تحقيقات وتقارير

الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية تعلنان تمديد التفاوض وأنباء بقبول الثورية تعيين الولاة والمجلس التشريعي

في وقت ينتظر فيه الداخل السوداني والخارج التوقيع على السلام الشامل وفق ماتم الإعلان عنه- الرابع عشر من فبراير الجاري أعلنت الحكومة الإنتقالية تمديد التفاوض لثلاث أسابيع أخرى قد تزيد، فما هي القضايا التي دعت إلى هذا التمديد وهل هناك عراقيل تقف أمام عملية السلام التحدي الأهم للمرحلة الإنتقالية، ومن السبب في هذه العراقيل أم أنها ظروف المفاوضات الطبيعية والتي تقبل التمديد في أي لحظة؟

تمديد التفاوض
اتفقت الحكومة الإنتقالية و الجبهة الثورية أمس (الأحد) على تمديد مفاوضات السلام فى جوبا لمدة 3 أسابيع، قابلة للتجديد، ووقع إتفاق تمديد مهلة مفاوضات السلام في جوبا مساء أمس عن الحكومة الإنتقالية عضو مجلس السيادة الانتقالية، محمد حسن التعايشي، وعن الجبهة الثورية الدكتور جبريل ابراهيم وعن الوساطة فى دولة جنوب السودان، عضو لجنة الوساطة وزير الكهرباء ضيو مطوك، الإتفاق نص على تمديد فترة سريان المفاوضات لمدة 3 أسابيع، قابلة للتجديد، لتبدأ فترة التمديد من أمس 16 فبراير، حتى 7 مارس المقبل، على أن تتم معالجة موضوع تعيين الولاة، وتشكيل المجلس التشريعي، خلال الأسبوع الأول من مدة التمديد، وذلك دون المساس بسير عملية التفاوض فى مسارات التفاوض المختلفة.

حوجة للتمديد
الوساطة الجنوبية من جانبها كانت قد أعلنت عن تكوين لجنة رباعية من الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية لتحديد المدة التي تمكنهم من تكملة بقية القضايا والوصول الي سلام شامل ، وقال عضو فريق الوساطة ضيو مطوك أمس الأول (السبت) إن الغرض من الاجتماع مناقشة البند الخاص بسريان التفاوض بمنبر جوبا الذي انتهي أجله بحلول الرابع عشر من فبراير الجاري، مضيفا لقد لاحظنا إننا في حوجة الي فترة زمنية لتكملة بقية الملفات، وأن الأطراف قطعت 70 في المائة من القضايا بالمسارات.

وأكد محمد حسن التعايشي عضو المجلس السيادي في تصريح صحفي عقب إجتماع وفد الحكومة بالجبهة الثورية أن هناك حوجه لتمديد فترة التفاوض، مشيرا إلى أن هناك رغبة مشتركة بضرورة إتاحة الفرصة لتكملة ما تبقي من الموضوعات قيد النقاش، موضحا أنها ليست كبيرة وأن الأطراف ناقشت معظمها إلا أنه تبين الحوجة إلى زمن اضافي، منوها إلى انه ليس زمنا طويلا لأن القضايا المتبقية ليست كبيرة، وإلى أن الزمن المتفق عليه معقول ويعطي مؤشرات للشعب السوداني بأننا علي وشك الوصول إلى إتفاق سلام شامل، ويؤكد لشركائنا أننا جادون للوصول إلى إتفاق سلام في وقت قصير، ويعطي إشارات إجابية للوسطاء بجدية ورغبة الأطراف في الوصول الي سلام، خاصة في ظل الأجواء الإيجابية التي تسود أروقة التفاوض، من جانبه قال الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية احمد تقد لسان إن التفاوض في جوبا يرتبط بفترة زمنية محدده إنتهى أجلها، موضحا أن النقاش خلال الإجتماع كان إيجابيا في المحتوي وتبادل الأفكار، مؤكدا أن الموضوعات قطعت شوطا كبيرا في المسارات كافة وتم التوصل إلى تفاهم في أكثر من (70%) من القضايا المطروحة للنقاش، مما حتم ضرورة تمديد الفترة الزمنية لتكون كافية لحسم القضايا المتبقية.

الولاة والتشريعي
في الأثناء راجت الأنباء عن موافقة الجبهة الثورية على تعيين الولاة وتشكيل المجلس التشريعي بعد رفض طويل من الثورية لذلك، فهل وافقت الحركات بالفعل على هذا البند في سير عملية التفاوض مثلما حدث من قبل وتم قبول جوبا منبرا للمفاوضات مع وساطة جنوب السودان بعد رفضها بمبرر أن جوبا ليس لديها ماتملكه من دفع متطلبات السلام؟

لم نتفق
صالح منصور رئيس مكتب حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي بالقاهرة والقيادي بالحركة أكد أنه لم يتم الاتفاق حتى الآن على تعييين الولاة وتشكيل المجلس التشريعي. وقال منصور لـ (اليوم التالي) إنه كان من المفترض التوقيع على السلام الشامل في الرابع عشر من الشهر الجاري، إلا أنه تم التمديد لثلاث أسابيع قابلة للزيادة، مضيفا أنه مازال متبقيا ملفي السلطة والترتيبات الأمنية في مسار دارفور، وهي ملفات دقيقة ومن الصعب التكهن هل ستنتهي في غضون الثلاث أسابيع أم سنحتاج إلى وقت إضافي، مستدركا في الوقت نفسه مؤكدا لو خلصت النوايا في تحقيق السلام يمكن أن يتم ذلك في فترة وجيزة جدا، واصفا مسألة تعيين الولاة بمجرد تغيير زي، متسائلا مالفرق بين الوالي الذي يرتدي زيا مدنيا أو عسكريا، لافتا إلى أن قوى إعلان الحرية والتغيير تريد أن تُمكن نفسها بمعنى إزالة تمكين بتمكين آخر، مجددا رفض الحركات لهذا التمكين،

وقال نتحدث عن الخدمة المدنية العامة ولكن الحرية والتغيير تريد أن تمكن أحزابها، مضيفا مشكلتنا مع السياسين وليس مع الموظفيين العاديين حتى لو كانوا منتميين للمؤتمر الوطني، وزاد من حق هؤلاء الموظفيين العمل في وظائفهم ولن نقبل بالتمكين، ولا نريد نفس أفعال المؤتمر الوطني في السابق ولن نكرر أخطاؤه مرة أخرى، متهما الحرية والتغيير بأنها وجه آخر للمؤتمر الوطني، وأنهم يريدوا أن يكونوا حكام للأبد بالإستيلاء على مفاصيل السلطة بدون وجه حق، وقال عليهم إذا أرادوا ذلك أن يأتوا بالإنتخابات وليس بالتمكين. وعن وفد الحرية والتغيير الذي التقى الحركات بجوبا وماذا تم النقاش بينهم قال إن هذا الوفد لم ينضم لوفد الحكومة المفاوض ولن ينضم، مضيفا ناقشنا معهم إننا نريد لهيكلة تستوعب 40% من الشباب ولجان المقاومة ولكنهم رفضوا ذلك وعادوا للخرطوم،

 

وتابع أن الحرية والتغيير شكلت المجلس السيادي ومجلس الوزراء ولم يفعلوا أي شئ والإقتصاد التحدي الأهم إنهار بزيادة، وقال نحن نرفض كل مايقومون به ونريد أن نبدأ بداية صحيحة ونرى أنهم غير مؤهليين لهذه المسؤولية، منوها أن عبد العزيز الحلو رئيس قطاع الشمال يلعب لصالح الشيوعيين في هذه المرحلة وأن عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان يلعب أيضا نفس الدور، وقال إن الوساطة تبذل قصارى جهدها لتحقيق السلام ولكنها مغلوبة على أمرها وليس لديها مقدرة على الضغط على الحرية والتغيير.

السلام أولوية
وكان قد إلتقى وفد (قناديل السلام) لحركة العدل والمساواة الذي يزور الخرطوم هذه الأيام برئاسة نائب رئيس الحركة آدم موسى حسبو نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو (حميدتي) بمكتبه بالقصر الجمهوري الأسبوع الماضي. وقال محمد شرف رئيس مكتب الحركة بالقاهرة وعضو الوفد لـ (اليوم التالي) شرحنا لحميدتي أهداف زيارة الوفد للبلاد، مضيفا جئنا نبشر بالسلام في مدن وولايات السودان المختلفة لشرح رؤية الحركة في إطار الأهداف القومية، والعمل على رتق النسيج الإجتماعي وشرح رؤيتنا لسودان مابعد السلام، وتابع طالبنا من حميدتي أن يحث الأجهزة المعنية بالدولة باطلاق سراح أسرى الحركات وكافة المعتقليين السياسين لتهيئة المناخ للسلام، وقال كما ناقشنا معه الأزمة الإقتصادية وأولويات المرحلة الإنتقالية والقضايا التي تمس حياة الناس والحريات ورفع العقوبات والسلام، لافتا إلى أن هناك أطراف داخل الحكومة تعمل على إعاقة عملية السلام،

 

وقال إن ذلك ليس في مصلحة السلام الشامل. مضيفا أن حميدتي من جانبه أكد للوفد أن السلام أولوية للحكومة والمجلس السيادي، وأن قضية السلام يتولاها بنفسه، وزاد حميدتي طمأننا بالوصول إلى السلام في وقت قريب، وأن الحكومة راغبة في تحقيق ذلك وعندها جدية وسوف تقدم كل التنازلات الممكنة لتحقيق ذلك، وقال حميدتي طالبنا بالتحلي بالمرونة والتوافق بأعجل مايمكن، موضحا أن الوفد في زيارته الجارية للسودان يريد أن يرسل رسائل لكل القوى السياسية والجميع بأن موافقنا تصالحية ولنا رؤية للحرب والسلام والعلاقات الدولية والمصالحات الإجتماعية.

لم تعلق
على صعيد المفاوضات مع عبد العزيز الحلو نفى وفد الحكومة تعليق التفاوض مع الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو، مؤكدا إلتزام الحكومة بجدول التفاوض، الذي تحدده الوساطة مع الحركة، وقال بيان صحفي باسم الناطق الرسمي لوفد الحكومة المفاوض محمد حسن التعايشي الأسبوع الماضي التزام الحكومة بجدول التفاوض، وقال البيان إنه لم يتم تعليق التفاوض بين الحكومة وحركة الحلو، ولا تزال الحكومة ملتزمة بجدول المفاوضات، الذي تحدده الوساطة مع الحركة الشعبيةهاجم نائب رئيس وفد الحركة الشعبية للتفاوض بجوبا د. محمد جلال هاشم، وفد التفاوض الحكومي، واتهمه بالدفع بالمفاوضات لطريق مسدود. في وقت هاجم فيه نائب رئيس وفد الحركة الشعبية للتفاوض بجوبا محمد جلال هاشم وفد التفاوض الحكومي، وإتهمه بالدفع بالمفاوضات لطريق مسدود، إعتبر فيه هاشم خلال حديثه عن كواليس منبر جوبا للتفاوض بـ (طيبة برس) أمس الأول (الجمعه) أن الوفد لا يمتلك الخبرة الكافية أو لا يمتلك الإرادة السياسية لتحقيق السلام، وكشف هاشم أن أطراف التفاوض اتفقت على كل البنود،

 

لكن الحكومة تمسكّت بحذف تقرير المصير من إعلان المبادئ واستبدالها بوحدة سيادة الدولة، فيما أبدت مرونة مع علمانية الدولة مع رفض التسمية، وأشار لمقترح قدمه وزير العدل لمعالجة الخلاف بشأن العلمانية يسمى (مبدأ الدولة غير المنحازة)، ووجد القبول من الحركة لكنها تمسكّت بحق التسمية فقط، ورأى هاشم أن المكون العسكري من وفد الحكومة يُعتبر الإسرع في إتخاذ القرار بالمنبر مقارنة بالمكون المدني، وقال إنهم في أول جلسة أعلنوا الموافقة على طلب المفاوضين من الحركات في خمس دقائق وذلك ما عجزت الحكومة السابقة في الاتفاق عليه في تسع سنين.

 

القاهرة: صباح موسى

صحيفة ( اليوم التالى)

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى