تحقيقات وتقارير

خدعة شباب الإمارات .. موقف حكومي ضبابي

 

لم يدر بخلد المئات من الشباب أن فرحتهم بمغادرة البلاد (الطاردة) إلى دولة الإمارات العربية ستنتهي (بكابوس)، وهم الذين حطوا رحالهم بأرض الخليج لتأمين مؤسسات عادية في المدينة ووسط الناس ليس في ساحات معزولة لحمل السلاح، وأن شركة (بلاك شيلد) تسعى لتجنيدهم في دولة الإمارات للقتال في ليبيا بجانب الخليفة حفتر.

تحرك الشارع
وتحرك الشارع السوداني في ثورة ثانية مستفيد من الحريات التي أتاحها التغيير، في تنظيم وقفات احتجاجية أمام السفارة الإماراتية بالخرطوم، ووزارة الخارجية، مما دفع الشركة للتراجع عن الخطوة المشينة وإعادة الشباب إلى أبوظبي للعمل في وظيفتهم التي نص عليها العقد (حراس أمن)، كل ذلك وما زالت الحكومة تلتزم الصمت فلم يفتح الله عليها بتصريح واحد ينزل برداً وسلاماً على أولياء أمور الشباب، ما جعل البعض منهم يتهمها ـ أي الحكومة ـ بالتورط في القضية، سيما وأن إجراءات السفر لم تخلُ من التسهيلات، وأنها تمت بإتباع كل الطرق القانونية ومرت أوراقهم بكل النوافذ الرسمية.

جبايات فقط
ففي الوقت الذي تتقطر فيه قلوب أمهات وآباء الشباب وذويهم الذين غرر بهم وخديعتهم بحجة العمل بدولة الإمارات العربية المتحدة في حراسات أمنية وتأمين منشآت، بعد أن أخذت المؤسسات الحكومية السودانية كافة حقوقها المعروفة التي

تأخذها من أي سوداني ينوي الاغتراب إلى أي بلد من بلاد الله الواسعة بعد أن ضاقت بهم بلادهم بما رحبت، فالحكومة ممثلة في مؤسساتها المعروفة والمهمومة بالجبايات من رسوم وتأشيرات خروج وكشف طبي وكرت الحمى الصفراء بخلاف

الأموال التي تدفع لجهاز شؤون العاملين بالخارج، وكل الرسوم التي ترهق كاهل من يفكر في الهجرة ويأخذونها بقوة عين من جميع المؤسسات التي لها علاقة بالمغترب أو التي لا علاقة لها بالمغتربين، فبعد أن أخذت كل جهة حقها توارت خجلاً

ودفنت رؤوسها على الرمال والتزمت الصمت تجاه الانتهاك الذي تعرض له الشباب الذين غادروا بلادهم بعقود للعمل في دولة الإمارات، لكنهم تفاجأوا بتسفيرهم إلى دولة ليبيا والقتال مع أحد أطراف النزاع هناك في جريمة تمثل جريمة تجارة بشر مكتملة الأركان.

صمت رسمي
المحير في الأمر أن الحكومة لم يفتح الله عليها بكلمة حتى اللحظة بحق ما تم بهؤلاء الشباب، فوزارة الخارجية التي يدفع المواطن استحقاقات منسوبيها من حُر مال فقره المدقع وبالعُملة الحُرة لم تنطق بكلمة، وكذا الحال بالنسبة لمجلس الوزراء

والمجلس السيادي، فما هو الداعي للمجلس السيادي إن لم يهتم بهذه الكارثة وما هي السيادة التي سيدافع عنها أو يناقش أمرها في قاعاته الفخيمة ومقاعد منسوبيه الوثيرة وهو يتجاهل قضية مثل هذه.. فالخارجية وبالرغم من تنظيم أولياء

الأمور لوقفة احتجاجية أمام مبانيها أمس، إلا أنها لم تخرج لمخاطبتهم أو تصدر بياناً تعلن فيه موقفها من القضية. وفي وقت متأخر من مساء أمس أصدرت وزارة الخارجية بيان وصفه السودانيين بالخجول والمتأخر خاصة وأنه جاء بعد وصول الدفعة الأولى من الشباب إلى مطار الخرطوم.

محاسبة المتورطين
حادثة الشباب السودانيين البشعة التي تعرضوا للنصب فيها من قبل شركة (بلاك شيلد) أو الدرع الأسود، ووكيلها السوداني شركة (أماندا)، توضح أن العالم ما زال ينظر إلى السودانيين كمرتزقة، ويرى مراقبون أن تلك الحادثة يجب أن تكون سبباً لمراجعة كل شركات الاستخدام الخارجي وأنشطتها، وقالوا إن العتب والعيب المخجل في الحكومة السودانية بمختلف أجهزتها وسفاراتها، لجهة أن الحادثة حال حدثت في دولة تحترم رعاياها وشعبها لاتخذت موقفاً شجاعاً وتحدثت بلغة قوية وواضحة تجاه كل من تجاوز، ومحاسبة كل من تورط في تلك القضية بشكل قانوني من أعلى شخص وحتى أصغر فرد شارك في الأمر.

وقفة احتجاجية
وبعد الصمت الغريب والمريب من قبل الحكومة، نظمت أسر الشباب أمس وقفة احتجاجية أمام مجلس حقوق الإنسان بالخرطوم أمس، ورفع شعارات ولافتات تنديد قوية بالحادثة تدعو لمحاسبة كل من تورط بقضية الارتزاق (جرائم ضد الإنسانية)، ومن ثم تسليم مذكرات للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان العالمي بالحادثة سبقتها وقفة احتجاجية لتلك الأسر أمام مجلس الوزراء أمس الأول.

 

عمر دمباي

صحيفة آخر لحظة

 

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى