رأيمحمد عبد الماجد

محمد عبدالماجد يكتب : الطيب مصطفى والبراق النذير وابن أم مكتوم الأعمى!!

في 30 مارس الماضي قررت القوات المسلحة في السودان أن تتبرع بمرتب يوم لمكافحة فيروس كورونا المستجد في البلاد. وأفاد مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة بأن القائد العام للقوات المسلحة ورئيس هيئة الأركان ونوابه وجميع منسوبي القوات المسلحة، أعلنوا المساهمة لمكافحة مرض كورونا ودرء خطورته على الأمن الوطني بالتبرع بمرتب يوم كامل يودع بالصندوق القومي لمكافحة الفيروس. حدث ذلك قبل ثلاثة ايام فقط من مبادرة (القومة للسودان) التى اطلقها السيد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك لدعم الوطن، والمتضررين من فيروس كورونا.
عندما كان (التبرع) صادراً من رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان لم يعترض احد، ولم يستجرأ (كوز) واحد على الارض على الاعتراض. لا عبدالحي يوسف ولا محمد حامد الجزولي ولا محمد هاشم الحكيم رغم ان التبرع هنا (اجباري)، وليس (اختيارياً) كما في مبادرة حمدوك (القومة للسودان).
قوات الشعب المسلحة التى تدافع عن الوطن بالارواح والاجساد، ها هي تدافع عن الوطن ضد (فيروس كورونا) بالمال، الذي يتبرع به (جنود) في الجيش راتب الجندي فيهم قد لا يصل لاربعة الاف جنيه، مع ذلك يتبرعون لمكافحة مرض، تروس الدفاع فيه والحماية كلها (مدنية).
(2)
في 23 يناير 2016 كتب الباشمهندس الطيب مصطفى في (زفرات حرى) تحت عنوان (شمال كردفان وثورة التعمير) وهو يتحدث عن نفير شمال كردفان او نفير احمد هارون متعجباً ومهللاً لذلك: (أكثر ما يهزني ويملؤني أملاً في زمن الإحباط الذي يغمر حياتنا ذلك التداعي التلقائي من مجتمع الولاية والمحلية من خلال ابنائهما المنتشرين في شتى أصقاع السودان والعالم، فقد فتح باب التبرعات وحدث التفاعل من الهيئات والمؤسسات والإدارات الأهلية والأفراد، واللافت بحق أن يشمل النفير والتبرعات المهن الهامشية كما حدث من ماسحي الأحذية وستات الشاي والذي أبكى ذات يوم الوالي هارون).
عندما جاءت دعوات التبرع والنفير من احمد هارون في زمن الاحباط اسموه (التداعي التلقائي) وهو الذي كان يفرض ويستخلص (جبراً) بواسطة شرطة محليات الولاية.
فرضوا على اصحاب (المهن الهامشية) التى رفضوا التبرع من اجلها الآن (رسوماً) محددة و(ربطاً) يخرج (من ماسحي الاحذية وستات الشاي)…هارون في نفيره لم يستثن (ماسحي الاحذية) الذين يأكلون من (ابر النعل) ،ولم يعف (ستات الشاي) اللائي يجمعن قوتهن من (جمر) المواقد. يجبرون اصحاب تلك المهن الهامشية بما في ذلك (اطفال الدرداقات) على التبرع (جبراً) ويستنكرون ويستنكفون التبرع لهم الآن، بل ويعتبرون ذلك نوعاً من (السفه والعته) عفانا الله واياكم، حسب رواية الشيخ الدكتور عبدالحي يوسف الذي لم يكن يرى في اجبار (ستات الشاي) على التبرع (قصراً) شيئاً من الذنب او العنت.
عبدالحي يوسف لم يعترض او يتكلم عندما كان الرئيس المخلوع يبحث عن فتوى تجيز له (ابادة) نصف الشعب او حتى ثلثه من اجل الثلثين الاخرين، في الوقت الذي يرى فيه ان (تبرع) ثلث الشعب لصالح الثلثين نوع من (السفه والعته).
اذا ابادوهم لا جرم في ذلك!!.
اذا تبرعوا لهم او دعوهم للتبرع حسبوها من رجس (السفه والعته)!!.
(3)
كتب الطيب مصطفى امس (من منكم يعرف شخصاً يسمى البراق النذير ؟! بالقطع ستجيبون بعبارة : (لا احد) ، لأفاجئكم بعدها بالقول المثير : هل تصدقون ان هذا النكرة الذي احتل ، في غفلة من الزمان منصب السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء حمدوك ..هل تصدقون انه كتب منافحاً عن ولي نعمته مستدركاً على الشيخ الدكتور عبدالحي يوسف انتقاده لحملة القومة للسودان التى اطلقها حمدوك). هذا الاستعلاء الذي يتحدث به الطيب مصطفى عن (البراق النذير) رفضه المولى عز وجل على اكرم خلقه المصطفى عليه الصلاة والسلام الموصوف بقوله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، حينما عبس المصطفى عليه افضل الصلوات في وجه اِبن أُمّ مكتوم وأَعرض عنه وأَقبل علَى الْآخر فأَنزل اللَّه تعالَى : ( عَبَسَ وَتَوَلَّى – أَنْ جَاءَهُ الأعْمَى – وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى – أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى).
هذا ابن أم مكتوم الاعمى ينصفه المولى عز وجل من فوق السموات على سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وما دون ابن ام مكتوم فقد جاء في جليل سيرة سيدنا عمر رضي الله عنه قوله : (أصابت امرأة وأخطأ عمر) ، فما الذي يجعل الشيخ عبدالحي يوسف معصوماً من الخطأ ؟ وقد اخطأ من لا يقارن به بشر سيدنا عمر بن الخطاب.
الفيصل في يوم المحشر للتقوى وليس للشهادات التى يفاخر بها الطيب مصطفى باسم عبدالحي يوسف – هذه الشهادات لا تعنينا في شيء في هذا المقام ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
(4)
بغم /
استاذ الطيب مصطفى – مع حفظ المقامات عندما عيّنت مديراً لتلفزيون السودان القومي كنت في نظر حمدي بدرالدين واحمد سليمان ضو البيت والفاتح الصباغ وعمر الجزلي ويسرية محمد الحسن الذين وليت رئيساً عليهم (نكرة) لا يعرفون عنك شيئاً غير قرابتك لرئيس الجمهورية.
ولن اذهب بعيداً ان قلت لك تصفح سيرة كل من شغل منصب السكرتير الصحفي لعمر البشير عندما كان رئيساً للجمهورية – لن تجد فيهم من هو افضل من البراق النذير لا في الشهادات ولا في السيرة.
ودون ذلك نقول لك في حق (البراق النذير) ما قيل في (ابن ام مكتوم الاعمى) من سابع السموات (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى