رأي

أسامة عبد الماجد يكتب: ليس البدوي وحده

٭في حقبة رئيسة البرازيل الأسبق السيدة ديلما روسيف (المراة الوحيدة بين (38) رئيساً حكموا بلاد السامبا) ..خرج متحدث رئاسي أعلن دعمها لوزير ماليتها (مانتيغا) .. وأكد أنه يحظى بثقتها وسيبقى مسؤولاً عن المالية .. كانت البرازيل وقتذاك شهدت موجة احتجاجات واسعة النطاق .. السبب الفعلي لها زيادة تعرفة المواصلات .. وارتفاع الأسعار وضعف مستوى الخدمات.
٭ تذكرت قصة الوزير البرازيلي .. مع حال وزير مالية الانتقالية إبراهيم البدوي .. الرجل لا يحظى بدعم من أحد سوى من جانب رئيس الوزراء .. وهو دعم أقل مايوصف بالخجول .. حيث لم يخرج يوماً حمدوك (ولو في الساعات الأولى من الصباح) .. ليعلن دعمه للبدوي.
٭ مع الفارق أن الرئيسة البرازيلية عندما حكمت بلادها في 2011م .. وجدت الوزير سبقها قبل خمس سنوات (يعني مازولها) واستمر معها لسنوات.. بعكس البدوي الذي جاء به حمدوك .. قد يقول قائل إن الشارع يخرج بشكل راتب .. لكن ليس ضد حمدوك وحكومته.. لكن مؤشرات الخروج المضاد متوفرة وبكثافة.
٭ آخر الأسباب تأجيل مؤتمر المانحين إلى يونيو عوضاً عن أبريل .. الذي علق عليه السودانيون آمالهم .. بينما خرجت الصحافة عدة مرات على البدوي .. ومرتان متهمة إياه بالفساد بشأن شركة الفاخر ومستشارة بمكتبه .. وأسألوا رئيس تحرير الغراء (اليوم التالي) العزيز د. مزمل أبو القاسم.
٭ تجمع المهنيين ضد البدوي .. الحرية والتغيير ضد البدوي وآخرين كثر .. بل إن الوزير كان يعيش وحده .. لا أرى سبباً يجعل حمدوك لا يعلن رسمياً دعمه للبدوي .. إلا إذا كان رئيس الوزراء يتحاشى مواجهة الرافعة السياسية التي انتشلته من الخارج .. وجاءت به رئيساً للحكومة.
٭ لست هنا في مقام تقييم أداء البدوي .. فاداؤه واضح للعيان ويستحق بجدراة لقب وزير (الصفوف) .. لكن دعم الرجل الأول أو تبرير ابقائه على أي من وزرائه مهم جداً .. القرارات الشجاعة دلالة على قوة الحكومة وتماسك أجهزتها .. ودلاله على أن الرئيس ممسك بمقاليد الأمور.. وأن الوزراء محل ثقة لدى القيادة .. مايعزز قوتهم ويرفع من مستوى أدائهم.
٭في سبتمبر 2013 ، عندما أرادت الحكومة إجراء إصلاحات اقتصادية ورفع الدعم .. تصدى الرئيس السابق عمر البشير للمهمة .. وعقد مؤتمراً صحفياً بقاعة الصداقة استمر لساعتين .. أعلن تحمله المسؤولية عن وزير المالية علي محمود .. الذي كان حاضراً للمؤتمر والاطمئنان يملأ رئتيه.
٭ الخميس الماضي نحو ستة من رؤساء التحرير والكتاب – شخصي من بينهم – كتبوا عن وزير المالية .. حالة كان ينبغي أن تجعل قرنا استشعار الحكومة تتحركان .. لم أشاهد حتى اليوم صورة لقاء جمع حمدوك بالبدوي .. أمر محير بالفعل.
٭ لا أعرف متى يتحرك حمدوك ليصد الهجمات عن البدوي أو يفسر للرأي العام مايقوم به الأخير .. بل ليس البدوي وحده وإنما كل حكومته.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة أخر لحظة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى