حوارات

المصابة بـ(كورونا) د.سماح محمد نجيب: الخطر القادم أكبر لطالما مازال البعض يفطر في جماعة

كثرت إصابات (كورونا) وسط الأطباء، الأمر الذي شكل حالة من القلق بالحقل الصحي، لاسيما أن السودان يعاني شُحاً ونقصا كبيرا في الكوادر الصحية، ولعب الأطباء دوراً مهما في تقديم خبراتهم وخدماتهم للمرضى، رغم الظروف التي تمر بها البلاد وما تعانيه من ظروف اقتصادية وصحية متصدعة، وبالرغم من الأطباء هم أكبر دراية ووعياً بالمرض وطرق الوقاية منه إلا أن (كورونا) بسط يده للنيل منهم، لطالما كان هو المرض الأكثر خطورة واسرع عدوى، وجودهم في المستشفيات والدور الصحية ومخالطة المرضى يجعلهم أكثر عرضة، الدكتورة سماح محمد نجيب .اختصاصية صحة الفم والأسنان اصيبت ولكن بعيداً عن مجال عملها اجرت معها (الجريدة) هذا الحوار الذي تحدثت فيه عن كثير من الجوانب المهمة عن المرض والوقاية منه والحد من انتشاره..

 

* كيف انتقل لك الفيروس؟
– كنت ملازمة للوالدة منذ بداية مرضها.. وقبل ذلك كنت أزورها كثيراً

* هذا يعني أن الوالدة اصيبت أولا .. وكيف انتقل لها المرض؟
– حقيقة انتقل إليها عن طريق الانتشار المجتمعي.. من مراكز التسوق الكبيرة المغلقة

* هل انتِ أول طبيبة تصاب بالمرض؟
– نعم.. انا أول طبيبة أسنان اصيبت بالمرض لكن هنالك اطباء قبلي اصيبو في ميدان العمل

* كيف تعاملتِ بعد علمك بالإصابة؟
– عند علمي بالنتيجة صراحة سعدتُ، لكي اكون قريبة من الوالدة في مركز جبرة، لانها كانت منهارة نفسياً من قدومها الى مركز جبرة نتيجة للصورة الخاطئة عن المركز . بعد علمي باصابتي اتصلت بكل من خالطت وخالط الوالدة في الفترة السابقة ويعزلو انفسهم لمدة اسبوعين و يتبعوا حياة صحية..

* هل تعتقدين أن الأطباء في السودان معرضين للخطر؟
– نعم معرضين هم وطاقم التمريض، خاصة للمرضى الذين يخفون اعراضهم عن الطبيب، ولا يعطونه فرصة للبس الملابس الواقية عند التعامل معهم، اضف الى ذلك عدم توفر الغذاء الصحي للطاقم الطبي.

* بصفتك طبيبة ماهو السبب الرئيسي في زيادة انتشار (كورونا) في السودان؟
– عدم الوعي الكافي و عدم التزام المشتبهين بحظر انفسهم بمدة الحظر الطبي، ومواصلة الاختلاط في المناسبات وايضا الخوف من التبليغ والا تصال بالجهات المعنية بسبب وصمة العار

* هل ادوات الوقاية كافية بمركز العزل؟
– نعم الجميع ملتزم بلباس PPE لكن بالرغم من ذلك هنالك اصابات للعاملين من اطباء وممرضين

* عكستِ صورة مشرقة لمركز العزل عبر التوثيق على (السوشيال) ميديا ماهو الهدف من الرسالة؟
– فكرتي أن اطمئن المواطنين عن المركز.. نحن انفسنا للأسف كانت لدينا فكرة خاطئة عن المركز والعلاج فيه، سوا كان هذا بقصد او من دون دراية. وتلك الصوره كانت في ذهن المرضى الذين أتو قبلي أيضا، وكان اغلبهم ممن فضل البقاء بمرضه في بيته على العلاج في المركز ، مما أدى الى تدهور الحالات وحدوث وفيات، كما انني قصدت عكس الصورة الحسنة للمركز والجانب المضيف وحاولت أن ارسل كلمة شكر صامتة للعاملين وبالأخص للأطباء والممرضين.

* كم عدد الإصابات وسط الأطباء حسب علمك؟
– اعتقد انه ليس بالقليل لكن لا استطيع أن اجزم بالعدد الفعلي

* هل صحيح أن المرضى لا يتبعون الارشادات الطبية؟
– لا. لأن المرضي انفسهم في خوف من الاصابة من مرض الكورونا لكن هنالك ضعف في المركز لتثقيف المرضى عموما، مثل كيفية التعامل مع بعضهم البعض وطرق التعامل الصحيح قد يكون عدم التوافق والخلاف بين المريض والطبيب نتيجة من أخطاء ادارية على سبيل المثال يستلم المريض من غير فايل تحويل، او باستلام خطته العلاجية السابقة اذا كان محول من مستشفى آخر مثل ماحدث مع الوالدة.. مما يصعب على الأطباء معرفة الوضع الصحي للمريض سابقا، خاصة اذا وصل المريض وهو في حالة حرجة لا تسمح له بالأجابة عن الاسئلة الموجودةه في فايل المركز.

* الى اي مدى يساهم التثقيف المجتمعي في الحد من الانتشار؟
– الوقاية خير من العلاج و من أهم آليات تطبيق المقولة من خلال التثقيف الصحي عن المرض وعن كيفية التعامل معه، وعند الشعور بأي أعراض اشتباه واعتقد أنه لابد من نشر روح الطمأنينة لمتلقي العلاج بالمركز .

* هل من المتوقع أن ندخل مرحلة أخطر مما نحن فيها.. وماهي الأسباب؟
– نعم.. نحن في خطر حقيقي للأسف، السبب أن الغالبية العظمى مازالو يمارسون التجمعات الرمضانية والأكل مع بعضهم البعض نسبة لعاداتنا الرمضانية السودانية والافطارات الجماعية في الشارع.

* هل لك كلمة أخيرة؟
– شكر خاص للأطباء والممرضين في مركز جبرة، وأخص أيضا د.أميره الزين برويال كير .. واوجه رسالة للشباب: انتو بتكون اعراضكم المرضية خفيفة لكن خافو على المعاكم بالبيت أمك أبوك حبوبتك.. ممكن يروحو فيها وتكون أنت السبب.. ألزم بيتك.

حوار: صباح محمد الحسن

     صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى