رأيمحمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: الطيب مصطفى قبل (فض الاعتصام) وبعد (موكب الخميس)

(1)
قبل سقوط نظام (الانقاذ) – كانت (الحريات) عندهم شيء من (قلة الادب) – شرعوا لها قانوناً ومحاكم باسم قانون (النظام العام) – لتجلد (القوارير) بسبب بنطال او رأس حاسر وتضرب الاعناق للمجاهرة بالرأى الاخر.
فعلوا ذلك باسم (الدين) – جاروا على تعليمه وسماحته، ليمنعوا الصوت الاخر– وليعدوا على الناس (انفاسهم).
في الوقت الذي كانت تمور فيه (الصالات) وتغلي في افراحهم الخاصة التي كانوا يقدمون فيها (بلح) الشام و(عنب) اليمن.
الآن يطالبون بالحريات ويتحسرون عليها– وهم يشتمون حمدوك وحكومته صباح مساء– دون تدخل من السلطة او الرقيب.
يشتمون (حمدوك) كما يشاءون – ولشيء في نفس يعقوب يتم السكوت عن انتقاد البرهان وحميدتي.
تركوا البرهان الذي سافر للتطبيع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ولم يوجهوا له لوماً– ولم يجدوا في ذلك انتقاداً غير ان يوجهوا سهام نقدهم لحمدوك لأنه خرج من محاولة اغتياله (سالماً).
لاول مرة اشاهد (انتقاد) الضحية.
(2)
انتقد وهاجم الباشمهندس الطيب مصطفى الشرطة السودانية والحكومة الانتقالية في تفريق (موكب) للزحف الاخضر الخميس الماضي بلغة هدد فيها وحذر وقال ان للصبر حدود– لغة الانتقاد التي كتب بها الطيب مصطفى لم نجدها في كتابات الطيب مصطفى في مجزرة (فض الاعتصام) – المجزرة التى راح ضحيتها شباب في عمر الزهور– حيث رميت بعد ذلك جثامينهم في قاع نهر النيل.
الآن الطيب مصطفى يكتب (شاكياً)… متناسياً (القمع) الذي كان يمارسه النظام البائد.
اعتبرها من لحظات العدالة الناجعة، ان يخرج الطيب مصطفى على الناس (شاكياً)، وهو حسير.
يفعل الطيب مصطفى ذلك بلغة مغلظة وقاسية، حاشدة بالشتائم والسباب والتهم– لا حرية اكثر من هذه النماذج التي يقدمها الطيب مصطفى- لكن على الثورة ان تنجز شعاراتها الاخرى المتمثلة في السلام والعدالة الى جانب (الحرية) التي نشهدها في كتابات الطيب مصطفى.
لو كانت هناك (عدالة) – لما سمح للطيب مصطفى ان ينشر هذا الكلام الذي يدعو الشعب الى كسر قوانين الطوارئ والحظر متحدياً (للكورونا).
في وانشطن التى يوجد فيها تمثال (الحرية) لو خرج في مثل هذه الاثناء (10) اشخاص في موكب سلمي لتم (اعدامهم) من اجل سلامة الامة من فيروس كورونا.
(3)
هذه الحكومة اكثر ما تفقده (الهيبة) و (القوة) – لا سبيل لتطبيق القوانين وسلامة الامة إلّا عبر قوانين ناجزة ورادعة وقوة ضاربة.
ما يمارسه (الفلول) الآن من عبث يدعو للمحاسبة والحسم.
الحرية لا تعني (الفوضى) – مارسوا (حرياتكم) دون ايذاء الاخرين او تعريض حياتهم للخطر.
30 سنة والبشير يرقص – ألم يكفكم هذا؟ – هل شعرتم بصفوف (الخبز) الآن؟.
هل ادركتم المعاناة الآن ؟– بعد ان كانت ممنوعة عنكم (30 سنة.
عيشوا (المعاناة) مع الناس وتذوقوا طعمها– فقد قلنا وما زلنا نكرر ان المساواة في (المعاناة) عدل.
الانتهاء من شبح المعاناة في هذا التوقيت امر صعب الآن– دعونا نتساوى في الشعور بالمعاناة.
(4)
بغم /
في ليلة 29 رمضان، وفي ساعة الاسحار وقبل الامساك– تعرض شباب في مقتبل العمر لوابل من الرصاص والضرب والقمع وهم في ميدان الاعتصام يرددون شعار الثورة (حرية ..سلام ..وعدالة) ويستغفرون الله ويسبحونه.
الطيب مصطفى قبل مجزرة فض الاعتصام كان يدعو البرهان وحميدتي القوة (العسكرية) الضاربة في الحكومة الى حسم فوضى الاعتصام وفتح الشوارع بعد اغلاقها من جانب الثوّار.
كتب الطيب مصطفى محرضاً لحسم شعب اعتصام القيادة (الى القائدين البرهان وحميدتي : انقذا السودان من الفوضى قبل فوات الاوان).
هذا كان قبل مجزرة فض الاعتصام.
وكتب الطيب مصطفى بعد مجزرة (كولمبيا) تحت عنوان : (الى القائد حميدتي ..احسنت بتحرير مستعمرة كولومبيا ونطمع في المزيد).
هذا كان بعد المجزرة.
وقتها كان الطيب مصطفى يطمع في المزيد من الحسم والبطش والضرب والقتل– والآن يعترض على تعامل الشرطة (السلمي) مع موكب الخميس (الهزلي).
سبحان مغيّر الاحوال.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى