رأيمحمد عبد الماجد

محمد عبدالماجد يكتب : أسامة داؤود الرجل والكمامة

(1)
فلسفة (كورونا) إن جاز لنا أن نجعل لها (فلسفة)– تتمثل في أن الوقاية من فيروساتها تتمثل في وقاية (الغير)، والحماية (الشخصية) منها هي حماية (الآخر).
مصاب من (ووهان) يمكن ان يصيب مواطن في (امبدة) يشرب قهوته تحت ظل شجرة نيم– يمكن ان يحدث ذلك اذا كان هناك تواصل (مباشر) او حتى (غير مباشر) بين المصاب والسليم او (ناقل) بينهما.

لذلك كل حملات التوعية من المرض والحماية منه تتمثل في حماية الاخر – عندما تطلب من شخص ان يغسل يده جيداً وان يرتدي (الكمامة) في حقيقة الامر انت تحمي نفسك– قبل ان تحمي ذلك الشخص.
لهذا علينا ان نتسع في رقعة حماية الغير–حتى لا تصلنا الفيروسات.
في خضم ذلك شاهدت الكثير من المبادرات الطوعية لشباب في مقتبل العمر يتحرك ناشطاً في ذلك الجانب، حتى وان عرّضه ذلك للخطر والاصابة بالفيروس المستجد الذي لا تملك منظمة الصحة العالمية حتى وقتنا هذا تعريفاً او تفاصيل كافية عنه – هذا ما يضاعف المخاطر عندما يتعامل الشخص مع مجهول… مع ذلك فان بسالة (شبابنا) تعيد لنا اشراقات (الجيل الراكب راس) التي كانت في ثورة ديسمبر المجيدة.
في هذا الجانب افتقدت (رجال الاعمال) كافة– الذين لا ارى لهم اثراً ولا حراكاً في جانب الحماية والوقاية او حتى العلاج من المرض وهم الاكثر قدرة على مجابهته.
بل ان الكثير منهم استثمروا في (الازمة)، وتربّح وصار هو الكاسب الوحيد منها.
اسأل في هذا الاطار عن اشرف الكاردينال ووجدي ميرغني وفضل محمد خير ومامون حميدة وغيرهم من رجال الاعمال الذين نشأوا وظهروا في العهد البائد وكوّنوا ثرواتهم الطائلة من حطام (30) عاماً كان يعاني فيها الشعب.
(2)
رجل الاعمال السوداني اسامة داؤود له ظهور واضح في كل المناسبات التي يتوفر له فيها (الشو)، والاعلان التجاري الذي يخدم بضاعته.
تكريم محمد وردي بعد العودة وتكريم عبدالكريم الكابلي يوفر للرجل الكثير من (الاضواء) فيعرض فيها على مدى شهر بكورال اعلامي كامل يشمل الفضائيات والاذاعات والصحف.
ولاسامة داؤود جائزة (صحفية) ضخمة يضمن بها ود الصحفيين ويضمر شر (اعمدتهم)، ويجمع من خلالها (لجنة) من كبار الصحفيين والمختصين في الاعلام لتحديد الفائزين ومنح الجوائز.. هذه اللجنة لا بد ان اسامة داؤود يصرف عليها علناً من (الدولارات) ما يُسن تحت بند النثريات والحوافز وربما تشمل الهدايا (زبادي) كابو و(مديدة) الحلبة والدخن الذي تنتجه (دال) الغذائية.

اسامة داؤود الذي يمتلك امبراطورية (غذائية) شاملة، بعيداً عن مصانعه الثقيلة اين دوره الآن في مكافحة جائحة كورونا؟.
ماذا قدم الرجل للاسر المتضررة ولستات الشاي اللائي اصبحن محجوزات في بيوتهن، تحظر السلطات عليهن (خشاش) الارض.
يقدم اسامة داؤود للاسواق والمستهلك اكثر من (8) منتجات من (اللبن)، ما بين الجاف والسائل والحامض والطازج والمسكر وغير المسكر وما يتدرج بعد ذلك من انواع شتى للجبن والزبادي… ماذا قدم اسامة داؤود للمتضررين من (كورونا)؟.
يستخرج داؤود من (القمح) اكثر من (10) اصناف تغزو الاسواق وتسيطر عليه وتجعل (قوت) الشعب السوداني حكراً عليه… يقدم لنا(الدقيق) باصنافه المختلفة بما في ذلك (دقيق الكسرة) الى جانب المكرونة والشعيرية والسكسكانية و(مديدة) الحلبة والدخن وغير ذلك مما يظهر يومياً في الاسواق.
لم يبق لاسامة داؤود إلّا ان يقدم للناس (شهر العسل) بعروسه ومهره وشيلته وعقده وقسميته وشهوده وفئة من الناس وليلة زفافه وفنان الحفلة في منتج صناعي منه!!!.
بكل هذه العروض ماذا قدم اسامة داؤود للوقاية من جائحة (كورونا) – لو اتقى داؤود الجائحة بعلبة (زبادي) لكفاه ذلك شر الخطر.
ربما يكون اسامة داؤود يقدم الكثير من الاعمال الخيرية في الخفاء– لكن في مثل هذه الجائحة نحتاج الى الاعمال الخيرية التي تكون في (الجهر) وقاية من المرض ودعماً وتحريضاً على الخير، واظهار للبر والتقوى والتعاون والتكافل.
(3)
لو انني لم اجد ان الازمات الاقتصادية المستفيد الاكبر منها اسامة داؤود لما تحدثت عن ذلك الامر… فهذا امر (خيري).
ولو اني لا اعلم الحاشية الصحفية الضخمة التي تدافع وتجمّل افعال اسامة داؤود– لخشيت ان يكون قولي ذلك تجنيّاً عليه.
في الغالب لا نقدم وجهة نظر خاصة إلّا اذا كانت هناك وجهات نظر اخرى تذهب في الاتجاه الاخر. ومن جميل صنيع الصحافة انها اذا قدمت (رأي) ان تقدم معه (الرأي الآخر).
(4)
بغم /
أعراض كورونا :
ارتفاع درجات الحرارة.
السعال الجاف.
الالام في الحلق والجسم.
صداع.
ضيّق في التنفس.
هذه هي الاعراض (الصحية) هناك اعراض اخرى اخطر تتمثل في الجشع والطمع واستغلال الازمات.
اخشى ان يقولوا لينا إن الشفاء من (كورونا) في تناول علبتين من زبادي (كابو) على الريق… وان الوقاية من المرض في تناول علبة واحدة من نفس النوع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى