رأيمحمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: وكان تعب منك جناح في السرعة زيد!!

(1)
• الشاعر ابن زريق البغدادي (المتوفي سنة 342 هـ / 1029م) والمغترب من بغداد إلى الأندلس كتب قصيدة واحدة وجدت معه وهو ميتاً وهي تعتبر أشهر قصيدة حب ولوعة واغتراب في الشعر العربي.
• ابن زريق البغدادي لم يستبن النصح من زوجته التي رفضت هجرته للاندلس، فكتب لها بعد أن صدم في مهجره وخاب رجاءه:
لا تَعـذَلِيـه فَإِنَّ العَـذلَ يُـولِعُـــهُ قَد قَلتِ حَقـاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَـعُـهُ
جـاوَزتِ فِي لومـه حَـداً أَضَـرَّ بِـهِ مِن حَيـثَ قَـدرتِ أَنَّ اللوم يَنفَعُـهُ
فَاستَعمِلِـي الرِفـق فِي تَـأِنِيبِـهِ بَـدَلاً مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
• الآن علينا أن نستعمل (الرفق) مع الحكومة الانتقالية – مع كل إخفاقاتها التي تبدو ظاهرة للعين – تحاشياً للضرر الذي يمكن أن يصيب الثورة اذا كان اللوم قاسياً على الحكومة.
• عشان الورد يستقي العليق.
(2)
• من السهل أن نتخذ أقصر الطرق الى قلوب القراء، ونتوافق مع الشارع السوداني في انتقاد الحكومة الانتقالية على (الأزمات) التي ظهرت واستفحلت في الفترة الأخيرة، ولكن ذلك لن يقودنا إلّا للمزيد من الأزمات والخسائر.
• تجنباً للإحباط والتثبيط، سوف نتجنب بقدر الإمكان في هذا التوقيت الحرج انتقاد الحكومة الانتقالية ونحن نعلم الذين يتربصون بالحكومة من أجل إجهاض ثورة ديسمبر المجيدة وإفشالها. كثيرون تكمن مصلحتهم في أن ينتهي التقدير لأعضاء حكومة الثورة بـ (لم ينجح أحد)– بما في ذلك دول المحور الإقليمي – التي تعلم أن الترقي بالحريات والتقدم بالشفافية يضرب عصب سلطتها.
• علينا أن نعلم أن الشهداء الأماجد قدموا أرواحهم لفجر قادم هم ليسوا جزءاً منه. إن فعلوا ذلك دون أن يخلِّدوا مواقفهم تلك بصور (السيلفي). لماذا نحن نضنِ على فجر الخلاص وعلى أعظم ثورات العالم بالتكاتف والتعاضد والصبر؟.
• قابلوا الأزمات بصدر رحب، لن نبخل على الثورة بالوقوف في الصفوف، وبتحمّل المزيد من الأزمات والعقبات، طالما أن طريق الخلاص يمر بتلك الأزمات.
• ربما يكون العلاج الأمثل لهذا الداء، هو أن نتعامل بوصية صلاح أحمد إبراهيم الناجزة في الطير المهاجر (وكان تعب منك جناح في السرعة زيد).
• يا لعبقرية صلاح عندما جعل مداواة التعب بالعمل والسرعة والإنجاز، لا بالركون والخضوع والانتكاس. عودوا الى عصارة الشهيد عبد العظيم (عظمة): (تعبنا يا صديقي ولكن لا أحد يمكنه الاستلقاء أثناء المعركة)..قالها ورحل!. هل تبحثون عن الراحة الآن في طلمبات الوقود وصفوف الرغيف؟!.
(3)
• ثورة ديسمبر المجيدة، لولا وعيها الكبير وسلميتها العظيمة، ما كان لها أن تتجاوز (المطبات) التي وُضعت لها.
• الخطر على الثورة الآن من أبنائها بما ينشرونه من إحباط ويأس.

• كان في الإمكان أن تجرف الثورة، وأن يحمل كل مواطن بقجته فوق رأسه، لولا أن هذا الشعب جُبّل على السلامة والوعي والإدراك.
• كثيرة هي الامتحانات التي تعرضت لها الثورة، بعد فض الاعتصام. ولم يتخيل أحد أن تقف هذه الثورة على قدميها من جديد.
• تمرد هيئة العمليات، إزالة التمكين، وتفكيك نظام 30 يونيو، زواحف (الغش) الأخضر، لقاء البرهان برئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، كل هذه الأشياء كانت كفيلة أن تجرف هذه الثورة.
• عبرنا كل هذه المنعطفات بنجاح منقطع النظير، بقي أن نعبر الأزمة الاقتصادية إن نجحنا في ذلك، وسوف تكون الحكومة الانتقالية اكتسبت أكبر مناعة ضد الانزلاق والهوان والكيزان.
• المطب الاقتصادي الآن يختبر قدرات الشعب السوداني على التحمّل، ويختبر كذلك قدرات الحكومة الانتقالية في التعامل مع الأزمات والحلول.
• علينا أن نعلم أن هذه الحكومة لا تدير محل للمناسبات ولا هي تشرف على صالة للأفراح.
• محاولة أن نخلق حكومة بدون أزمات هو مثل محاولتنا لأن نجعل السمك يعيش بعيداً عن المياه.
(4)
• بِغِم /
• الكيزان قنعوا من كتائب الظل وقنعوا من تيار دعم الشريعة الإسلامية.
• وقنعوا من الزحف الأخضر.
• وقنعوا من الانقلابات العسكرية.
• وقنعوا من هيئة العمليات في جهاز الأمن والمخابرات.
• تركيز الكيزان وأملهم وعشمهم انحصر فقط في صف الوقود وصف الرغيف.

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى