رأي

أسامة عبد الماجد يكتب: تعليمات لا هتافات

٭تعجبني جداً السيرة الباذخة لمرشح الرئاسة الأمريكية لمرتين (2000م) و(2008م) السيناتور الراحل جون ماكين .. الرجل كان ضابطاً بسلاح الجو الأمريكي .. وفي حرب بلاده بفيتنام في الستينيات، أسقطت طائرته بصاروخ ونجح في الهبوط بمظلته وتعرض لإصابات بالغة، حيث كسرت ذراعه وساقة وكتفه وتم أسره لخمس سنوات.
٭وخلال الأسر تم تعذيبه لفترات طويلة .. احتفل ماكين قبل ثلاث سنوات بمرور نصف قرن على أسره .. تعجبني مقولة ظل يرددها باستمرار .. حيث يقول (إن خدمته في العسكرية تمثل شرف كل حياته) .. لم يقتله الصاروخ الذي ضرب طائرته ولكن قتله السرطان .. مكين القوي كان قد طلب قبل وفاته عدم مشاركة الرئيس ترمب في جنازته.
٭الصرامة المعهودة في العسكرية تتجسد في بطل حرب فيتنام .. بالفعل العسكرية شرف .. لا مجال معها لـ(مزايدات) أو (مناورات) .. الطريق إليها كما الصراط المستقيم .. حيث لا عودة أو طريق ثاني .. استغربت للضجة التي أحدثها ناشطون إثر إحالة ضابط صغير ضمن كشف روتيني لضباط الجيش.
٭وكل ذلك سببه أن الضابط المذكور كان له موقف مشهود أبان اعتصام القيادة .. الضجة التي أثيرت وكان الضابط هو من أطاح بالبشير – مع تقديرنا له – .. القضية الآن ليس ذلك الضابط الصغير وموقفه وقت الاعتصام من عدمه .. لكن الأمر سمعة وهيبة القوات المسلحة .لا تجعلوا المدنية تدخل المناطق العسكرية.
٭هل سأل الناشطون عن ذلك الضابط طيلة الأشهر الماضية بالطبع الإجابة (لا) .. لأن هذه مؤسسة لها تقالديها الراسخة والصارمة .. القوات النظامية وعلى رأسها الجيش لا يصلح معها أن يكون ضابط مثار ضجة.
٭ هي مؤسسات قائمة على الانضباط واحترام التراتبية .. الضجة فعل قبيح يأتي به السياسيون .. وذلك بغرض الإثارة لا أكثر .. يكفينا مانشهده من تقليل لهيبة الدولة في كثير من المواقف.. بعضها فيه مساس بمكانة رئيس الوزراء
٭الترقيات والإحالات تحكمها لوائح ومعايير أداء وتفاصيل داخلية دقيقة .. لا ينفع معها أن نحكم عليها نحن المدنيين .. ثم هل يعقل أن تستهدف مؤسسة راسخة وتصون عرض البلاد .. نام حول سورها الشباب آمنين مطمئنين، ضابطاً صغيراً من أبنائها.
٭ إن محاولات إلباس الضابط زي المدنية هو تقليل من شأنه .. فدوره ورسالته تحتلف عن السياسيين .. يكفي الشعار غير المسؤول والمسيئ للقوات المسلحة .. (معليش ماعندنا جيش) .. وكذلك موقف إهانة ضابط عظيم بشارع النيل أيام الاعتصام.
٭ازداد احترامي لابن المؤسسة العسكرية اللواء (م) فضل الله برمة ناصر .. الذي صرح لصحيفتكم (آخر لحظة) حول هذه القضية .. وتجدون حديثه بالداخل .. برمة ورغم أنه نائب لرئيس حزب الأمة .. إلا أنه لم يزايد سياسياً – كما سعى عضو السياي محمد الفكي.
٭ اقتطف بعض مما قاله برمة .. (التقاعد لايستثني الرتب الكبيرة دون الصغيرة .. الإحالة عمل روتيني داخل مؤسسة القوات المسلحة، وقطع بأن الجيش لا يظلم عنده أحد، لأنه من أكثر المؤسسات عدالة وإنصافاً).
٭اعتبروا بمقولة جون مكين.

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة أخر لحظة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى