تحقيقات وتقارير

قوى الحرية والتغيير .. التماسك في وقت (الشدة)!!

بالرغم من انشغال السودانيين بجائحة كورونا التي بدأت في مدينة ووهان الصينية وتناثرت في كثير من بلدان العالم التي ألجمتها المفاجأة ، توالت العديد من الأحداث السياسية عاصفة في السودان منذ الجمعة الماضية، حيث أصدر التجمع الاتحادي أحد العناصر الأبرز المكونة لقوى الحرية والتغيير بياناً شديد اللهجة إتهم فيه عناصر من المكون العسكري ومجلس الوزراء بالسعي للتسوية مع الإسلاميين، البيان جاء متسقاً مع ما ذهب إليه الناطق باسم لجنة التفكيك صلاح مناع، وقبل أن يجف مداده إذا بالدكتورة مريم الصادق تدفع باستقالة (مسببة) من الآلية الاقتصادية ، وبينما يقرأ (الناس) ما ورد من حيثيات في استقالة (المنصورة) ، تعقد قوى نداء السودان اجتماعاً لها بدار حزب الأمة وسط إرهاصات بانسحابها من قوى الحرية والتغيير ، ليبث القيادي بقوى الحرية والتغيير، الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف تطمينات عبر صفحته بـ(تويتر) ، ويقول بأنه لا صحة لما يتم تداوله حول خروج أي من مكونات الحرية والتغيير عن التحالف ليقر يوسف في ذات (التغريدة) بأن المرحلة الإنتقالية تواجهها صعاب وتحديات عديدة لا مَعبرَ منها إلا بالوحدة حول أهداف الثورة وغاياتها وهو ما سنظل نستمسك به وندعو له.
كل هذه الأحداث جعلت عقيرة المظان ترتفع وتشير إلى أن ثمة خلافات داخل قوى الحرية والتغيير تشئ بانقسام محتمل ؟ هذه الفرضية التي روجت لها عناصر من خارج قوى الحرية والتغيير ونداء السودان حفزت (الجريدة) لسبر الأغوار داخل التحالف لتخرج بمحصلة من الإفادات فإلى تفاصيلها.

إجتماع نداء السودان
في ذات السياق الذي سار عليه خالد عمر القيادي بالمؤتمر السوداني نفت مصادر قيادية بتحالف نداء السودان مناقشته الانسحاب من قوى الحرية والتغيير في اجتماعه الأخير، وكشفت المصادر أن الاجتماع ناقش تفعيل نداء السودان وإعادة هيكلته بما يتناسب مع مواثيقه وأهدافه، وتطرق الاجتماع إلى قوى الحرية والتغيير وأداءها وأشار إلى أنها لم تقدم شيئاً، وشدد على ضرورة إصلاحها، وقالت المصادر : الاجتماع أجمع على أن إصلاح نداء السودان سيكون مدخلاً لإصلاح قوى الحرية والتغيير.
وفي السياق ذاته ضم الاجتماع بالإضافة إلى المهدي والدقير والحسين ويوسف محمد زين ممثلين للجبهة الثورية وأكد دورها الوطني ودعمها من أجل تحقيق السلام.

قوى الحرية على الخط
بعد ساعات من اجتماع تحالف نداء السودان عقدت قوى الحرية والتغيير اجتماعاً إستمر لخمس ساعات أعلنت بعده عن تشكيل المجلس التشريعي في التاسع من أبريل المقبل، وهو الموعد المضروب لتوصل الحكومة والحركات المسلحة إلى اتفاق سلام.
وقال بيان اجتماع المجلس المركزي للتحالف الحاكم: “يجب إكمال كافة المناقشات ليتم تكوين المجلس التشريعي، فور توقيع اتفاق السلام، يوم التاسع من أبريل دون أي تأخير إضافي”.
وأفاد البيان أن مشاورات مع المكون العسكري في مجلس السيادة ستجرى بشأن نسبة 33% التي أقرتها الوثيقة الدستورية من مجموع أعضاء المجلس إلى المكونات غير الموقعة على بنود الحرية والتغيير.
وقال البيان إن المجلس المركزي، الذي يُعتبر أعلى سُلطة في الائتلاف، استمع لتنوير حول تكوين المجلس التشريعي اشتمل على تمثيل كل مكونات قوى السلام والقوى القاعدية ولجان المقاومة بالعاصمة والولايات .
وقال البيان إن المجلس المركزي طالب بالإسراع في التوصل إلى اتفاق حول القضايا القومية والترتيبات الأمنية في مفاوضات السلام التي تجريها الحكومة مع الجبهة الثورية.
ودعا كذلك إلى ضرورة تسريع عملية التفاوض مع الحركة الشعبية -شمال، التي يتزعمها عبد العزيز الحلو، الذي يتمسك بإقرار العلمانية في الوثيقة الدستورية أو تقبل خيار تقرير المصير للمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق).
ونادى المجلس بابتدار عملية سلام مع حركة تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد محمد نور، الذي رفض الدخول إلى عملية المفاوضات، بحجة أنها لا تخاطب جذور الأزمة.

تقوية الاصطفاف
(الجريدة) بدأت بالحزب الشيوعي السوداني الذي ظل منذ انتمائه للتحالف يبدي آراء ناقدة لكثير من مواقفه حتى ظن البعض أنه سيكون أول المغادرين لصفوفه أو يسعى لتفكيكه ، خاصة بعض أن فهم غير الحادبين على وحدة قوى التغيير أن بيان الشيوعي الأخير دعا لتأسيس تحالف جديد ، القيادي باللجنة المركزية للحزب الشيوعي وممثل الحزب في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير المهندس صديق يوسف قال لـ(الجريدة) : تحالف قوى الحرية والتغيير سيظل متوحداً ومتماسكاً حتى نهاية الفترة الانتقالية، وأضاف: التحالف يضم أكثر من 70 تنظيماً، وطبيعي أن تكون هناك خلافات في وجهات النظر إزاء القضايا المختلفة لكن كل القوى ملتزمة بالميثاق الذي وقعت عليه.
وحول دعوة الشيوعي لتحالف جديد يضم قوى من خارج الحرية والتغيير أوضح المهندس صديق يوسف أن تصريح حزبه في هذا الصدد حور وأخرج من سياقة ، مبيناً أن الشيوعي دعا لتقوية اصطفاف قوى الحرية والتغيير بضم القوى المؤثرة والتي لعبت دوراً أساسياً في الثورة وما زالت تساند الحكومة وبرنامج قوى الحرية والتغيير للتحالف ، وقال: لجان المقاومة وتحالفات المزارعين والسدود والأراضي جميعها منظمات خارج قوى الحرية والتغيير ويجب أن تكون ضمن مكوناته ، وشدد على ضرورة عدم الالتفات للشائعات التي يطلقها أنصار الثورة المضادة الهادفة لزعزعة قوى التغيير خاصة أن عناصر الثورة المضادة ما زالت تتكئ على منصات اعلامية ولديها زخم في وسائل التواصل الاجتماعي (الجداد الالكتروني) ، وزاد : خير نموذج على هذه الشائعات الحديث عن إقالة صلاح مناع من لجنة التفكيك.

أفضل حالاتها
الناطق الرسمي باسم تحالف قوى الحرية والتغيير المهندس إبراهيم الشيخ كشف لـ(الجريدة) أن اجتماع تحالف نداء السودان خرج بتوصيات تعزز وحدة قوى الحرية والتغيير وليس كما روج البعض لإشاعات تشير إلى انسحاب النداء من التغيير ، وقال لـ(الجريدة) : صحيح ناقشنا في نداء السودان أداء قوى التغيير وهي شأنها شأن أي مجموعة تخطئ وتصيب ولكنها الآن في أفضل حالاتها.
وكشف عن أن اجتماع قوى التغيير أول أمس إنعقد لخمس ساعات وناقش باستفاضة قضايا السلام والوضع الاقتصادي وإزالة التمكين والمجلس التشريعي، وأكد على ضرورة انجاز ملف السلام في ميقاته المحدد ، وإرسال مناديب إلى جوبا للمشاركة في التفاوض الى حين تحقيق السلام ، وفيما يتعلق باستقالة د.مريم الصادق من الآلية الاقتصادية قال الشيخ : الاستقالة مسببة وتقرأ من سياق البيان الذي أصدرته مريم، فالآلية الاقتصادية بدأت برئاسة حميدتي وتمت مراجعتها وتولى مهام رئاستها رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك ومنذ تسلمه المهام لم يدعُ لاجتماع للآلية ولم تصبح تؤدي دورها بالشكل المطلوب، وهذه هي الاسباب الموضوعية والمنطقية التي جعلت مريم تدفع باستقالتها لترمي حجراً في البركة الساكنة.

حملة إعلامية مقصودة
ما أن أعلن تحالف نداء السودان عن عقده اجتماعاً بدار الأمة ، حتى سبقته حملة إعلامية موجهة من جهات ذات غرض، أثرت الشائعات على شاكلة أن هذا الاجتماع سيكون حاسماً وهو بداية الانقسام بين مكونات قوى الحرية التغيير ، هكذا إبتدر القيادي بحركة (حق) مجدي عبدالقيوم كنب حديثه لـ(الجريدة) كاشفاً أن هذه الحملة تروج لها منظومات داخل قوى الحرية والتغيير وخارجها، فبعض المنظومات داخل قوى الحرية والتغيير ترى أن (الكتل) الخمس المكونة لها (زمنها إنتهى) وهناك حاجة لتأسيس تحالف جديد باعتبار أنه توجد خلافات بينية بين هذه الكتل، بيد أن كنب إستدرك وعاد ليقول: بعض القضايا المطروحة جعلت هناك تناغماً بين مكونات مختلفة من وجهة النظر الأيدولوجية كما في قضية رفع الدعم أو الموقف من التطبيع مع إسرائيل ، وهذا ما عزز امكانية التماسك باعتبار أن برنامج قوى الحرية والتغيير هو المرجعية وبالتالي بالرغم من التقارب والتباعد بين المكونات إزاء القضايا المختلفة إلا أن البرنامج الذي يرتكز عليه التحالف ثابت ، وختم مجدي حديثه بأن القضية ليست في الحاضنة وإنما في تطوير إتفاق الحد الادنى الى برنامج اصلاحي يواكب مرحلة بناء الدولة بعد أن تجاوزنا برنامج اسقاط النظام.

قادرة على إدارة التنوع
راهن مقرر المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير كمال بولاد على مقدرتها على إدارة التنوع ، ووصفها بـ(الفسيفساء) التي تضم مكونات مختلفة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وقال لـ(الجريدة): قوى الحرية والتغيير أكبر تحالف عرفته البلاد على مدار تاريخها السياسي وطبيعي أن تكون هناك خلافات بداخلها بحكم مرجعياتها الفكرية والعقائدية المختلفة ولكنها ملتزمة ببرنامجها ومواثيقها ، وأشار إلى أن كل مكونات قوى الحرية والتغيير شاركت في اجتماعها الأخير، وأكد عدم وجود أي خلافات أو مجرد ارهاصات لخلافات أو بوادر انقسام داخل قوى الحرية والتغيير.

 

      أشرف عبدالعزيز

الخرطوم: (صحيفة الجريدة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى