحها الخ… الخ .. اعتقد أنه حتى التاريخ الذي توقعه ياسر عرمان بنهاية يونيو الجاري .. يبدو متفائلا ايضا .. بالنظر إلى العالق من القضايا..!

 

 

 

 

 

 

صحيفة السوداني

Exit mobile version