رأي

أسامة عبد الماجد يكتب: الباب الأخير

*الذي يلاحظ للأوضاع الاقتصادية الشديدة الوطأة على المواطن يلحظ أنها أكثر سوءًا مما كانت عليه في حقبة النظام السابق .. وهذا ما يزيد من وتيرة القلق .. ويدفع الجميع بلا استثناء عن أثر التغيير الذي لم يحدث .. والمؤكد أن التغيير لا يكون بين يوم وليلة .. كما أن قلة خبرة وتجربة عناصر الحكومة لها أثر أيضاً.
* وإجمالاً لكل ذلك فإن طرق أبواب إسرائيل كان هو الباب الأخير أمام الحكومة .. ملخص نحو ثلاث ساعات أمضيناها مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان كانت تشئ بذلك .. البرهان كان يتحدث بلغة المصالح.
* هي لغة جديدة على المسؤولين السودانيين .. ظللنا نتعامل منذ ما قبل الاستقلال بكثير من المثالية .. التي لم توفر لنا خبزاً أو وقوداً .. حوار البرهان ونتنياهو كان على منوال (تديني شنو وأديك شنو؟) .. واضح أنه ليس لدى الحكومة ما تخسره أن مضت نحو التعاون والتنسيق مع إسرائيل أكثر مما هي عليه الآن.
* لم يحدث انفراج خارجي في العلاقات .. لم تتطور الصلات مع الولايات المتحدة ولم يتم بدء الحوار الثنائي في نسخته الثانية .. بل أوصدت واشنطن الباب الشعبي الواسع الذي كان يدخل عبره السودانيون إليها (اللوتري).. أما الخليج فقد أصبحت يده مغلولة إلى عنقه.
* قد يكون كل ذلك الضيق تم بطريقة ممنهجة من الخارج حتى ييمم السودان شطره صوب تل أبيب .. لكن الخطوة جريئة – لقاء نتنياهو – وكلفتها عالية .. وكما قلت لا يبدو أن للبرهان ما يخسره الآن .. ويشعر وكأنه في ملعب في الزمن الإضافي ولم يتبقَ إلا القليل.
* طرق الباب الأخير يجب أن يكون من ورائه فوائد حقيقية يتلمسها الشارع وفي أقرب فرصة .. والإنقاذ نفسها على قول الوزير الركابي (طرقت كل الأبواب بالصاح والكضب) .. لو لم تتلاشَ الصفوف ومع دعوات التطبيع .. قد يتمنى الشارع أن يكون في وضع غير ما هو عليه الآن .. وقد يذهب الخبثاء إلى أننا نقصد الحقبة السابقة فهذا ليس ما ذهبنا إليه.
* الأوضاع مهيأة للتغيير لو ظلت الحكومة في حالة التراخ التي هي عليها .. البرهان يتحدث الآن عن مصالح ليس مع إسرائيل .. لكنه يرى أن تل أبيب هي المرآة التي يراك من خلالها العالم .. وأنك لست بغريب عن الأسرة الدولية.
*التقارب مع إسرائيل كان مفاجئاً .. وإن شئنا الدقة لم يكن مستبعداً ولكن جاء مبكراً .. لكن الوصول إلى تل أبيب هو المعبر إلى واشنطن .. قدمت الخرطوم حتى الآن الكثير من خلال لقاء عنتبى .. وتنتظر الحوافز رغم أن التاريخ يقول لم يجنِ السودان سوى السراب من كل الوعود.
* الجنرال البرهان يخوض الآن معركة الاقتصاد رغم أنها معركة الجهاز التنفيذي .. لكنه يعلم يقيناً أن المركب حال غرقت لا تغرق بحمدوك ورفاقه وحدهم .. لكنها البحر سيبتلع البرهان ومن قبله حميدتي.
* ومهما يكن من أمر فإننا سنكون في انتظار أن يفتح الباب الذي طرقه البرهان وبقوة .. لنرى ما وراءه.

 

 

 

 

 

صحيفة أخر لحظة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى