الفاتح جبرارأي

الفاتح جبرا يكتب: عذبتوووونا !

لم تكن هذه الثورة الظافرة حينما صادمت وضحت وإقتلعت ذلك النظام الباطش الفاسد من جذوره تستهدف مجرد (إقتلاع) القوم ونظامهم البغيض ، بل كان ولا يزال هدفها تحقيق تغيير جذرى شامل في الأوضاع كافة ، وفي سبيل هذا التغيير المنشود (بعد أفول نظام سرطاني ظل يحكم 30 عاما) كان لابد للثورة من التعامل مع المشكلات التي خلفها ذلك النظام بحلول جذرية تضع لها نهاية عن طريق البتر و (التدخل الجراحى) لإزالة كل تلك المشكلات لا عن طريق (أنصاف الحلول) التي ماهى إلا مسكنات، تخفف الألم ولا تعالج المرض.
والمتتبع للأسف الشديد لمسار هذه الثورة يجد أنها تتعامل بمبدأ إنصاف الحلول (ومرات أرباعها) في كل المشكلات والتركات المثقلة التي ورثتها من (الإنقاذ) البائدة مما جعل هنالك حالة من الإستياء العام لدى كافة طبقات الشعب !
ولو تركنا نهج التعامل مع المشكلات عن طريق (أنصاف الحلول) الذي تدار به الثورة حالياً لوجدنا أن الوضع أقرب إلى تعرض الثورة للخيانة، والغدر، والإختطاف من قبل الجالسين على رصيف السياسة هؤلاء الذين ينحرفون بالثورة عن أهدافها ولا مانع لديهم البتة من مهادنة (النظام المخلوع) والتعامل مع رموزه وهذا هو موضوع هذا المقال !
فبينما يراقب (الناس)عن كثب التعيينات (المشبوهة) التي تجرى في مفاصل الدولة الرئيسة كوزارة المالية والخارجية لشخصيات محسوبة على النظام المدحور ، وفي ظل هذا (اللعب المكشوف) بمكتسبات الثورة والإستهانه الواضحة بداماء شهدائها تأتينا الأخبار بأن رئيس وزراء (سلطتنا الانتقالية) قد إلتقى بمكتبه بمجلس الوزراء قبل أيام بالدكتور غازي صلاح الدين العتباني ، وهذا بكل المقاييس يعتبر تراجعا عن اهداف الثورة ، فالدكتور غازي وإن أختلف مع (سياسيات) أصحابه آخر سنوات حكمهم البغيض إلا أنه يعتبر احد رموز النظام السابق ، وأحد الذين شاركوا في معظم موبقاته خاصة في أيامه الأولى والقوم يوطدون لأركان حكمهم البغيض !
لقد كان (غازي) أحد أركان هذا النظام الذي اذاق شعبنا الويل خلال 30 عاما وأحد الذين خططوا ونفذوا ذلك الإنقلاب وما ترتب عليه من جرائم يندى لها الجبين ، لم يطلب غازي المغفرة والصفح والغفران من هذا الشعب ولم يبد أي ندم على ما إقترفه وجماعته من إنتهاكات طالت الأرواح فبأي حق يتم إستقباله بواسطة رئيس الوزراء الذي جاءت بعه ثورة مهرها أبناؤنا بدمائهم وأرواحهم الذكية؟
إن ما فعله (غازي) وأصحابه لا يسقط بالتقادم والشعب (لن ينسى) ولن (يغفر) لذا يجب على السيد (رئيس الوزراء) الاعتذار لهذا الشعب عن هذا اللقاء (الغير مقبول) والذي يعتبر تراجعا مخلاً ومخجلا عن اهداف الثورة الظافرة التي قادها شبابنا لمحاسبة أعضاء هذه (العصابة) التي أفقرت الوطن وشردت أهله وأهانت كرامة مواطنيه وظلت تنهب ثرواته لثلاث عقود من الزمان !
أليس غريباً وعجيباً أن نسمع بأن لجنة التحقيق التي كونها النائب العام، مولانا تاج السر الحبر، قد أصدرت أمراً بإلقاء القبض في مواجهة مدبري ومنفذي إنقلاب 30 يونيو 89 المشؤوم وفي ذات الوقت يقوم رئيس الوزراء بلقاء أحد أعمدته ومنفذيه؟ (ياتو ثورة بتعمل كده؟) … عذبتونا ياااخ .. هات الحبوووب يا ولد !!
كسرة :
بكرة قولو لينا حمدوك قام بلقاء (الطيب سيخة) !!
كسرثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
• أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)

 

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى