رأي

عابد سيد أحمد يكتب: أنصفوا العاملين بالدولة

تعجبت كيف لم يرمش جفن لوزير المالية والاقتصاد الوطني د.إبراهيم البدوي وهو يعلن بكل قوة عين فجأة إيقاف زيادة المرتبات في الميزانية.. أعلنها دون مراعاة منه لمشاعر وظروف العاملين بالدولة المطحونين في كل يوم من السوق المعربد على جيوبهم والذي لم يترك فيها خيطاً لم يثقبه.. قالها البدوي وهو يتحدث عن ميزانية كانت قد أجيزت من المجلسين بزياداتها للرواتب.. فأسقطها هو بقدرة قادر بإعلانه، مجحفاً في حق العاملين الذين كانوا ينتظرونها بفارق الصبر.. حرمهم منها وهو الذي يقال إنه يقيم في فندق كورنيثيا بالخرطوم.. فإن صحت رواية إقامته هذه وهو القادم من خارج البلاد بعد سنوات طويلة جداً من الغياب.. فإن أمثاله لن يحسوا بمعاناة العاملين بالدولة مع السوق.. كما أنه أي البدوي.. لم يسبق له العمل موظفاً في بلادنا قبل استوزاره.. ولو فعل لعرف كيف ينتهي المرتب الشهري في أول ثلاثة أيام في ظل الغلاء الطاحن وارتفاع أسعار كل شيء.. حتى الأطباء صار من لا يمتلك ألف جنيه بالتمام والكمال عداً نقداً.. لن يدخل على أي اختصاصي ليسمع شكواه.. وهذا غير تكاليف الفحوصات والصور والأدوية وووو.. والله المستعان. أما الوجبات فأغلب الأسر صارت تكتفي بوجبة ونص في اليوم.. وهذه يقطِّعون فيها أنفاسهم ويريقون مياه وجوهم بالديون.. بجانب ممارسة البراعة الفائقة في تقسيم ربع كيلو اللحم إن وجد إلى أثمان.. وبالطبع لا يعرف وزير المالية كم وصل سعر البيضة الواحدة التي لا تأتي من خارج السودان.. ولا حبة الليمون ووووو.. من ضروريات حياتنا اليومية.. فكل شيء زاد زيادة مهولة وبجنون إلا رواتب العاملين بالدولة ظلت في محلها يا سعادة الوزير وتريد أن تحرمهم منها بعد أن صار بيدك القلم.. فعلتها بعد أن تم حل نقاباتهم التي تلاحق حقوقهم.. والمدهش أن من أوقف الزيادات بعد إجازة الميزانية هو من جاءت به (قحت) التي أعلنت مبكراً انحيازها لزيادة المرتبات.. فالذي يحدث يبعث الحيرة يا حكومة حمدوك التي جاء بها الغلابة ولم تنحز للموظفين الغلابة في أول ميزانية وسارعت بإسقاط الزيادة لمرتباتهم وتركت السوق فينا يسوق.

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة أخر لحظة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى