رأي

عثمان ميرغني يكتب: مطلوب مجرد “تغريدة” لا أكثر..

إذا انقضى شهر يناير هذا (والذي تبقى فيه يومان فقط) دون قرارات كبيرة، فإنَّ العام 2020 يرفع الراية البيضاء قبل أن يبدأ.. فهو ليس مجرد شهر عادي بل ضربة البداية الحقيقية للحكومة الانتقالية التي يفترض أنها ومع العام الجديد أظهرت خططها ونواياها وأحلامها..

وقد يكون مفهوماً ومقبولاً أن يمر الشهر الأول من العقد الثالث بلا قرارات كبيرة أو تغيير يذكر، ولكن أن لا يكون في الخارطة علامات طريق Milestones فذلك مؤشر خطر يجعل البلاد كلها تسير في عتمة لا يدري أحد أين تقود..

الغائب الآن ليس مجرد القرارات التي تنجب التغيير الحقيقي، بل حتى المؤسسات المنوط بها رسم مستقبلنا وقد كتبتُ في ذلك كثيراً لكني لا َأضجر من التكرار، طالما أنَّ ذلك حتماً مقضياً لا بد منه لبناء دولة السودان الحديثة.

في ما تبقى من عمر هذا الشهر ليت الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء الانتقالي يمنح الضوء الأخضر لإعادة هيكلة وتنشيط مؤسستين، المجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي – الذي يغط في نوم عميق منذ سنوات- والجهاز المركزي للإحصاء (والمعلومات) وهو مستودع المعلومات التي تبنى عليها الخطط وتقوم بصورة دورية.. وكنتُ في عمود سابق اقترحت أن يضاف إليهما مؤسسة ثالثة تُعنى بالاتصال المؤسسي الرأسي والأفقي في الدولة لضمان تجانس وتقارب المؤسسات العامة والخاصة، حتى تعزف لحناً واحداً تماماً كما يفعل “مايسترو” الفرقة الموسيقية الذي يدير الآلات المتناقضة في أصواتها ليصنع منها لحناً منسجماً..

الزمن ليس في صالحنا فنحن مهزومون عشرة صفر.. رغم أننا نلعب في أرضنا وبين جمهورنا، وأي جمهور، شعب عملاق قادر على صنع المعجزات، فهو “عصا موسى” لمن يبحث عن “عصا موسى”..

مجرد تصميم خطة إستراتيجية تجسد أحلام شعبنا كافٍ ليرفع اسهام الجميع في دفع عجلة التنمية والنهضة، بل – وهو الأهم- كافٍ ليميط كثيراً من أذى الاحتراب السياسي الذي على جوانبه يراق الدم، دم رفاهية الشعب السوداني الصابر..

لنبدأ الآن.. قبل انقضاء الشهر، مطلوب مجرد إعلان، قرار، تصريح صحفي، تغريدة..

لا أكثر..

 

 

 

 

 

صحيفة التيار

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى