رأي

صباح محمد الحسن تكتب: لما ينسى ..ذكرو !!

الغريب ان علماء النفس قالوا انه ومن الصعب جداً أن تسقط الذاكرة المواقف السيئة او الصعبة فربما تتذكر ولو عمرك سبعين عاماً من هو الاستاذ الذي كان يعاملك بسوء في المرحلة الابتدائية في صفك الأول ومن هو الشخص الذي اعطاك (جلدة ساخنة ) لأنك لم تحسن التصرف( ذاكرة سلبية) ولكن ربما تنسى كل المواقف الجميلة أو بعضها التي منحوك لها زملاؤك في هذه المرحلة جُلها او بعضها قد تسقطها بلا شك (ذاكرة ايجابية).
وغريب أن تكون ذاكرة المكان بما يحويه من دلالات وما يشي به من وجدانيات أضحى هو الآخر سهلاً على الإسقاط من أعماق الذاكرة وان ماحدث فيه كأنه لم يحدث في وقت ربما يكون الاحتفاظ به أسهل بكثير من إهماله وإسقاطه، والمدينة الرياضية ليست بالمكان الذي إن سألك أحد عنه تصعب عليك الإجابة او ان تنظر إليه واجماً شذراً، لآن المدينة الرياضية سكنت ذاكرة القاصي قبل الداني بأنها آشهر قصة فساد في تاريخ الرياضة.
والنائب الأول للرئيس المخلوع (الراعي الرسمي لكتائب الظل )عندما ألفىَ نفسه أمام نيابة الثراء الحرام التي أخضعته للتحقيق والاستجواب حول البلاغ المدون ضده من قبل الوزيرة ولاء البوشي بتجاوزات وتعدي بشأن التصرف في أراضي المدينة الرياضية على نحو مفاجيء طالب علي عثمان من النيابة بامهاله أسبوعاً حيث قال انه نسى وقائع القضية متحججاً بطول الفترة الزمنية التي مرت عليها الوقائع، ومنحته النيابة مدة أسبوع.
وسبق ان عثمان التزم الصمت ورفض التحقيق بمباني النيابة بوسط الخرطوم التي كانت أخضعته للتحقيقات بشأن مخالفات مالية في الدعوى المدونة ضده بمخالفة المواد “29” من قانون الاجراءات المالية المحاسبية المتعلقة بتبديد الاموال العامة والصرف خارج الموازنة ونقل اعتمادات بطرق غير صحيحة وموادالقانون الجنائي المتعلقتين بخيانة الامانة للموظف العام واستغلال السلطة والشاكي فيها منظمة العون الانساني ويشير البلاغ الى تجاوزات مالية تتعلق باموال عامة صرفت خارج الضوابط والقنوات الرسمية.
ونائب المخلوع في مرة يلتزم الصمت وتارة يطلب اسبوعاً ليتذكر تفاصيل في قضايا شديدة الاهمية، فالمدينة الرياضية يبدو ان قضيتها فعلاً فاجأت النائب المخلوع والحمد لله انه قال انه يريد مهلة للتحدث عكس التحري السابق الذي صمت فيه ولكن السؤال الذي يفرض نفسه ما الذي يجعل النيابة مطمئنة ان النائب سيتحدث بعد اسبوع ومن الذي يؤكد لنا ان ذاكرته ستسعيد نشطاها في هذا التوقيت بالتحديد فكيف لشخص ان يحدد مدى للتذكر والنسيان شئ لا ارادي ؟؟
وماذا لو طلبته النيابة وقال انه لا يتذكر حتى انها استدعته من قبل فالذاكرة ربما تخونك في أشياء تحتفظ بها قبل ان تساعدك في أشياء فقدتها، والنيابة لاتملك جهازاً لكشف الكذب فمن يعلم ويجزم ان عثمان ناسي فعلاً، ففي المرة القادمة ان نسى الرجل لاتمهلوه اسبوعاً آخر (ذكرو).
وماحدث في المدينة الرياضية من تعدي عليها وعلى أموالها وأراضيها لا يمكن ان يسقط من ذاكرة علي عثمان فالقضية لم تكن عن ذاكرة ايجابية كمبلغ تبرع به للمدينة او مساحة منحها لها من اراضي تخصه … القضية أشبه بصفعة تلقاها الشخص في الصغر !!
طيف أخير :
نحن ننضج بفعل الضرر لا بفعل السنين.

 

 

 

 

 

صحيفة الجريدة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى