الهندي عز الدينرأي

الهندي عز الدين يكتب: مسارات “جوبا” .. إعادة مسلسلات قسمة السلطة

تعددت مسارات مفاوضات السلام في “جوبا” ، من شمال إلى شرق إلى وسط ، بالإضافة إلى المسارين القديمين (دارفور والمنطقتين) ، وصار للمنطقتين مساران أيضاً ، مسار “الحلو” ومسار ” عقار-عرمان” !!
يجب أن يكون وفد الحكومة واضحاً مع وفود هذه الحركات والمسارات ، بأن يكون هدف المفاوضات هو الاتفاق على مبادئ عامة وأسس وقواعد لتحقيق السلام الشامل والعادل، انطلاقاً نحو ديمقراطية مستدامة ودولة عدالة وقانون، يتساوى فيها جميع مواطني جمهورية السودان بمختلف معتقداتهم .. وإثنياتهم وجهاتهم .. وتوجهاتهم السياسية والفكرية.
أما جدل قسمة السلطة ، فلا ينبغي أن يعود مرة أخرى إلى قاعات التفاوض في “جوبا” ، حيث لا إمكانية مطلقاً لتقسيم الوزارات ومؤسسات الدولة على أساس المحاصصات بين أحزاب قوى الحرية والتغيير والحركات المسلحة ، وأبسط الأسباب أن مقاعد السلطة المتاحة لا تكفي لهذا العدد الهائل من الأحزاب والحركات ، ولو قسموها كرسياً واحداً لكل حزب أو حركة .
السلام الدائم يتحقق بمبادئ وقوانين ودستور ، ولا يتحقق بتوزيع الوزارات والولايات والمعتمديات على الأحزاب والحركات المتمردة ، وقد جرّب النظام السابق سياسة توزيع الغنائم والمناصب على قادة الحركات ، ومنها حركات تفاوض اليوم في “جوبا” ، فما توقفت الحرب ولا تراجعت الأزمة ، بالعكس .. زاد عدد الحركات وتناسلت في كل موسم مفاوضات حتى عجز المراقبون عن إحصائها.
الطريق الصحيح هو تحول جميع هذه الحركات إلى أحزاب وقوى مدنية تنافس في الانتخابات العامة الحُرة الشفافة ، ليحكم الشعب على الجميع ، ويحدد خياراته ، فإن فاز تحالف الحركات (لو تحالفت) بغالبية مقاعد البرلمان ، ونال مرشحها لرئاسة الجمهورية أعلى الأصوات ، حق لها حكم السودان دون حاجة لاتفاقية مؤقتة لقسمة السلطة والثروة .
سقط النظام الذي كنتم تقاتلونه، فلا مبرر ومنطق سياسي أو أخلاقي لاستمرار الحرب الظالمة ليتكسب من ورائها تُجار الحروب في كل المواسم.

 

 

 

 

 

صحيفة المجهر

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى