تحقيقات وتقارير

للتأكيد على عدم التزام مسؤولي الحكومة بالقانون يمكنكم متابعة ما حدث في كادقلي وفي الشبارقة وبحجير تنجو و ( البرهان) الأكبر في قندتو لماذا يخرق القانون من يفترض عليهم حمايته ؟

صباح الخميس تنصب وسائط التواصل الاجتماعي الفريق حميدتي رئيساً لمجلس السيادة الانتقالي لأسبوعين قال من تداولو التغريدات بانها فترة العزل التي سيخضع لها رئيس المجلس الفريق عبد الفتاح البرهان بعد اصابته بفيروس كورونا ، لكن تصريحاً سريعاً من مكتب رئيس مجلس السيادة ينفي مرض البرهان ويؤكد على أن الاخير تلقي اتصالات من قيادات الدول تهنئه بالعيد وتلقي برقية تعزية من الرئيس يوري موسفيني في رحيل مستشارته نجوى قدح الدم وختم بان البرهان يقضي عطلة العيد في مسقط راسه” قندتو” بولاية نهر النيل بعد مغادرته الخرطوم التي أعلنت حكومتها التي يراس مجلس سيادتها إستراتيجية الحظر لمواجهة تداعيات الوباء

 

 

1

يحول خبر المجلس السيادي حول رئيسه النقاش من إمكانية صعود نائبه نحو قضية تجاوز رئيسه قرارات العزل ومغادرته الخرطوم إلى مسقط رأسه وذلك بالتزامن مع تجاوز عدد الإصابات بالوباء لحاجز الأربعة آلاف حالة وكان وزير الصحة أكرم علي التوم قد حمل في وقت سابق الأجهزة الأمنية والشرطية المسؤولية في انتشار الوباء لجهة أنها لم تلتزم بتنفيذ قرارات الحكومة فيما يتعلق بتنفيذ الحظر وإيقاف المتجاوزين له. بدت عملية عدم التزام القيادات بالسياسات التي تعلنها مدخلاً لجدل يشابه الجدل حول جدوى تنفيذ استراتيجيات العزل والحظر في بلاد يعمل معظم مواطنيها في الحصول علي احتياجاتهم وفقاً لنظرية رزق اليوم باليوم. المفارقة أن أصحاب المعاش اليومي هم الأكثر التزاماً في مواجهة الجائحة.

 

2

في زمان الانتقال نحو الحكم المدني وفي ظل تمدد جائحة كورونا،يقول الكثيرون إن من يخترق القوانين هم من يعلنونها علي الملأ وان ذهاب رئيس مجلس السيادة إلى ولاية نهر النيل لقضاء عطلة العيد لا يبدو استثناءً في عموميات المشهد، ففي الأسبوع الفائت يخبركم الناطق الرسمي باسم مجلس السيادة محمد الفكي سليمان،عن دخوله العزل المنزلي بعد مخالطته وزيرة الشباب والرياضة، ولاء البوشي، التي اكدت الفحوصات الطبية إصابتها بوباء كورونا المستجد . تمت المخالطة في الزيارة التي قطع فيها الفكي وممثل الشرق في مجلس السيادة، حسن شيخ إدريس والبوشي ثلاث ولايات في طريقهم إلى كسلا. ليس ذلك فحسب، بل توقف الوفد الرسمي في ولاية الجزيرة وتحديداً في منطقة الشبارقة للقاء الطيب شبارقة أحد رواد الحركة الوطنية وتبادل المغردون في وسائط التواصل الاجتماعي صورة الزيارة وبالطبع تجادلوا حول مدى تطبيق الرسميين لقرارات التباعد الاجتماعي ومألات ذلك علي الشيخ المسن خصوصاً بعد ان أصيبت وزيرة الشباب والرياضة بالمرض.

 

3

حسناً لا ينتهي مشهد التجاوزات الرسمية في الشمال والشرق، بل يتمدد إلى دارفور التي يزورها وفد رسمي بقيادة عضو مجلس السيادة محمد الحسن التعايشي والرجل الثاني في مجلس الوزراء عمر منيس وتحديداً ولاية جنوب دارفور من اجل الوقوف على الأوضاع الأمنية في المنطقة، وبالطبع يظل في بال الجميع أنه لا مخاطر تحيط بالعالم الآن أكثر من تلك المرتبطة بالفيروس القاتل. من هناك تنقل الأنباء عن توقف عضو مجلس السيادة لتحية زميلته في المرحلة الابتدائية وهي تقوم بممارسة بيع الشاي. بالطبع الصورة المتبادلة توضح عدم المبالاة في التعاطي مع المرض وإمكانية انتقاله. ما حدث هناك تكرر مرة أخرى حيث احتشد عدد من الناس في انتظار الوفد الرسمي في منطقة حجير تونجو ،مسقط راس الشهيد بولاد ،حيث كانت في انتظارهم والدة الشهيد المسنة وتم التقاط الصورة وقد تدلت كمامة عضو السيادي في صورة أخرى من صور التجاوز لفرضية الاحترازات الصحية.

 

4

من كادقلي بجنوب كردفان يهاجم الفريق شمس الدين الكباشى قوى إعلان الحرية والتغيير ويهاجم معها كل الذين لا يمنحون القوات النظامية التقدير الكافي ويصرح مهدداً أن العودة للثكنات لن تؤدي لاستمرار هذه الحكومة لساعة واحدة كما انها تؤكد على تجاوز ما تم التواثق عليه من قانون ووثيقة دستورية. حديث الكباشي يدفع بحركة القوى الجديدة” حق” أحد مكونات إعلان الحرية والتغيير لإصدار بيان هاجمت فيه المكون العسكري وصوبت هجومها بشكل مباشر على الكباشي الذي قال البيان إنه تحدث في أحد التجمعات بالولاية قائلاً بانه ساهم في إبعاد المرشح لمنصب الوالي من قوى إعلان الحرية والتغيير وهو ما رفضته الحركة واعتبرته تجاوزاً لما تم التواثق عليه.أما بالنسبة لتنفيذ المحاذير الصحية فان الكباشي لم يلتزم بها لا هو ولا الذين كانوا يستمعون إليه وكأنه يخبر الزملاء في مجلس السيادة أننا جميعنا في التجاوز شرق .

 

5

زيارة محمد الفكي وحسن شيخ ادريس وولاء البوشي إلى كسلا كانت في إطار العمل، وهو ما يعني ان العربات التي تقلهم كانت تحمل تصاريح المرور بين الولايات المتعددة وهو ذات ما ينطبق على الوفد الذي اتجه إلى جنوب كردفان وجنوب دارفور بينما تتناثر محطات التفتيش في الطريق الرابط بين الخرطوم وقندتو وهو ما يفترض سؤالا حول ما إذا كان رئيس مجلس السيادة يحمل تصريح مروره وهو الذي ذهب إلى هناك من اجل قضاء عطلة العيد التي حرمت ظروف الوباء وترتيبات الحكومة الكثيرين من القيام بها التزاماً بالقانون وهو ذات الأمر الذي يفترض سؤالاً أخر هل طالب احد الواقفين في نقاط العبور الوفد الرئاسي بابراز تصريحه ؟ بحسب مجلس السيادة فان رئيسه بخير ولا يعاني من أي مرض ويقضي عطلته بين اهله. البرهان سليم بينما العلة في قيم الثورة التي يعجز من اختارتهم عن الالتزام بالقانون ويعيدون ذات سيناريوهات النظام البائد تاركين لنا السؤال حول لماذا يخترق القانون من يفترض عليهم حمايته لماذا يحدث ذلك ؟

 

الخرطوم : الزين عثمان

صحيفة ( اليوم التالي )

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى