رأيالطيب مصطفى

الطيب مصطفى يكتب: التاي بين مرضاة الله والمقارنة بين حكم القحاتة والانقاذ!

يحرص الاستاذ احمد يوسف التاي يوميا على ختم مقاله بعبارة (ضع نفسك في الموضع الذي تحب ان يراك فيه الله ، وثق انه يراك في كل حين).
عبارة عميقة يذكر التاي بها نفسه والقراء كل يوم بواجبهم تجاه ربهم.
ولكن ، رغم ذلك كتب التاي مقالا عحيبا بعنوان :(لو ان البشير ما زال رئيسا) ، جزم فيه أنه لو حدث ذلك ، فان الوضع الاقتصادي كان سينحدر الى درك سحيق اسوأ بكثير من حاله اليوم!
لا احتاج الى المقارنة بين الوضع الاقتصادي الحالي من حيث الغلاء واسعار السلع وعشية سقوط النظام السابق ، ولا من حيث التضخم الذي تجاوز حاجز ال 100% ربما لاول مرة منذ سنوات طويلة ، ولا من حيث اسعار الوقود ذي التأثير الهائل علي كل مناحي الحياة والذي رفع الدعم عنه لتتضاعف اسعاره عدة مرات.
لا احتاج الى كل ذلك لكي اناقش التاي الذي اعلم انه ليس عالم اقتصاد ليجزم ان الوضع سيكون اسوأ وابشع مما هو عليه اليوم لو استمر حكم البشير ..تلك العبارة التي ما ساقته اليها الا عين السخط المبغضة للرجل وعين الرضا المحبة لحمدوك ورهطه من بني قحتان وبني علمان الممسكين بخناق دولتنا المأزومة والذين لم يتكرموا على السودان وشعبه حتي اليوم برصف متر من الاسفلت او باي انجاز اخر سوى الفشل الذريع في كل شيء بعد ان استحالت حياة المواطنين الى جحيم لا يطاق!
لا اقول ذلك من باب المساندة للبشير الذي يعلم التاي أنني ، رغم صلة الدم الحميمة وصداقة العمر عارضت كثيرا من سياساته ودفعت ثمن ذلك تضييقا في رزقي وحرية صحيفتي لكنها الحقيقة التي سنساءل عنها يوم الدين الذي يصر التاي على التذكير بعلو شأنه وباهمية تذكره في كل حين !
اقول للتاي الذي يفتأ يذكر الناس بان يضعوا انفسهم في الموضع الذي يحبون ان يراهم فيه الله تعالى : دع عنك يا صديقي الوضع الاقتصادي الذي ركزت عليه وافترضت ان كل كوارثه الحالية على البلاد والعباد ستكون ابشع لو قدر للبشير الاستمرار في الحكم ، لنتناول امرا آخر ظللت تتجاهله رغم ان خاتمة مقالك تشي بعلو منزلته عندك الا وهو واجبك نحو ربك الذي يراك في كل حين .. بالله عليك يا التاي هل كان البشير سيعين وزيرا شيوعيا لوزارة التربية والتعليم او سينصب مديرا للمناهج التعليمية يعتقد أن الزنديق محمود محمد طه ابتعث رسولا لرسالة ثانية بعد خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ليتوعدنا بالغاء القرآن الكريم في صفوف الاساس الاولى وليبدله باناشيد الثورة والموسيقى والفلسفة بعد ان جزم ذلك المدعو (القراي) بأن سورة (الزلزلة) تخيف اطفال الروضة ، بل بعد ان اعلن ان الجنة سيدخلها الوثنيون والمجوس وهرطق بما لا يقوله الا شيطان رجيم؟!
هل كان البشير سيجيز وثيقة دستورية تستبعد الشريعة الاسلامية من مصادر التشريع وهل كان سيعين شيوعيا يدعى رشيد سعيد وكيلا لوزارة الاعلام ليعلن على رؤوس الأشهاد انهم ما جاؤوا الا للحرب على النظام الاسلامي وليبث في تلفزيون السودان مواد تمجد المرتد محمود محمد طه وعقيدة الثالوث وغير ذلك من الكفر البواح؟!
هل كان البشير سيعين وزيرا للشؤون الدينية يعلن عن بحثه الدؤوب عن عبدة الاصنام والحجارة كما يعلن ، في اطار معالجة جائحة كورونا ، أن (الابدان مقدمة على الاديان)؟!
هل كان البشير سيعين وزراء شيوعيين وعلمانيين يتباهون بعلمانيتهم الشركية الفاجرة ويعملون على فرضها في شتى المجالات ، بل يتحدث بعضهم عن وجوب احترام (ثقافة المريسة)؟!
استاذ التاي .. لا يكفي ان تكتب عبارات منمقة حول رقابة الله عليك وعلى الناس ، ذلك ان الايمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ، وتأكد بان الله يحب ان يراك منافحا عن دينه فعلا لا كلمات جوفاء على الورق والاسافير وانه تعالى رفع مقام الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر ولعن بني اسرائيل لانهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه بينما انجى الذين ينهون عن السوء ، فكم مرة بالله عليك كتبت في مقالك اليومي عن الوثيقة الدستورية العلمانية وعن حرب الرويبضة القراي على القرآن الكريم وعلى الاسلام وعن استهداف وزراء قحت وعلمانييها لدين الله الذي سمى مبعضي القرآن الكريم من بني علمان الرافضين لحكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بالمنافقين وتوعدهم بقوله :((فَلَا وَرَبِّكَ لَا یُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ یُحَكِّمُوكَ فِیمَا شَجَرَ بَیۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا یَجِدُوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ حَرَجࣰا مِّمَّا قَضَیۡتَ وَیُسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمࣰا)
اقول للتاي إنني ساظل ما حييت حربا على قحت التي يمسك بخطامها الشيوعيون اتباع الملحد ماركس حتى لو جعلت السودان جنة في الارض طالما انها تشن الحرب على الاسلام ، وذلك ما سيسألني عنه ربي يوم الحساب .. واقولها ولا أبالي إنه رغم ان البشير ارتكب اخطاء فادحة عارضناه عليها الا أنه لم يستهدف دين الله وشرائعه وشعائره ، وهو بالقطع افضل مئة مرة من هؤلاء المحادين لله ورسوله ، الفاشلين في ادارة البلاد ، المخضعين السودان وشعبه للوصاية الدولية وللاستعمار من جديد.
التاي قال إنني زعمت ان انفصال الجنوب الذي ساندته بقوة لن يؤثر على الوضع الاقتصادي بعد فقدان السودان جزءا كبيرا من الثروة النفطية التي ينتجها الجنوب ، وذلك ما انفيه بقوة فقد ظللت اقول ان الانفصال سيوقف الحرب التي اشتعلت بين الشمال والجنوب منذ ما قبل الاستقلال وكلفت الخزانة العامة كثيرا من الدماء والدموع والاموال ، وظللت اضرب امثلة بدول كثيرة لم تنعم بالسلام والاستقرار والتقدم والازدهار الا بعد الانفصال ، ولعل اقربها الينا جغرافيا اثيوبيا فقد فقدت اثيوبيا ، بعد انفصال اريتريا ، الاطلال على البحر ، مثلما فقدنا نحن نفط الجنوب بعد الانفصال ولكن اثيوبيا نعمت بالسلام والاستقرار ، وقد انفصلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عدة دول عن روسيا كما انفصلت الهند وباكستان وبنغلاديش وكثير من الدول.
على ان الاهم من ذلك كله ان المتباكين على نفط الجنوب يصدرون عن عقلية استعمارية تريد ان تفرض الوحدة على الجنوبيين حتى ولو كانوا كارهين!
عجيب ان يسمي الجنوبيون انفصالهم عن السودان استقلالا من (الاستعمار) الشمالي ونصر على ان نستبقيهم معنا رغم انوفهم ، فقد ظللت ومنبر السلام العادل نقول إن الله تعالى قال انه (لا اكراه في الدين) بينما يصر اعداء الحريات على اكراه الجنوبيين على الوحدة بالرغم من انهم صوتوا للانفصال بنسبة تجاوزت (98)%!
الحديث عن الانفصال يحتاج الى مقال بل مقالات كثيرة وليتذكر الناس ان كل او معظم الاحزاب السياسية وافقت منذ تسعينيات القرن الماضي على طلب الجنوبيين منحهم الحق في تقرير المصير الذي تمخض عن استقلال كامل الدسم.

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى