رأي

عبداللطيف البوني يكتب: حكاوي قبل تل أبيب

(1)
قال كيسنجر رائد النظرية البراغماتية في العلاقات الدولية، لو كان الرئيس المصري أنور السادات عرض علينا مشروع زيارته للقدس وطلب منا أي مقابل لتلك الزيارة، لأعطيناه ما يريد، ولكن بما أنه قام بالزيارة وانتظر منا مقابلاً فلن نعطيه شيئا لأننا لن نشتري ما قدم إلينا مجاناً. عليه سوف تكون مقابلة الفريق البرهان لنتنياهو في عنتبي كارثة وطنية إذا كانت خالية من أية صفقة، وستكون كارثة أكبر لو كانت في إطار الصراع بين العساكر والمدنيين للسيطرة على الفترة الانتقالية، وستكون كارثة الكوارث إذا كان المآخذ عليها أنها تتعارض مع الوثيقة الدستورية التي ثقبت يوم ولادتها.

(2)
نحن في السودان، متعودون على بيع المواقف بالمجان، فكم أرسلنا جنودنا للخارج للموت المجاني تأسيساً على دعاوى زائفة ومبادئ مهترئة, أمسك عندك من إسهامنا في حماية الكويت من عبد الكريم قاسم في ستينات القرن الماضي، مرورا بحروبات فلسطين المتعددة وحرب قناة السويس، وانتهاء بحرب اليمن، والآن جنودنا في ليبيا مع الطرفين حفتر وفائز السراج ليقتل السوداني السوداني في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل اللهم إلا المصالح الفردية، ولكن أكبر بيعة مؤسسية كانت في نيفاشا 2005 فيومها لو طلب السودان قبل التوقيع لبن الطير لأعطي له ناهيك عن الخروج من قائمة الإرهاب ورفع العقوبات وإعفاء الديون.

(3)
على العموم، قد (حدس ما حدس) في عنتبي، عليه يجب العمل على تلافي الأمر وتحويله الى فعل مؤسسي يقف عليه أهل الدراية والمعرفة، وتدرس جدواه جيداً وبعد ذلك نمضي به أو نقطع دابره على حسب مصلحة البلاد العليا . بالطبع كان من المستحيل أن يناقش الأمر بشفافية قبل الوصول إلى عنتبي بحكم طبيعته، ولكن بعد أن (حدث ما حدث) تبقى الشفافية أمرا لازما حتى ولو على نطاق متخذي القرار وأي خلافات على مستوى صناع القرار سوف تعرض المبادر للابتزاز . فطالما أن الفريق البرهان (دق صدره ) وتحمل المسؤولية، فيمكن أن ينحصر ضررها عليه، ويعم خيرها إن أتى منها خير,, ويلا يا أهل المعرفة والدراية فالحصة وطن.

(4)
غدا إن شاء الله سوف نتوقف مع (ركبة الراس) الثانية التي قام بها الدكتور حمدوك في خطابه لمجلس الأمن طالبا حماية السلام تحت البند السادس، لنرى كيف يمكن تحويله الى مبادرة قومية، ثم نختم السلسلة بـ(كبة التعايشي) التي رمى بها من جوبا في اتجاه لاهاي لنرى أين يكون (المثول) . وفي هذا الأثناء يمكن ان نحكي قصة الدكتور المتعافي مع القطن المحور، فالمعروف أن الصينيين قاموا بإدخال القطن المحور في مشروع الرهد خلسة دون اتخاذ أية خطوة من الخطوات التي تفرضها قوانين البلاد لدخول المحاصيل الجديدة، فقامت الدنيا، ولكن وزير الزراعة يومها أخضع الأمر لدراسة لاحقة، فعرض الأمر على المؤسسات المناط بها التصديق فثبت أنه مفيد ولن يضر فتم تقنينه، فكانت ثورة القطن الحالية، وبمناسبة الزراعة نبشركم بإنتاجية عالية لموسم القمح (2020 ) رغم التعثر الذي بدأ به الموسم، كما نرحب باستئناف صادر الماشية للسعودية في الأيام القادمة، ونرحب كذلك بعودة العون التنموي الألماني الذي أعلن بمناسبة زيارة حمدوك الأخيرة لألمانيا، ويلا أفرحوا شوية واطلعوا من الإحباط دا.

 

 

 

 

 

 

صحيفة السوداني

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى