رأيمحمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب : أساطير من ورق

(1)
للنظام البائد بحركاته المختلفة، وبظلاله المتعددة، واعلامه الخادع، قدرة فائقة على صناعة (الاساطير). لو اكتفوا بذلك، لحسبنا لهم ذلك في ميزان (ابداعاتهم) المقتبسة، لكنهم بنفس قدراتهم على صناعة (الاساطير) يمتلكون قدرات (خرافية) اخرى تتمثل في تحطيمهم لتلك (الاساطير) التي صنعوها، وكشف (خدعتها). ولا ابداع في ذلك، لأن تحطيم الاساطير (الوهمية) واظهار حقيقتها تبقى اموراً (ميسرة) ، قصاد اختلاقها من العدم!!.
لا عجب من ذلك فقد امتلك شيوخ واعلام النظام السابق القدرة على (زفاف) مفقودهم في حرب الجنوب (عريساً) للحور العين، رضى الله سبحانه وتعالي عليه وارضاه فهو (شهيد) عندهم وان كان اسيراً (فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ، وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ) بين اخوته في عليين (عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ).
من يمتلكون تلك القدرات الخرافية في (العطاء والمنع) بحسبة (سياسية) خالصة، لن يعجزهم صناعة (الاساطير) الورقية، التى سوف نعرض نماذج منها الآن ونوضح (خبل) ما كانوا يصنعون.
(2)
في العشرية الاولى للانقاذ كان الشيخ حسن الترابي منطقة (كرامات) لا يمكن الاقتراب منها او التقليل من قداساتها.
كان القول ما قال شيخ حسن، تأثروا به في حركاته وسكناته ولبسه وطريقة كلامه، حتى اصبحت (الضحكة) عندهم لا تخرج من القلب ولا تعتمد ان لم تكن تشبه (ضحكة) الشيخ حسن.
هي لله..هي لله.
قلدونه في كل شيء – سخريته، استفسارات (يديه) وتموجاتها، وجعلوه (اماماً) لا يأتي الباطل من بين يديه.
اسطورة الشيخ حسن الترابي بكل قدراته العقلية والفكرية والعلمية انقلبوا عليها، وحسبوا بعد ذلك التقرب من شيخ حسن خيانة للمشروع الحضاري الذي جاء به الشيخ حسن نفسه.
اصبح شيخ حسن عندهم (خائناً) ، ألقوا به في غياهب السجن، ليمدد تلامذته بعده ارجلهم.
(3)
بعد شيخ حسن اتجهوا الى تضخيم علي عثمان محمد طه، الذي منحوه نفس الدرجة بهالة اكبر من هالة شيخه، لنبدأ في حقبة جديدة من عمر الانقاذ بعنوان (شيخ علي).
كتبوا عنه، ومنحوه كل ما يمكن ان تسحر به الالباب– الذكاء السياسي والقدرات الدبلوماسية، والقوة الخارقة.
شيخ علي – كنا نحن صغار الصحفيين لا يحق لنا ان نكتب عنه سلباً او ايجاباً فللرجل حواريوه الذين يعرفون قدره.
اسطورة اخرى صنعوها واسموها اسطورة (علي عثمان محمد طه) ، هووا بها عندما تغلب البشير على (حيله)، ليعود على عثمان صغيراً كما كان صغيراً، حيث عاد (للظل) الذي جاء منه، ليكون من بعد طبيعي ان يبدع في الحديث عن (كتائب الظل) والتهديد بها.
للرجل كانت (هيبة) جعلته يبلغ الدرجة (الفرعونية) في احد اجتماعات الحركة الاسلامية وهو يفتخر بانهم (قتلوا 28 ضابطاً في يوم واحد)، ليبكي امين حسن عمر على عشرة (الاخوان)، وامين حسن عمر بقلب (شيوعي) قديم يبدع في القيام بمثل هذه الادوار (العاطفية) تجسيداً للوفاء.
(3)
اساطير الكيزان (الورقية) تتجلى في اسطورة (صلاح قوش) حينما جاء للمرة الاولى مديراً لجهاز الامن والمخابرات – حدثونا وقتها عن (الف ليلة وليلة) ، وعرجوا بعد ذلك الى (شجن) عثمان حسين و (مستحيل) محمد وردي وهم يحدثونا عن الداهية المخابراتية (قوش)، خريج جامعة الخرطوم كلية الهندسة واحد عباقرة (رياضياتها).
جعلوه (خرافة).. تدبروا خطواته، فطنته، ودهاءه الحاد، تتبعوا سيرته كيف ينفخ (دخان) سجارته على طريقة الافلام الامريكية، وكيف كان يلتقى بكارولوس في شارع 15 بالعمارات في اماسي الخرطوم الحالمة.
كل الملفات (المبهمة)، جعلوها في يد الرجل– بما في ذلك ملف اسامة بن لادن.
كان صلاح قوش بتلك الحيل (الكيزانية)، اسطورة (عجيبة) – لبلحه الذي يهديه لرؤساء التحرير قبل حلول شهر رمضان سحر عجيب يجعلهم طوال الشهر المبارك ينسون من خلقهم .. عاكفون بكد كبير في (الثناء) على صلاح قوش والكتابة عنه.
هذه الاسطورة عادوا وحطموها بانفسهم عندما ادخلوه للسجن واتهموه بالخيانة والعمالة، وخرج من بعد صغار الصحفيين ليكتبوا عن (عجرفة) صلاح قوش التي كانت الى وقت قريب تحسب عند كبارهم (عبقرية).
(4)
على الطريقة ذاتها – كان طه عثمان الحسين على الطريق ان يكون (اسطورة) اخرى، تهاوت سريعاً بسبب الصراع الاسلامي الاسلامي في تيارات الحركة الاسلامية.
ويقرب من ذلك نافع علي نافع وغازي صلاح الدين ومعتز موسى ومحمد طاهر ايلا واحمد هارون ونمل سكر كنانة في محلية الدندر.
كل هذه الاسماء (اساطير) سادت، ثم بادت – صنعوها (الكيزان)، وحطموها (الكيزان)…فهل من مدكر؟.
(5)
بغم /
من بركات ثورة ديسمبر المجيدة قضائها على تلك (الخرافات).
زمن (الاساطير) انتهى!!.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى