رأي

صباح محمد الحسن تكتب:الداء بالدواء مجاناً!!

 

قبل ثلاثة أيام قرأت تحقيقاً للزميل بهاء الدين قمر الدين عن بيع الدواء منتهي الصلاحية، من قبل مواطن بمنطقة الحاج يوسف يبيعه للمواطنين بثمن بخس على طريقة (سوق مفروش) وقال الرجل الذي يعمل في وظيفة طبيب الحي انه يمتلك كل أنواع الدواء لكل الأمراض حتى لو مرض كورونا حديث الانتشار حسب (مبالغته).

والتحقيق كشف بُعداً خطيراً لمانعانيه من غياب كامل للرقابة وان المستشفيات التي كان واجب عليها إبادة كل الأدوية منتهية الصلاحية والتخلص منها بأسرع وقت بدلاً من يكون الحصول عليها سهلاً بهذه الطريقة والرجل البسيط الذي يعمل باحدى المستشفيات يبدو انه ظن انه طبيباً بحكم الخبرة والتجربة وسنين عمره التي قضاها في المستشفى وربما تكون حاجته للمال هي من دعته الى العمل في هذه المهنة ولكن تقع المسؤولية المباشرة على ادارة المستشفى التي ربما لا يكون ذنبها فقط في اهمالها لمخلفاتها ولكن ان يتعدى الذنب الاهمال الى مسؤولية الأرواح التي ربما تزهق بسبب تناول هذه الأدوية المضروبة.

وقد لا يقف جمع الدواء الفاسد عند العقاقير وحسب ولكن ربما تنجح تجارة (عمنا) وتبقى له الرغبة في حقن المرضى ومداواتهم عبر ( الدربات) وغيرها من الأدوية الأخرى شديدة التأثير والخطورة
وتصريح آخر ( زاد الطين بلة) لدكتور الرازي عيسى من قسم الرقابة والإشراف الدوائي، كشف فيه إن التساهل مع شركات الأدوية الخاصة، سمح للبعض بتصنيعها في أم بدة وأحياناً يأتون بها على ظهر “لواري وبكاسي”.

وأقر الرازي بحسب (الصيحة) بأن معظم الأدوية المهربة بعد الفحص كانت عبارة عن (بودرة ساي).
وقال إن الرقابة وحدها ليست كافية، ويجب أن تكون ذاتية من الأطباء والصيادلة، لجهة علمهم بتلك الأدوية الفاسدة، ولكنهم يتعاملون بها، وشدد على أن أية شركة لا تستطيع استيراد الدواء عليها فتح المجال لغيرها.

لذلك يبدو اننا نعاني من خطراً خفياً ربما لا ينتبه له كثير من الناس تجهله أجهزة الإعلام وتغفل عنه وزارة الصحة وغيرها من الجهات والسلطات المسؤولة وان الخطر قد لا يكون داء تخشى وزارة الصحة من انتشاره او تعمل بكل جهدها على محاربته لكن يبدو ان الخطر أصبح دواء تجهله الوزارة والصيدليات، دواء يساعد على انتشار الأمراض بين المواطنين بدلاً عن معافاتهم.
وتبقى شكوى الناس من كل ماهو معروض على الأرض من منتجات غذائية وفاكهة وخضار وغيرها هو أمر مقلق للغاية يحتاج فرض رقابة أكثر وانتباه من الجهات المعنية به لكن ان يصل الأمر الى الدواء فالخطر يحتاج الى استنفار كبير من حماية المستهلك ووزارة الصحة وغيرها حتى لا يتعرض المواطنون الى حالات انتحار جماعي عبر تناول الأدوية المفروشة او المحملة على اللواري .
طيف أخير ….   وظننتك الطب والدواء وماكنت أدري أنك دائي

 

صباح محمد الحسن
صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى