رأي

هنادي الصديق تكتب: إستوزار

نحن العاملون بالمركز القومي للدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية، نود عبركم ارسال صوتنا للقائمين على أمر هذا البلد، بعد ان يئسنا من ايجاد حل لمشكلتنا، فقد صدر قرار من الرئيس المخلوع بأيلولة المركز إلى وزارة الخارجية، لكن إلى الآن لم يتكرم أي مسؤول من الوزارة بزيارة المركز والوقوف عليه، علماً بأن المركز له رسالة كبيرة من ناحية التدريب لناشئة السلك الدبلوماسي والعاملين بوزارة الخارجية عبر برامجه الاكاديمية والتدريبية التي تعقد على مدار العام.
زار المركز قبل الثورة بروف غندور ووقف وأمَن بنفسه على أهمية المركز وتشكَلت لجان كثيرة لكيفية المعالجة وأخذت ملفات العاملين لما يقارب الشهور، لكن لم يتكرم أحد بالنظر فيها كل تلك اللجان لم تفعل شيئاً بل كل الدور الذي قامت بة الوزارة عينت مديراً عاماً بدرجة سفير وانتدبت مدير للادارة وليتهم فعلو شيئاً، حتى الآن الوضع مأساوي لأبعد الحدود داخل المركز ومديره العام منشغل بأمور لا تخدم العاملين في شئ، رفعنا مذكرة إلى السيد الوزير والى الآن لم يصلنا شئ). إنتهت رسالة العاملين بالمركز الدبلوماسي ولم يتبق سوى التنبيه على أن ما حدث للمركز لا زال يتكرر بشكل مستمر بالكثير من مرافق الدولة من مؤسسات ومراكز وغيرها من دور يفترض أنها تعكس وجه السودان الحقيقي.
جميع الولايات لا زالت تعاني من ظاهرة إستمرار أوضاعها السابقة دون تغيير يذكر، بل هناك من زادت سوءا على سوء، وطرحنا في هذه المساحة العديد من النماذج وطالبنا بتفكيكها مراراً دون أن نجد آذاناً صاغية، ومؤكد لن نكل او نملَ من الطرق على هذا الموضوع الحساس، وقبل فترة ذكر لي أحد الزملاء أن السبب في هذا التباطؤ هو عدم تعيين الولاة المدنيين حتى الآن، وبالتالي حكومات الولايات التي تعبث ذات الايادي الخبيثة فيها للآن، ولكن حقيقة الأمر أن هناك (تكلَس) في عمل العديد من الوزراء والمسؤولين بسبب التركة المثقلة التي ورثوها، بجانب عدم توفر عامل الخبرة وإستيعاب فكرة (الإستوزار) حتى الآن، ما جعل أمر تفكيك مفاصل النظام البائد في غاية الصعوبة حتى الآن.
فالطيران المدني على سبيل المثال لا زال يعاني من مخلفات الإنقاذ، وذات العقلية (الإستحلابية) مستمرة في إدارة الضرائب والجمارك والمحليات، لم يتغير فيها شئ، السفارات تغيرت، الرؤوس فقط في معظمها بينما اللاعبين الأساسيين في عمليات التجاوز المستمرة لا زالوا في أماكنهم يعيثون فسادا، مؤسسات الدولة الإعلامية حتى الآن ظلت كما هي لم يتغير فيها شئ وبالتالي إستمر الخطاب البائس رغم عمليات التجميل التي تتم هنا وهناك.
شعار لم تسقط بعد يفترض أن يُرفع في جميع ولايات السودان ومؤسسات الدولة، لأن ما نشاهده حالياً لا يقول غير ذلك، هي نصيحة منا نتمنى أن يعيها المسؤولون قبل فوات الأوان، وعندها لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى