تحقيقات وتقارير

سودانيون يتظاهرون ضد ما أسموه تضليل شركة “بلاك شيلد” الإماراتية..والشركة تنفي الإدعاءات المتعلقة بالخداع أو التمويه .. أين الحقيقة؟

وصل إلى العاصمة الخرطوم، مساء الثلاثاء، عشرات الشباب السودانيين الذين تعاقدت معهم شركة خدمات أمنية إماراتية خاصة قبل إرسالهم إلى ليبيا، ما اعتبروه إخلالاً بالتعاقد، وبينما احتج مئات من ذوي الشباب أمام وزارة الخارجية ووعدت الأخيرة بالعمل على معالجة الأمر.

ونشر نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لمجموعة من الشباب وهم يستعدون لمغادرة منطقة “راس لانوف” في ليبيا، وعددهم 275 سودانياً تعاقدت معهم شركة “بلاك شيلد” للخدمات الأمنية في الإمارات واضطرت فيما يبدو تحت ضغوط الأسر السودانية إلى إعادتهم.

و”راس لانوف” مدينة سكنية صناعية شمالي ليبيا، وهي مقر مصفاة نفط رئيسية.
كما وصل الخرطوم ظهر الثلاثاء، 50 من الشباب السودانيين كانت الشركة الأمنية تخضعهم للتدريب في مخيم “غياثي” بالإمارات، وتوجهوا مباشرة إلى السفارة الإماراتية بالخرطوم حيث قرروا الاعتصام هناك للمطالبة بإنصافهم.
وتجمع عدد كبير من ذوي الشباب الذين غادروا للإمارات قبل أشهر، أمام وزارة الخارجية في الخرطوم الثلاثاء ورددوا هتافات، وحملوا لافتات مكتوب عليها، “أولادنا لا للبيع”، “من أجل كرامتنا قامت الثورة”، فلذات أكبادنا ليسوا بمرتزقة”.
واستمرت هذه الاحتجاجات لليوم الثاني على التوالي بعد أن نظم الأهالي وقفة أمام السفارة الإماراتية في الخرطوم.
وناقش مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري، برئاسة عبد الله حمدوك، أمس الأربعاء، قضية الشباب السودانيين الذين تعاقدوا مع شركة بلاك شيلد الإماراتية.

وأوضح وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، فيصل محمد صالح في تصريحات صحفية، أنه تم تكوين غرفة عمليات خلال الأيام الماضية ضمت ممثلين للجهات ذات الصلة بهذه القضية، مبيناً أن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية راجعت هذه العقود ووجدت أنها ملتزمة بكل الإجراءات القانونية المعتادة في كل العقود الخارجية، مشيراً إلى أن هؤلاء الشباب وقعوا على تلك العقود وذهبوا لدولة الإمارات وهناك عرضت عليهم الشركة عقدين مختلفين، عقد كحراس أمن للعمل في الإمارات، وآخر للعمل كحراس أمن في مناطق بترولية خارج الإمارات منها ليبيا.

وقال فيصل إن بعضهم قد وافق والبعض الآخر فضل العمل في الإمارات، وأوضح أنه بعد ذلك تلقت الدولة عبر أجهزتها المختلفة شكاوى من الأسر بفقدان التواصل مع أبنائهم، مبيناً أن غرفة العمليات أجرت اتصالات مع السلطات في دولة الإمارات عبر وزارة الخارجية إلى جانب أن وزارة العمل تواصلت أيضاً مع وكالات الاستقدام لمراجعة العقودات وتم التواصل مع الشركة أيضاً.

وأشاد الوزير بالتعاون الكبير الذي وجدته الأجهزة الحكومية من السلطات في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف، “بعض الشباب قد عادوا إلى البلاد وأن غرفة العمليات لا تزال تواصل عملها وتعمل بتنسيق كامل وتتواصل مع الأسر ومع السلطات في دولة الإمارات وسيتم إنجلاء الأمر قريباً”.

بينما قالت وزارة الخارجية السودانية، إنها تتابع عن كثب مع مختلف الجهات بالدولة استخدام إحدى الشركات الخاصة بدولة الإمارات مواطنين سودانيين للعمل كحراس أمن دون الالتزام لاحقاً، كما ورد في إفادات أسر المواطنين، بعقود العمل ما أدَّى لأن ينقل بعضهم بواسطة الشركة للعمل في بعض مناطق النفط بليبيا.
وأكدت في بيان الثلاثاء، حرصها مع الجهات ذات الصلة على العمل من أجل تأكيد سلامة السودانيين العاملين بالشركة و”بذل الجهود المكثفة لطمأنة ذويهم”.

وأضافت، “كما تؤكد إيلاء الأمر الأهمية القصوى بما يحافظ على عزة وكرامة الوطن وشعبه، والسعي لاستعادة حقوق المواطنين المتأثرين وعودتهم لأرضهم وذويهم، متى ما ارتضوا ذلك”.
ونوهت الخارجية في بيانها إلى أن كل من السودان والإمارات يتفقان على أن الأمر “لن يؤثر على العلاقات المتميزة والتعاون القائم بين البلدين”.

ونظمت أسر سودانية، الأحد الماضي، وقفة أمام السفارة الإماراتية بالعاصمة الخرطوم، احتجاجاً على إرسال شركة إماراتية عشرات الشباب السودانيين إلى اليمن وليبيا بعد تعاقدها معهم كحراس أمنيين في الإمارات.
وانتظمت وسائل التواصل الاجتماعي حملة ضد شركة “بلاك شيلد” للخدمات الأمنية ومقرها الإمارات، في أعقاب تداول شهادة لشاب تمكن من مغادرة موقع التدريب قال فيها إن الشركة وضعتهم في معسكر مغلق وحرمتهم من الاتصال بذويهم لثلاثة أشهر قبل أن تخيرهم بين الذهاب للعمل في ليبيا أو اليمن.

وفي بيان منسوب إلى “بلاك شيلد”، قالت الشركة إنها تعمل في حراسات أمنية خاصة، ونفت الإدعاءات المتعلقة بالخداع أو التمويه أو التضليل أو الإجبار لأي من العاملين لديها بخصوص طبيعة العمل أو نظام العمل أو موقع العمل أو العاملين لديها.
وذكرت الشركة الإماراتية إنها، “ملتزمة التزاماً قانونياً وإجرائياً وأخلاقياً بكافة المعايير المهنية والمتوافقة مع الأنظمة القانونية المعمول بها في إطار إجراءات التوظيف وتحديد المهام، ومستوى الخدمات التي يتم تقديمها”.

وأضافت، “وتؤكد حرصها على مبدأ الشفافية الكاملة مع كافة منتسبيها والمستفيدين من خدماتها وفق عقودها المبرمة، وبالتالي فإنه لا يتم استقطاب أو توظيف أو تحديد موقع تقديم الخدمات إلا بالاتفاق التعاقدي المبرم مع كافة منتسبي الشركة بمعرفتهم الكاملة وموافقتهم التامة مع احتفاظ منتسبي الشركة بحقهم القانوني بالرفض أو القبول تبعاً لذلك”.
وأكدت الشركة أن كافة خدماتها المقدمة ذات طبيعة خدمية، من ضمن نشاطاتها التجارية وفق الأطر القانونية المتعارف عليها وفق أفضل الممارسات العالمية، وبأنه “ليست لديها أي خدمات أو ممارسات أو ارتباطات أو أعمال ذات طبيعة عسكرية أياً كان نوعها”.

وطالبت أسرة سودانية، الجمعة الماضية، الحكومة الانتقالية بالتدخل لإعادة ابنها من دولة الإمارات بعد حجزه في معسكر تدريب عسكري لمدة 3 أشهر، عقب “خداعه” مع مجموعة أخرى للعمل في وظائف حراسات أمنية.
ونقلت قناة “الجزيرة مباشر”، الجمعة الماضي، عن عبد الله الطيب يوسف، شقيق أحد السودانيين بالإمارات قصة عشرات السودانيين ممن تعرضوا للخداع للعمل في وظائف حراسات أمنية، قبل أن يتفاجأوا بالدفع بهم في معسكرات تدريب عسكرية لـ 3 أشهر.

وقال عبد الله، “أخبرني شقيقي أنه تم تدريبه في الإمارات على السلاح الثقيل، وتم تخييره بالسفر إما إلى ليبيا أو إلى اليمن، بعد عرض أموال مجزية عليه”، مطالباً بإعادة شقيقه إلى الخرطوم.
ونشرت منصة “واكب” السودانية عبر موقع “تويتر”، نماذج من عقود عمل بصفة حراس لسودانيين في الإمارات، قبل سحب هواتفهم.

وأثارت مناشدة الأسرة السودانية تفاعلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار فيديو لـ “عبد الله الطيب يوسف”، وهو يناشد السلطات السودانية الوقوف إلى جانبهم.
وفي 25 ديسمبر الماضي، نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريراً عن “تورط” دولة الإمارات في تمويل نقل مرتزقة للقتال في ليبيا.

وأوردت الصحيفة أن أفواجاً من المرتزقة السودانيين وصلوا مؤخراً إلى ليبيا، في موجة جديدة للقتال إلى جانب قوات الشرق الليبي التي يقودها خليفة حفتر حليف أبو ظبي.

وتشن قوات حفتر، منذ 4 إبريل الماضي، هجوماً متعثراً للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة الليبية.
وأجهض هذا الهجوم جهوداً كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة النزاع الليبي.

بهرام عبد المنعم
صحيفة اليوم التالي

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى