رأي

أسامة عبد الماجد يكتب : تشريح الحقيقة

٭قبل سنوات قلائل توفى نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق وزير الخارجية طارق عزيز بأحد السجون العراقية .. والتي أمضى فيها نحو أثنا عشر عاماً منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003م .. طلبت أسرته بإخضاع الجثمان للتشريع.
٭ كان المطلب موضوعياً لجهة أن عزيز أبرز المقربين لصدام وكاتم أسرار النظام .. كما أن وفاته شغلت المشهد العربي حينها .. تم التشريح وجاءت النتيجة أن أزمة قلبية هي سبب الوفاة .. فجر أمس انتقل وزير الدفاع جمال عمر إلى جنة عرضها الأرض والسموات بإذنه تعالى.
٭سرعان ما سرت الشائعات حول أسبابدتشريح الحقيقة
الوفاة وتعدد الروايات .. مما خلف حزمة من علامات الاستفهام .. الغالبية العظمى من القصص التي حيكت بغير عناية كانت ساذجة وفطيرة .. ولا تخلو من خبث .. وبالتالي لا ترقى إلى أن نوردها حتى لا نخوض مع أصحاب الغرض والجهلاء.
٭ الشاهد أن أسرة الفقيد هي الجهة الوحيدة التي تملك حق مطلب تشريح الجثمان .. لا أحد بالحكومة من السيادي أو مجلس الوزراء يملك هذا القرار الخاص بالأسرة .. نتناول الأمر ليس في شخص فقيد البلاد وهو يؤدي ضريبة الوطن .. مسخراً وقته وجهده وطاقته من أجل أن يعم السلام البلاد.
٭لكن القضية عامة والفقيد شخصية محورية في المؤسسة العسكرية التي تتسم تركيبتها بالخصوصية والحساسية .. وكما أنه يتولى حقيبة سيادية بالجهاز التنفيذي .. وبالتالي يجب أن نفهم رغبة الأسرة – أي أسرة – ولو كان مسؤولاً أخر غير جمال .. نفهم رغبتها في التشريح بهدف الاطمئنان وتشريح الحقيقة.
٭في ظل الأجواء المسممة بالشائعات .. والمليئة بالقيل والقال .. يجب أن توضع الأمور في نصابها الصحيح .. مثلما فعلت أسرة العراقي طارق عزيز .. رغم الاختلاف الجذري في الوضع الذي كان عليه (عزيز) عن (جمال) الذي كان عزيزاً مكرماً وهو يلقى الكريم العزيز.
٭ التشريح من شأنه أن تكون الحقيقة مجردة من أي تلفيق .. ومبرأة من عيوب مساحيق التجميل التي تزيف الواقع وتعبث به كيفما شاءت رغبات جهات ما أو شخصيات .. سواء محلية أو خارجية.. ثم لا يعني بأي حال – أي التشريع – أن شكوكاً ظللت سماء الأسرة المكلومة.
٭التشريح في حد ذاته، يغلق أبواب الفتنة التي يسعى الكثيرين جداً لفتحها على مصراعيها .. وتحديداً في هذا التوقيت .. في ظل واقع قابل لتصديق أي رواية حتى لو خلت تفاصيلها من أي منطق ومقبولية.
٭غض النظر عن التشريح من عدمه أونتيجته، كان الفقيد جزءاً من منظومة عسكرية متجانسة ومتماسكة .. لا يصدر عنها رأياً يمثل الفقيد جمال أو هو موقف تم صياغته من بنات أفكاره .. هو رأي جمعي ناتج عن تفكير كلي.
٭ رأي جمال حول كافة قضايا السلام وخاصة الترتيبات الأمنية هو قرار القيادة والتي كان جمال أحد عناصرها الفاعلين والمهمين .. ولا أعتقد هناك حاجة لتفسير أكثر من ذلك.
٭له الرحمة والمغفرة ونسأله تعالى أن يسكنه فسيح جناته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة أخر لحظة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى