تحقيقات وتقارير

الخرطوم شوارع (عصية) على الحظر

 

في رابع يوم على الحظر الشامل على الخرطوم والذي أعلنته لجنة الطوارئ العليا يبدو الحديث عن خلو شوارع العاصمة ومحلياتها من المارة والسيارات ضرباً من الخيال بل ولا يزال البعض وكلما زادت التحذيرات بضرورة البقاء في البيوت وأن لا يتم الخروج إلا لضرورة وفي الزمن المحدد كلما اتجه البعض إلى شماعة تقصير الحكومة في توفير الاحتياجات الحياتية، إذ لا تزال صفوف الخبز والوقود تتمدد طويلا في معظم مدن العاصمة.، فيما لا تزال الطرقات تشهد حركة مرور بل وحتى حركة مواصلات تقل المواطنين داخل أحياء كل محلية. (السوداني) سعت إلى معرفة موقف تنفيذ الحظر فى يومه الرابع.

 

خليك في البيت:
ورغم أن وزارة الصحة أعلنت في وقت مبكر من يوم السبت عن تسجيل أكبر حصيلة للإصابة بفيروس الكورونا والبالغة 30 حالة دفعة واحدة مع حالتي وفاة إلا أن البعض ربما دخل في تحدٍ مع الفيروس القاتل رغم التحذيرات وتزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا فى رابع يوم على الحظر الشامل الخرطوم إلا أن حملة خليك في البيت ربما ليست كافية لإقناع الكثيرين الذين تعاملوا مع الجائحة بنوع من الاستهتار وتقول آمنة علي البخيت إنها مضطرة للاصطفاف يومياً في صفوف الخبز منذ وقت مبكر، من الفجر وتؤكد أنها فعلاً تتخوف من هذا المرض الذي تعلم خطورته مما تشاهده في القنوات التليفزيونية لكنها تمضي بقولها لـ(السوداني) اليوم إن البدائل التي يتحدث عنها البعض للخبز أكثر كلفة خاصة إذا كانت الأسرة كبيرة وتناشد آمنة الحكومة بالإسراع لحل أزمة الخبز والغاز ومراقبة توزيع هذه المواد لأهميتها خاصة في منطقة سكنها بالحاج يوسف حيث لا توجد رقابة على الأفران ويتلاعب بعض أصحاب المخابز في حصة الدقيق وآخرين في الوزن

بلا كورونا:
وتقول الزميلة الصحافية هنادي عبداللطيف إن جيرانها في الفتيحاب المربعات (مربع17) يباشرون نشاطهم بصورة عادية وتضيف في حديثها لـ(السوداني) اليوم أن حركة المواطنين مستمرة حتى بعد الساعة الواحدة وفي أولى ساعات الصباح كان الازدحام أمام الأفران
وحتى بعد الساعة الواحدة ظهراً موعد انتهاء مهلة التسوق لازال المواطنون ينتظرون الَخبز. وتضيف أن حركة الشارع عادية من عربات وركشات ومارة، كما أن عدداً من المواطنين يتحركون بصورة عادية داخل الأحياء.

وعي الشعب:
وراهنت الحكومة لمجابهة كورونا على وعي الشعب إلا أن البعض يتخوف من أن تخسر الرهان، ويشير منعم أبو أحمد وهو صاحب بقالة مكتظة بالزبائن إلى أن الحكومة وضعت الشعب الآن أمام كامل المسؤولية
حتى يتحمل نتاج أفعاله، واعتبر انتشار الفيروس هو ثمن سيدفعه المواطن لاستهتاره بهذه الإجراءات التي لا هدف منها سوى حماية المواطنين لكنهم يتجاهلون مخاطر تحدي هذه القيود. ويبدو أبو أحمد مستاءً من تكدس الزبائن أمام متجره رغم دعوته المتكررة لهم للتباعد عن بعضهم البعض ويلفت إلى أنه ملتزم بالتحوطات للوقاية من المرض كما أنه ملتزم بإغلاق متجره في تمام الواحدة ظهراً.

عدم تفهم:
وتواجه غرفة عمليات تنفيذ حظر التجوال تحديات وتنوه إلى أن المواطن لم يتفهم حتى الآن أن الحظر شامل لمدة 24 ساعة، وأن فترة السماح المحددة من الساعة السادسة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً، هي فقط للتسوق داخل الحي وليس للتحرك لمسافات بعيدة.
ووجهت الغرفة، حسب بيان في وقت سابق من بدء الحظر، السلطات المختصة باتخاذ إجراءات كافية لمنع الحركة وقفل الأسواق بشكل نهائي، وعدم السماح بممارسة أي نشاط تجاري باستثناء البقالات وأماكن بيع اللحوم والخضروات وغاز الطبخ. ودعت الغرفة إلى وقف عمل محطات الوقود، ما عدا المحطات المخصصة للطوارئ.كما وجهت غرفة الطوارئ شرطة المرور بمنع تكدس السيارات أمام محطات الوقود وتفعيل نقاط الارتكاز لمنع مرور أي عربة لا تحمل تصريح مرور وحجزها واتخاذ الإجراءات القانونية بحقها.

المقاومة على الخط:
وحسب تقارير متداولة فى وسائل التواصل الاجتماعي فإن عدداً من للجان المقاومة نشطت في بعض الأحياء بتوفير الخبز وتوصيل حصة ثابتة (٣٠) عيشة لكل أسرة صباحاً في بعض أحياء بحري ومربعات بضاحية جبرة ووجدت الخطوة إشادة من المتفاعلين الذين طالبوا بأن تحذوا اللجان في مناطق أخرى خاصة الطرفية.

اتجاه لنشر الشرطة :
في مقابل ذلك لا تزال الحكومة تضاعف من جهودها لإثناء المواطن من كسر الحظر، حيث عقد والي الخرطوم المكلف يوسف الضي اجتماعاً مؤخراً مع معتمدي المحليات وأصدر توجيهات بضرورة الالتزام بتطبيق الحظر بشكل كامل دون تساهل، ووضع ضوابط صارمة لمنح تصاريح المرور، بالإضافة إلى مضاعفة الجهود لتوفير السلع الضرورية للمواطنين في مواقع سكنهم، وهي: الخبز والغاز واللحوم والخضروات والدواء.وخلص الاجتماع إلى تفعيل المرسوم الصادر من رئيس مجلس الوزراء، وتطبيق العقوبات التي نص عليها في مواجهة المخالفين لأوامر الحظر. وفي محاولة للحد من تجاوز الحظر أعلنت الخرطوم محطات وقود وممرات لأصحاب الاستثناءات لتزود بالوقود والمرور إلى مواقع عملهم، علاوة على توجيه أئمة المساجد للالتزام الصارم بقرار وزير الإرشاد والأوقاف منع صلاة الجماعة. كما وجهت لجنة أمن محلية الخرطوم التشدد في إنفاذ حظر التجول الكامل، والتقييد الصارم للمواطنين في حدود وزمان التحرك المسموح بهما داخل الأحياء السكنية لساعات محددة. وقالت اللجنة في تعميم صحفي إنها تتحسب للتفلتات من بعض الأفراد لكسر الحظر في الأسواق أو المواقع العامة، بنشر قوات شرطية وأمنية لضبط المتفلتين، وتسيير دوريات داخل الأحياء لضبط التجمعات المحظورة من البعض منعاً لانتشار جائحة كورونا
.
مخاوف في البنوك:

ويبدو أن قرار بنك السودان العمل لساعتين تم رفضه من البعض وحذر مصرفيون من مغبة ذلك، حيث دعا تجمع المصرفيين السودانيين في بيان إلى التراجع عن هذه الخطوة بعد وفاة اثنين من المصرفيين بسبب فيروس كورونا، ويخضع أربعة من منسوبيه في الحجر المنزلي، علاوة على حالات اشتباه عديدة. وأشار البيان إلى أن القطاع المصرفي هو الأكثر عرضة للإصابة بحكم التداول النقدي وكثافة العملاء على كافة المصارف.
وأضاف “وصل الأمر إلى إغلاق بعض المصارف وتعليق العمل بها، وهذا دليل دامغ على أن المصرفيين هم الأكثر عرضة لمخاطر الإصابة بهذا الداء”.وشدد البيان على رفض تجمع المصرفيين فتح نوافذ الجمهور لما تشكله من خطورة في المقام الأول بحكم تبادل المستندات والأوراق النقدية التي تعد من أخطر ناقلات فيروس كورونا. ودعا البنك المركزي إلى قبول العمل بصورة المستندات بدلا من الأصل في حالة الاعتمادات البنكية التي يمكن توفيرها أيضاً عبر النافذة الإلكترونية، دون الحاجة إلى حضور العملاء.

عقوبات صارمة:
ولمواجهة تحدي الحظر الشامل، نفذت محلية الخرطوم حملات واسعة امس الإثنين، لضبط تفلتات كسر حظر التجول في الأسواق والمحلات التجارية من قبل بعض الأفراد والعمالة اليومية في الشارع العام وكشفت إدارة المخالفات بالمحلية في تعميم لها عن رصدها لمزاولة بعض المهن غير المصرح لها بالعمل خلال فترة السماح للمواطنين بشراء احتياجاتهم الضرورية، حيث تم ضبط عدد من المطاعم والمغاسل ومحلات إسبيرات السيارات وتغيير الزيوت والبناشر وبائعات الشاي يباشرون عملهم بجانب مزاولة الأفراد وعمالة اليومية لمهنهم في الشارع العام، فضلاً عن عمل بعض الجيوب التجارية الصغيرة داخل الأسواق خلال ساعات الحظر.
واعلنت المحلية إغلاق جميع المحلات المتفلتة وانذار الأفراد واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين والممانعين لفرض حالة الطوارئ الصحية المعلنة لمكافحة جائحة كورونا.
معتمد الخرطوم يناشد:

وشدد معتمد المحلية اللواء ركن م الطاهر عبد الله محمد صالح على إنفاذ أمر الطوارئ الصادر من رئيس الوزراء والتوجيهات الواردة من اللجنة العليا للطوارئ بولاية الخرطوم والقاضية بالإغلاق الكامل للولاية للتصدي والحد من انتشار جائحة كورونا بعد أن وصل الوباء لمرحلة الانتشار المجتمعي، وناشد المعتمد جميع المواطنين بالتقيد بالساعات المحددة للتسوق خلال الحظر وعدم مزاولة أي من المهن غير المستثناة في الزمان المحدد وفقاً لموجهات لجنة الطوارئ الصحية بالولاية حتي لا يعرضوا أنفسهم للمساءلة القانونية.

الخرطوم: (صحيفة السوداني)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى