تحقيقات وتقارير

الكِسرّة .. تعود للمائدة السودانية بأمر ندرة العيش

قبل أيام أعدَّ رئيس مجموعة التجارية الوسطى التي تعمل في مجال التقانات الزراعية د. أمين عبداللطيف ورقة بعنوان (تصنيع الكِسرَّة) بإعتبارها غذاءً رئيسياً للمواطنين وذلك بصناعة خبز مصنوع من الذرة، وتشجيع عملية تصنيعها بجمع زكوات المشاريع الكبيرة وطحنها وتوزيعها بمعدل جوالين لكل أسرة مع معينات العواسة من أنبوبة غاز وصاج لعدد (100) ألف أسرة ثم جمع ما تم تصنيعه وبيعه للمستهلك ليكون جهداً مشتركاً بين المجتمع والدولة والحكومة (السوداني) أستنطقت مواطنين، أصحاب مخابز، خبراء وصاحب الفكرة معاً.. للتفاصيل.

 

 

مقارنة تكاليف:
محمد السيد مواطن بإحدى الولايات يقول لـ (السوداني) إن الاستعانة بالكسرة بدلاً عن الخبز هي أمر مقبول نسبة لازدحام الصفوف مؤكداً أنه منذ أزمة الخبز التي ضربت البلاد قبل عامين يقومون بتناول الكسرة كوجبة أساسية حيث يقومون بخلط حبوب الذرة والقمح قبل طحنها، مشيراً إلى أن خلط عدد (3 كيلات) من الذرة مع (كيلة واحدة) من القمح يكفي الأسرة الكبيرة التي يفوق عدد أفرادها (10) لمدة شهر عن شراء الخبز موضحاً أن تكلفة هذه الذرة لاتتعدى قيمة (1.500) جنيه طيلة أيام الشهر، مبيناً أن تكلفة الخبز اليومي لأسرته لعدد ثلاث وجبات لا يقل عن (100)جنيه بواقع (3.000) جنيه للشهر أي مضاعفة مبلغ تصنيع الكسرة، وقال عن مبادرة د أمين عبداللطيف أنها تآخرت كثيراً عن البلاد داعياً الحكومة لتنفيذها تسهيلا للمعيشة على للمواطن وتفادي مضار الإضافات في الخبز.

 

تطبيق ريفي:
ودعت موظفة لتطبيق تجربة عبداللطيف في الأرياف أو (ربات المنازل) مشيرة لارتفاع أسعارها لـ(10) جنيهات للقطعة في الأسواق عكس تصنيعها في المنزل.

 

سهولة ومُناولة:
وقال صلاح عبدالله صاحب مجموعة مخابز بالخرطوم لـ (السوداني) إن مبادرة نقل الثقافة الغذائية للمواطنين من القمح إلى الذرة هي جهد مُقدَّر منه، وقال عبدالله إنه يعمل في مجال الأفران ويملك عدد منها منذ (25) عاماً وأن هذه المبادرة لايمكن تطبيقها في العاصمة لعدة أسباب أهمها تأقلم سكان العاصمة على تناول الخبز وقلة التكلفة مقارنة بأسعار الذرة، منوهاً إلى أن سعر جوال القمح المدعوم من الدولة هو (580) جنيهاً وأن سعر جوال الذرة (دبر طابت أو التيترون) هو مايفوق الـ (2.000) جنيه، منوهاً إلى أن قيمة الجوال الواحد من الذرة يفوق عدد (4) جوالات من دقيق الخبز الفاخر من المطاحن، مؤكداً أن تنفيذ المبادرة يخفف على الحكومة دعم الخبز.

 

وقال : قبل أعوام تبنت شركة مطاحن سيقا دراسة خلط القمح بالذرة في إنتاج وتصنيع الخبز لكنها لم تنجح لذلك أوقفتها فوراً، واصفاً السودان بأنه من أرخص البلدان في بيع الخبز مقارنة بدول العالم لأن سعر الدولار الواحد يعادل (82) قطعة خبز في السودان، مشيراً إلى أن المخبز الواحد يتراوح في إنتاجه مابين (20) ألف قطعه إلى (30) ألف في اليوم الواحد مما يدل على ارتفاع نسبة استهلاكه من قبل الأسر، مشبهاً عودة الأسر (للعواسة) بالمعجزة لافتاً لتسبب ارتفاع أسعارها في غيابها من موائد المناسبات.

 

(نفض الغُبار)
ووصف الخبير الاقتصادي د عبدالله الرمادي مبادرة د أمين بالممتازة، وقطع في حديثه لـ (السوداني) بامكانية تحسين إنتاج الكسرة عبر هذه المبادرة بوضع كمية (5% ) من الذرة و(5%) من صمغ القوار لتعويض فاقد اللزوجة في الذرة وضمان تماسكها والمرونة التي توجد في القمح ، مشيراً إلى إمكانية خلطها بنسبة قليلة من محصول القمح لرفع سقف الإنتاج إلى كميات كبيرة منها، مؤكداً نجاح التجربة وأنه في عام (1994م) بمعمل أبحاث الأغذية جامعة الخرطوم بمنطقة شمبات حيث قاموا بتجربة خلط (5%) من الذرة و(5%) من صمغ القوار، منوهاً إلى أن النتيجة كانت مُذهلة حيث أنتجت التجربة خبزاً عالي الجودة بل صُنعت منه المعجنات والخبائز ومنها (الجاتوه) الذي يحتاج لمرونة عالية، موضحاً أن التجربة تمت رعايتها من مؤسسة التنمية السودانية وقامت بإنشاء مصنع بمدينة سنجة وبدأ العمل والإنتاج الجيد لكنه نسبة لدواعي سياسية وتخلي المواطنين بالمنطقة عن زراعة (القوار) تم إغلاق المصنع ، مناشداً الحكومة (بنفض الغبار) عن المصنع الذي يتواجد الآن في موقعه وإعادة تشغيله لحل الضائقة التي يعاني منها المواطنون وتطوير العمل وافتتاح مصانع ومشاريع يمكن الاستفادة منها في تلك التجربة .

الخرطوم: اليسع أحمد

صحيفة  ( السودانى )

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى