منوعات وفنون

مسميات لمعالم بارزة على أرض الواقع في الخرطوم والمدن الكبرى .. أكثرها غرابة .. دكان “الحرامي”

أسماء غريبة تلصق على لافتات بعض المحال التجارية ، محطات المواصلات والدكاكين تصفعك بالدهشة، قبل أن تجبرك للتمعن فيها ومحاولة فك معناها..وقد تنجح في نسب اثنين أو ثلاثة منها إلى أم الفكرة، إلا أن الغالبية تظل مبهمة لن تجد لها تفسيرا، بحسب صحيفة اليوم التالى وتظل مثيرة للفضول كلما قرأت لافتة أو مررت بالمكان..

قد تكون ” أبو حمامة” من أشهر الأسماء في أحياء الخرطوم جنوب القديمة لكن “دكان الحرامي ” اكتسب مؤخراً شهرة فاقت أبو حمامة لأن اسمه يحمل صفة لايحب أحداً أن تلصق على ظهره حتى لو كان مجرد لقب ، ومع ذلك أصبح دكان (الحرامي) محطة معروفة ومعلما بارزا في الحلة الجديدة والأحياء المجاورة: الديم، القوز وحتى الرميلة، والغريب في الأمر أن الدكان الواقع في منطقة آمنة ولا يحمل شيئاً من اسمه؛ بل مكان يقدم أجود أنواع الفول بمشتقاته (البوش والفتة)، إلى جانب توفير نوع جيد من الطعمية والمحدقات التي تجذب الشباب للتجمع حوله لتناول وجبتي الفطور والعشاء..

وفي الناحية الشمالية لحي الجريف شرق كان يقف دكان أنيق مقابل مستشفى شرق النيل، نصب الدكان فوق رأسه لافتة مكتوب عليها ” الرغيف بالسكر للأدوات الكهربائية ” وهي ذات اللافتة المرفوعة بأحد المحلات بشارع الأربعين الشهير في مدينة أم درمان، وقد تجذبك اللافتة حقاً؛ ولكنك لن تنتبه لتلك الأدوات الكهربائية بقدر التمعن في الاسم الغريب والبحث عن معنى للفكرة..

تعتبر الحاج يوسف منطقة غنية بالأسماء الغريبة والعجيبة ولكن يعد “شارع المجنونة ” الذي يؤدي إلى منطقة مربعات دار السلام شمال؛ الأشهر في تلك الناحية بعدما ذاع صيته في نهاية الثمانينات، وينسب الشارع – حسب الرواة المعاصرين – إلى امرأة ضربها مس فذهب بعقلها، وقامت ” المجنونة” ببناء منزل صغير من الكرتون وقطع ممزقة من الشوالات والخيش على طرف الشارع ، وتقوم المرأة في ساعات النهار بحصب المارة بالحجارة وملاحقة الصبية، رويداً رويدا اشتهر الشارع وأصبح طريقاً رئيسياً للمواصلات؛ خاصة “الكارو” الناقل الشعبي والحصري في تلك الفترة قبل أن تنافسه ” الركشة ” والحافلات القديمة التي تلقب بـــ(الجثث) وتبعده رسمياً عن الخط؛ لكنها لم تستطع تغيير الشارع الذي احتفظ باسمه..

وعلى جنوب من شارع المجنونة يقع شارع آخر شهير وهو ” شارع القيامة ” المتاخم لمنطقة “كرتون كسلا ” الذي تم تعديل صيغة أسمه إلى ” حي البركة” ولكن الشارع اندثر وتم تجريده من الاسم ووجد نفسه في سلة مهملات التاريخ..
وهناك وسط مدينة الأبيض في حي الوحدة ” الميرم” سابقاً، اتخذ شباب ركن منزل الحاجة ” حواية ” مقراً لهم؛ حيث اعتادوا التجمع هناك، وقرروا أن يطلقوا على هذه المحطة اسم “القيامة”، وبالفعل جاءوا بلافتة مصبوغة باللون الأحمر الوهاج ومخطوط عليها ” محطة القيامة ” نصبوها فوق المنزل، بعد فترة علمت حاجة حواية بفكرة اللافتة فنطقت بالشهادة ثلاث مرات قبل أن تحمل عصا كبيرة وتأمر بإزالة اللافتة وهي تقول ” قيامة في راس بيتي” ثم ضربت حراسة مشددة على المكان ليل نهار حتى طردت الشباب وتفرق شمل الاسم..

وفي قلب الجزيرة “ود مدني” ينبض حي الحلة الجديدة بالحيوية والنشاط ، ولكن الأهالي وساكنيه قاموا بتقسيم المربعات إلى مناطق وتقاطعات داخل الحي الشهير بمسميات مختلفة من بينها (فريق دينك) وهو يحوي في داخله الكثير من المتناقضات ويعد مركزا للمشاكل قبل أن يعدل سلوكه في الفترة الأخيرة ..
هذه المسميات المدهشة عندنا في السودان هي امتداد لظاهرة ألقاب عالمية غريبة على غرار “مرطبات الحاج زبالة ” في مصر ..مجنن النحل للتدخين ..عبدو تلوث ..دلع كرشك ..وسعد الحرامي ..

 

الخرطوم ( كوش نيوز )

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى