تحقيقات وتقارير

بعد إعلان وفاة مريض بسببها …كورونا في الخرطوم

أصيبت الخرطوم أمس الأول بحالة من الهلع عقب انتشار خبر في وسائط التواصل الاجتماعي حول ظهور حالة إصابة بمرض كورونا بمستشفى يستبشرون، وزادت حدة الهلع والتوتر عقب وفاة المريض ، وساهم البوست الذي كشف فيه أحد الأطباء على صفحته الشخصية بالفيس بوك عن إخطاره من قبل لجنة كورونا بالمريض الذي كان يتعالج في عيادته، ونشر الطبيب صورة له وهو على متن سيارة ويرتدي كمامة وعلق على صورته قائلاً” في الطريق إلى الحجر الصحي”، وتساءل في الوقت ذاته هل نمتنع عن رؤية المرضى وننسى الإنسانية .؟ هل لايزال البعض يشك في انسانية الطب ،وقام الطبيب بتدشين الهاشتاق الأكثر إخافة لأي دولة حالياً (كورونا قدمت) .

تفاصيل سابقة:
وكانت “الجريدة” قد نشرت أمس أن وزارة الصحة الاتحادية قد شرعت في إجراء تحقيقات بمستشفى يستبشرون مع كافة الكوادر الطبية التي قامت باجراء الفحوصات الطبية لعلاج مريض توفي أمس بالمستشفى على خلفية إعلان أحد أقربائه في وسائط التواصل الإجتماعي بأنه مصاب بكورونا، فيما لم يقطع مدير إدارة الوبائيات بوزارة الصحة د. بابكر المقبول بأن الوفاة تمت نتيجة لإصابة المريض بالوباء.
وأماط المقبول اللثام حول ملابسات وفاة المريض وقال لـ”الجريدة” ( إن المريض عاد للبلاد قادماً من الإمارات قبل ثلاثة أسابيع أي قبل إعلان وجود حالات للوباء بها وتوجه فور عودته لتلقي العلاج بمستشفى الجودة نتيجة لإصابته بضيق في التنفس وتم نقله إلى المركز الخاص بفحص كورونا داخل مستشفى الخرطوم إلا أن نتيجة الفحص الأولي جاءت سالبة بحسب المقبول، وعاد بعد ذلك المريض إلى منزله ثم ساءت حالته الصحية مجدداً مما استدعى نقله إلى مستشفى يستبشرون التي توفى فيها) .
وفي رده على سؤال حول ما أثير بشأن إصابة المتوفي بكورونا قال المقبول ( لا أستطيع أن أجزم بأنه توفى جراء إصابته بكورونا أو أنه غير مصاب بها)، ورهن ذلك بالفراغ من التحقيقات التي شرع فيها جهاز التقصي حول كورونا التابع لوزارة الصحة.

دهشة وزير الصحة:
ولم تجد وزارة الصحة الاتحادية مفر من الإقرار بدخول كورونا للبلاد حيث دعت إلى مؤتمر صحفي بمقرها أمس وصفته بالهام ، إلا أن الصحفيين ومراسلي القنوات والوكالات تفاجأوا بدخول وزير الصحة الاتحادي أكرم التوم إلى القاعة التي كانت معدة لإقامة المؤتمر الصحفي وعندما شاهد الكاميرات منصوبة وعلى أهبة الاستعداد تساءل مندهشاً في شنو ومن المفارقات أن أحد الصحفيين لم يتعرف على الوزير ورد عليه: نحن في انتظار وزير الصحة فما كان منه إلا وغادر الوزير القاعة مسرعاً وبعد قليل جاء مسؤول الإعلام بالوزارة واعتذر للصحفيين عن تأجيل المؤتمر إلى حين فراغ لجنة الأوبئة من اجتماعها الذي دخلت منذ الساعة الثانية أو هي ذات المواعيد التي ضربت للمؤتمر الصحفي، وأبلغ الصحفيين أن المؤتمر سيتم نقله إلى مجلس الوزراء عقب اجتماع اللجنة معه.

إعلان رسمي:
وأعلنت وزارة الصحة الاتحادية أمس عن إكتشاف أول حالة وفاة لرجل خمسيني أمس الأول بسبب إصابته بمرض الكورونا المستجد.
وقالت الوزارة في بيان تحصلت “الجريدة” على نسخه منه بأن المصاب رجل في الخمسينيات من العمر يسكن محلية الخرطوم وقد توفى إلى رحمة مولاه أمس الأول، وأوضحت الوزارة أن المتوفي زار دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأسبوع الأول من مارس.
وأكدت وزارة الصحة الاتحادية بدء التجهيزات لاتخاذ التدابير اللازمة لمنع انتشار المرض، وذلك ضمن “الخطة القومية الموسعة لمكافحة كورونا والتي تم تقديمها لرئيس مجلس الوزراء”. وذكرت: تشمل خطة الوزارة تقوية مقدرة المرافق والكوادر الصحية على مكافحة الوباء.
ونوهت الى أن مجلسي الوزراء والسيادة اجازا عصر الخميس الماضي حزمة من التدابير تقدمت بها وزارة الصحة الاتحادية باسم اللجنة العليا لدرء الأوبئة وتم تطبيق هذه الإجراءات باغلاق بعض المعابر ووقف السفر من والى بعض الدول الموبوء بشدة.

مقدرات التصدي:
وأكدت الوزارة استمرار فريق الإدارة العليا بالتواجد في الوزارة ومرافقها للعمل في دعم إدارة الصحة بولاية الخرطوم ومع كل مصالح الدولة والقطاع الخاص والمواطنين والمنظمات لتقوية مقدرات التصدي بالاضافة الى وجود غرفة الطوارئ الدائمة بالوزارة الاتحادية والتي ستستمر في الانعقاد لتلقي بلاغات الكوادر الصحية والمواطنين وقيادة فرق الرصد والاستجابة على مدار الـ24 ساعة ومن كل الولايات ودخلت اللجنة العليا لدرء الوبائيات في اجتماع استمر لأكثر من ثلاث ساعات.

تبرؤ يستبشرون :
وكان من اللافت أن مدير عام مستشفى يستبشرون د. محمد ابراهيم عبد الرحمن قد حاول أن ينفي تهمة دخول المرض عبر بوابة المستشفى وقال في بيان رداً على ما أثير في مواقع التواصل الاجتماعي حول حيثيات حالة المتوفي، قال: حضر المريض (ف ا م) الذي يبلغ من العمر 52 عاماً مع ذويه الساعة الحادية عشرة والنصف صباح 11/3/2020الى قسم الطواريء والاصابات بمستشفى يستبشرون بفرع الرياض يعاني من حمى وصعوبة التنفس تم استقبال المريض وعند اخذ التاريخ المرضي له تبين انه كان بدولة الامارات المتحدة وهي احدى الدول التي بها حالات اصابة.

عزل احترازي:
وأقر مدير يستبشرون بعزل المريض وأردف: تم بعد ذلك عمل كافة الاجراءات القياسية الاحترازية و الاجراءات التشخيصية والعلاجية حيث تبين انخفاض في اكسجين الدم حسب الاجراءات الوبائية بوزارة الصحة والمؤسسات العلاجية الخاصة وتنويرهم لنا بكيفية التعامل مع الحالات تم الاتصال بالشخص المحوري.
وأشار الى ان المستشفى أجرت اتصالات بالدكتورة د/ جيهان عيسى والتي قامت بدورها بشرح الحالة وزاد: أفادتنا بمعرفتها للحالة وانها كانت قبل عشرة أيام بدبي وتم حجرها بمستشفى الخرطوم وتم عمل فحص والنتيجة سلبية لمرض كورونا.
وذكر: تم استدعاء استشاري الباطنية والصدر بالمستشفى والذي كشف على المريض بعد تأكده من سلبية الفحص وتم التشخيص والاجراءات العلاجية للمريض وتم عزله وفق الاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى ونوه الى أن المريض سبق وأن ذهب لعدة مستشفيات قبل يستبشرون حسب افادة ذويه ثم تم تحويلهم من عيادة الطبيب الذي روج للاصابة بالمرض دون فحص الى أحد المشافي وقوبل برفض المستشفى لتنويمه.
وأضاف: (تم استقبال المريض بمستشفى يستبشرون لما لديها من كوادر صحية مدربة على التعامل مع كافة الامراض المعدية وفق المعايير القياسية العالمية).

تعميم البروتوكولات:
وشدد على وزارة الصحة تعميم البروتكولات الخاصة بالامراض الوبائية للكوادر الصحية حتى لا يتهم كل مريض بحمى اوكحة بمرض كورونا, ولفت الى أن حالة المريض تسمى حالة اشتباه اذا كانت مخالطة لحالات موجبة الفحص او كانت مقيمة في احدى الدول التي سجلت حالات اصابة بينما تعتبر الحالة مصابة في حال ثبوت ايجابية الفحص.
وكان مجلس الوزراء قد أعلن عن اتخاذ سلسلة إجراءات لمواجهة فيروس كورونا وقررت الحكومة السودانية إغلاق حدود البلاد مع مصر، ومنع دخول الأجانب من الدول الموبوءة بفيروس كورونا، وحذرت المواطنين من السفر إلى الدول المصابة بكورونا .
ومنع قرار صادر من وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني، عمر بشير مانيس، دخول وإصدار تأشيرات دخول الأجانب من دول (كوريا، الصين، إيطاليا، إيران، فرنسا، إسبانيا، اليابان، مصر)، بالإضافة لأية دولة تضاف من قبل اللجنة الفنية العليا حسب مستجدات انتشار وباء كورونا وجه مجلس الوزراء وزارة الصحة بالتنسيق مع الخدمات الطبية للقوات المسلحة بتجهيز المعسكرات والمرافق المناسبة الكافية وتحويلها لعنابر إيواء مؤقت في مناطق إستراتيجية لضمان التغطية الجغرافية خلال الاسبوع المقبل تحوطاً لـ “كورونا”.
وأوضح وزير شؤون مجلس الوزراء، السفير عمر بشير مانيس في تعميم صحفي، أنه بموجب القرار يُمكن إضافة أية دولة أخرى للدول التي تم حظرها من قبل اللجنة الفنية العليا حسب مستجدات الوباء العالمي المعلنة بواسطة منظمة الصحة العالمية ودعا مانيس جميع المواطنين تجنب السفر للمناطق الموبوءة إلا للضرورة القصوى.

نصائح حمدوك:
من جهته دعا رئيس الوزراء د . عبدالله حمدوك الى توخي الحذر في التعامل مع الكورونا التي أصبحت تنتشر بسرعة حول العالم.
وقال حمدوك في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر “يجب توخي الحذر لأن وباء كورونا ينتشر بسرعة، وحث جميع المواطنين على اتباع الارشادات الصحية التي أعلنتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وذلك لحماية أنفسهم وأسرهم.
وأشار حمدوك الى أن أعمال بسيطة مثل غسل اليدين وتجنب الأماكن المزدحمة تكون مفيدة جدًا خلال هذه المرحلة الحرجة.
ونوه الى ما قاله السيد تيدروس مدير منظمة الصحة العالمية، من ان هذا مرض يمكن السيطرة عليه.
و قال حمدوك “وأؤكد لكم أن كل الجهات المعنية مستعدة لتنفيذ خطة الاستعداد والاستجابة الشاملة للتصدي لوباء كورونا.”

قرارات الصحة:
أصدرت وزارة الصحة الاتحادية، عدداً من القرارات بعد ثبوت حالة إصابة بفيروس “كورونا” .
وأعلن وزير الصحة د. أكرم علي التوم في مؤتمر صحفي إيقاف جميع المؤتمرات الحكومية والعلمية، فضلاً عن منع سفر الوفود إلى الدول الموبوءة، وكشف عن قرار بإقامة جميع الفعاليات الرياضية بدون جمهور إلى حين اشعار آخر.
وأوضح الوزير أن الاجتماعات ستتواصل حول القضية وسيتم إصدار قرارات أخرى بعد دراستها منها تعطيل الدراسة بالجامعات، وإمكانية تأجيل امتحانات الشهادة السودانية وامتحانات مرحلة الأساس، وسيتم بحث القرار خلال (24- 48).

طرق العدوى:
وتتمثل الطريقة الرئيسية لانتقال وباء كورونا في الرزاز الذي يتناثر من أنف أو فم الشخص المصاب بالفيروس عند السعال، ويمكن أن يلتصق بالأشياء والأسطح المحيطة بالشخص، مما ينتج عنه إصابة الآخرين بالمرض عند ملامستهم لهذه الأشياء أو الأسطح ثم لمس أعينهم أو أنفهم أو فمهم، مما يستوجب الابتعاد لمسافة متر .
وأكدت د. شادية عمر الحاصلة على دكتوارة في الفيروسات الجزئية في فيديو بثته على مواقع التواصل الاجتماعي إن كورونا في حد ذاته ليس قاتلاً، وقالت هناك الكثيرين ممن أصيبوا به وتماثلوا للشفاء وأوضحت أن الفيروس يصيب الجهاز التنفسي وتتمثل أعراضه في الصداع وآلام في المفاصل وكحة اضافة الى ألم في الحلق، وأرجعت حالة الخوف والهلع التي أصابت العالم لسرعة انتشار الفيروس في الشارع يفاقم من تأثيره الاقتصادي وطالبت بتجنب التجمعات غير الضرورية مثل كرة القدم والمسارح والحفلات والأسواق للحد من انتشار الوباء، وأردفت: اذا خرجت من المنزل فعليك بالمواظبة على تعقيم يديك واذا لم تتمكن من ذلك فعليك بغسل يديك بالماء والصابون وحذرت من ملامسة العين أو الفم قبل غسل اليدين وشددت على ضرورة تجنب العطس دون استخدام المناديل وفي حال عدم توفرها فيمكن استخدام الكم وغسل الملابس وتعريضها للشمس التي تقتل الفيروس، وطالبت بالحفاظ على وقاية الآخرين حال شعور المريض بأن لديه أعراض كورونا، وزادت: ما تطلع من البيت وعليك الاتصال بالارقام المحددة من قبل وزارة الصحة، ونصحت المريض بتناول السوائل وتجنب زيارة صغار أو كبار السن أو الذين يعانون من الأزمات الصحية، وأكدت أن كورونا ليس لديه علاج ولكن يتم تقديم أدوية للمريض حتى تخفف أعراض المرض وذكرت: ليس لدى الوباء علاج أو تطعيم ولكن العلماء يسعون جاهدين للكشف عن علاج له).

 

سعاد الخضر – شذى الشيخ

الخرطوم: صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى