رأي

أسامة عبد الماجد يكتب: حسن نصر الله السوداني

*الحزب الشيوعي، يده في الماء وليس في النار .. يطلق التصريحات يمنة ويسرة .. وصلت به الجرأة حد التهديد بخدمة ما أسماه مخطط نسف الفترة الانتقالية .. ويرسم رؤية اقتصادية لو جاء الشيوعي الصيني بكل قوته لعجز عن تنفيذها .. دون أن يحدد آلية لتنفيذ مقترحاته.
* لا أعرف سبباً لصمت الحكومة ورئيسها حمدوك إزاء تصريحات الشيوعي .. التي وصلت مرحلة التهديد بإطاحة الحكومة بل الفترة الانتقالية برمتها .. المشهد السياسي يفتقد اللاعبين الكبار من أصحاب الخبرة الطويلة والدربة في السياسة .. هناك حالة من المراهقة السياسية ستضر بالبلاد.. خاصة لو استمر حمدوك (يتبسم) بدلاً من أن (يكشر) في وجه أصحاب الأجندة الحزبية.
* البلاد في حاجة لحسن نصر الله سوداني .. مثل زعيم حزب الله اللبناني.. رغم رأينا الواضح والمناهض للشيعة .. نصر الله حذر مواطني بلاده قبل يومين من أن لبنان قد لا ينجو إذا فشلت حكومته الجديدة .. وحث السياسيين المنقسمين على عدم عرقلة عمل الحكومة في سعيها لمعالجة أزمة اقتصادية ومالية حادة.
*وقال إنه لا جدوى من تبادل السياسيين اللبنانيين اللوم على أسباب الأزمة .. وكان رئيس الوزراء السابق سعد الحريرى اتهم منافسيه بدفع البلاد إلى الانهيار.. وجه شبه كبير بين الأوضاع في بلادنا ولبنان .. الفرق أن الأطراف السودانية تمكنت من تشكيل حكومة .. عدا ذلك فإن لبنان تشهد أزمة مالية هي الأسوأ في تاريخها .. أفرزت أزمة سيولة أدت لتظاهرات .. وتشهد نقصاً حاداً في الدولار، وضعفت الثقة في البنوك .. وارتفعت الأسعار وتفاقمت البطالة.
* الذي يدعو للاستغراب أن تجمع المهنيين والحزب الشيوعي عضوين أصيلين في الحكومة .. وكذلك حزب الأمة .. ومع ذلك جميعهم ضد الحكومة .. ولم يجرؤ أحد من الوزراء ولا الناطق باسم الحكومة للرد عليهم .. على الأقل من رؤية سياسية.. ولا أقصد قمعهم أو ترهيبهم.
* حسن نصر الله قال للساسة اللبنانيين .. (مسؤولية الجميع أن يساعدوا الحكومة وفي الحد الأدنى أن يسمحوا لها أن تعمل.. إذا كانوا لا يريدون مساعدتها عليهم أن لا يحاربوها وأن لا يقطعوا الطريق عليها) .. بالمناسبة لست في موقف المدافع عن حكومة حمدوك لكن مقبولاً أن ينتقده الإسلاميون لا الشيوعيون.
* الأمر (فات حده) .. الحكومة باتت هدفاً مشروعاً للسقوط من شركائها وعرابيها .. لا أدري هل تهديد الشيوعي للحكومة نكاية في خصمهم السياسي الشفيع خضر (المقرب من حمدوك) .. أم أن الشيوعي يخشى من انقلاب عسكري قادم ويحذر منه بطريقة مختلفة ؟.
* أو أن الحزب الشيوعي يخشى سقوط الحكومة عبر الشارع نفسه الذي جاء بها .. وفي هذه الحالة يتخوف من دعوات الإمام الصادق المهدي الذي يبشر كل يوم بـ(الانتخابات المبكرة) .. تلك الفكرة المرفوضة بالنسبة لتجمع المهنيين.. وأيضاً هناك أصوات جديدة تدعو لثورة تصحيحية.. وهي مسألة مقلقة للحكومة وشركائها.
*ومهما يكن من أمر يبدو أن صفوف الحرية والتغيير تخلو من حسن نصر الله.

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة أخر لحظة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى