رأي

عبداللطيف البوني يكتب: حبة في مشروع الخلاص الوطني

(1 )
نعم الاقتصاد علم بدائل وله نظريات وأسس ومناهج ولكنها في النهاية نظريات متقاطعة و ليس لها درجة اليقين الموجود في العلوم المختبرية, خد عندك الحديث عن الدعم ورفع الدعم إذ يمكن أن تثور فيه نظريات متقاطعة ولكن لوسمحتم دعونا ننحي نظريات الاقتصاد جانباً ونلجأ لعلم المنطق الذي هو سيد العلوم فهل يعقل أن يكون سعر لتر البنزين في السودان أقل من سعره في الدول التي تنتج ملايين البراميل يومياً ؟ واحد شليق يمكن أن يقول نعم بحكم أن لكل دولة ظروفها فيمكن للسودان في المستقبل أن تكون لديه صادرات تملأ خزائنه بالدولارات ويصبح الجنيه فيه يساوي خمسة دولارات ويكون البنزين فيه أرخص من الدول المنتجة للنفط .
(2 )
طيب بلاش من ديك خلونا نسأل هل يعقل أن يكون سعر لتر البنزين في السودان أقل من سعر لتر الماء المعبأ في القناني البلاستيكية إذ إن سعر لتر البنزين الحالي ستة جنيهات وسعر لتر تلك المياه خمسة وعشرون جنيهاً تقريباً أخصم منها خمسة للمواد البلاستيكية ليبقى اللتر بعشرين جنيهاً علماً بأن السودان يموج بالمياه العذبة في سطح الأرض وجوفها بينما يستورد معظم حاجته من البترول من الخارج ولكن خلونا في البترول المنتج محلياً كم يكلف لتر البنزين من ساعة اكتشافه إلى استخراجه إلى نقله إلى تصفيته إلى أن يصل المستهلك ؟ وكم يكلف سعر لتر الماء من ساعة تنقيته وتعبئته ونقله إلى أن يصل المستهلك ؟ برضو ممكن ندي الفرصة لشليق آخر ليقول لنا إنه يمكن أن يمر يوم على السودان وتكتشف فيه حقول نفط مهولة وينتج ملايين البراميل يومياً وتقل الحاجة للنفط لوجود مصادر طاقة بديلة كالشمس والرياح ويصبح البترول برماد القروش.
(3 )
طيب ,,, ما في مستحيل تحت الشمس ولكن إلى حين أن تصل صادراتنا عنان السماء ويصبح جنيهنا بخمسة دولارات وإلى حين أن يصل إنتاج بترولنا ملايين البراميل يومياً مع كساد سوق البترول ماذا نفعل الآن في الحالة العلينا دي؟ من الآخر كدا وبالمنطق أيها الناس ارفعوا الدعم عن الزفت المسمى بنزين دا حتى تتنفس ميزانيتنا قليلاً ثم سؤال ماهي لازمة هذا العدد الضخم من عربات الركوبة الخاصة التي تملأ شوارعنا الضيقة المحفرة ؟ هل يعقل أن يركب أحدنا عربية دفع رباعي تشفط مئات اللترات من البنزين ليقطع مئات الكيلومترات في صقع من أصقاع السودان لأداء واجب العزاء بينما يكون المرحوم مات من سوء التغذية أوعدم توفر الخدمات الطبية ؟ كم تكلف إسبيرات هذا الحديد ؟ كم عدد الذين يشتغلون في تجارة وسمسرة وبيع إسبيرات هذه العربات ؟ كم عدد الذين يشتغلون سائقين في هذه العربات ؟ وكم عدد الميكانيكية وأصحاب الورش العاملين في إصلاح وصيانة وغسيل هذه العربات ؟ كل هذه الموارد من مادية وبشرية في قطاع خدمي غير منتج !!!. قلصوا هذه السيارات الخاصة وبالطرق الاقتصادية وليس بالقانون لتخلو الشوارع لعربات النقل العام المكدسة الآن في الحيشان لأنها كانت شغالة بالخسارة.
(4 )
يا صناع ديسمبر يا صناع المجد الحكاية ما محتاجة لدرس عصر إنما محتاجة لمشروع خلاص وطني يلتف الجميع حوله فإن كان ما كتبناه أعلاه يصلح أن يكون حبة في هذا المشروع فهيا إلى مليونية رفع الدعم عن اللمايتسماش.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى