رأيمحمد عبد الماجد

بل هي (الطماطم) يا (التاي!)

(1)
• كتب الاستاذ احمد يوسف التاي في (نبض للوطن) امس : (يسألونك عن الفرق بين حكومة الثورة والنظام المخلوع، وبشيء من البساطة والبلّه يقع البعض في فخ المقارنة، مختزلاً الامر كله في قطعة خبز او سعر كيلو طماطم او قارورة زيت، فليس هكذا ينظر الى اعظم ثورة عرفها السودان حتى الآن، فالثورة اهدافها اكبر من كيلو الطماطم).
• اذا جهلت حكومة الثورة التى يتحدث عنها التاي قيمة قطعة الخبز وكيلو الطماطم وقارورة الزيت – فهي تبقى لا فرق بينها وبين حكومة الانقاذ التى اسقطها الشعب بسبب قطعة الخبز وكيلو الطماطم وقارورة الزيت.
• ان كنتم تجهلون ذلك فانتم ادنى حتى من مقارنتكم بحكومة انقلاب 30 يونيو 1989م.
• حكومة الانقاذ بطشها في سنواتها الاولى كان اكبر-قتلت (28) ضابطاً في شهر رمضان قبل ان تكمل حكومة البشير عامها الاول وفاخر على عثمان محمد طه بذلك، ولاحقت (الانقاذ) الطلاب في بيوتهم وفي المركبات العامة من اجل ان ترمي بهم في حرب الجنوب.
• حكومة الانقاذ في سنواتها الاولى كانت تضرب خيام (الدفاع الشعبي) بمكبرات الصوت في الجامعات والمدارس وميادين المولد النبوي الشريف – وكانت لغة (الجهاد السياسي) هي اللغة الرسمية للحكومة في الاذاعة وفي التلفزيون وفي الصحف وطوابير الصباح في المدارس.
• كان (التمكين) على عينك يا تاجر – وكان (الاقصاء) ليس عليه حرج يتم بشيء من الفخر والاعزاز.
• فرض على حكومة الانقاذ عقوبات اقتصادية من امريكا في وقت مبكر ووضع اسم السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب– وتمت الابادة في دارفور والبشير يهدد (كل قرد يطلع جبلو)، ونشطت الحركات المسلحة ودخلت قوات خليل لام درمان نهاراً جهاراً وفصل الجنوب.
• حدث ذلك ولم يخرج الشارع ولم يكن هناك تضجر وغضب كما كان عندما ضاقت الحياة الاقتصادية في عام 2013م.
• وعندما تمددت صفوف الوقود والنقود والخبز سقطت حكومة البشير–ليس مرة واحدة بل مرتين وخلال 38 ساعة فقط.
(2)
• ان ارادت (قحت) ان تفاخر بالثورة التى تحققت وكانت اعظم ثورة في تاريخ السودان كما قال التاي واحسبها اعظم ثورة في تاريخ العالم على (قحت) العلم ان ليس لها في تلك الثورة غير (بيانات)، عندما كان الشباب يموت في الدمازين والقضارف وعطبرة وهم دون الـ19 عاماً.
• لم تظهر قيادات (حقت) للناس والاعلام – إلّا بعد ان سقطت حكومة البشير – وما كان لهم نصيب من الثورة، إلّا بمقدار (مؤتمر صحفي) بعد 11 ابريل تحرسه الكاميرات والمنظمات الدولية وتوزع فيه الحاجة الباردة والسندوتشات في الوقت الذي كانت فيه (الكنداكات) يستشهدن في بري والعباسية وشمبات.
• حتى قوش عندما اراد ان يوجه اتهاماته لاجهاض الثورة وجهها لبنت اخرجت بندقية من شنطتها وصوبتها على صدر الشهيد بابكر عبدالحميد.
• أين كنتم حينها؟.
• قيادات الحرية والتغيير كانت محمولة على الاكتاف بعد سقوط النظام وليس لهم من ذلك غير (تباشيرهم) وهم على اكتاف الثوّار… اذ لم يخرجوا من تلك السجون بغير (السيلفي).
• اما الذين يشغلون مناصب رفيعة في حكومة حمدوك الآن فجلهم عادوا من الخارج بعد ان كانوا ينعمون بنضالهم في الخارج.
• الحديث عن تسفيه (كيلو الطماطم) او التقليل من الازمات الاقتصادية الحالية الآن والدولار يلامس (100) جنيه – هو مجرد (تخدير) – وخداع لحكومة الثورة، فقد كنا نهاجم النظام البائد بنفس هذه (الازمات) التى يرفضها احمد يوسف التاي الآن ويعتبرها شيئاً من البساطة والبلّه – هذه اللغة التى تبسّط ذلك هي لغة النظام البائد التى كان يتحدث بها قياداتهم في اجتماعاتهم السرية ومجالس الشورى كما بثت قناة العربية اثناء مظاهرات واحتجاجات الشارع السوداني.
(3)
• الحريات لا تصلح ان تكون خبزاً – (حديث الانشاء غير مجدي بعد هذه الثورة العظيمة) – لا قيمة لكل النظريات ولا معنى لهذه المؤهلات والخبرات التى يتميز بها اعضاء مجلس الوزراء ان لم تنعكس هذه الامور على (كيلو الطماطم) الذي يستخف به احمد يوسف التاي.
• ان عجزت الحكومة الانتقالية في حل ازمة المواصلات وفي القضاء على الصفوف وايقاف فيضان (الدولار) – فلن تصمد حكومة حمدوك كثيراً.
• اذا فشلت حكومة الثورة في حل ازمات كانت سبباً في سقوط النظام السابق يبقى لنا ان نقول ان تلك الحكومة لا تملك وعياً او ادراكاً ولا تتعلم من تجارب من سبقوها وليس لها (ذاكرة).
• حكومة تنظر لمعاناة الشعب بهذا (التبسيط) وعدم التقدير والاحساس – غير جديرة بالبقاء.
(4)
• بغم /
• استاذ احمد يوسف التاي – اذا اعتبرنا ان اهداف الثورة اكبر من (كيلو الطماطم) دعنا نسألك عن الاهداف الكبيرة- ماذا فعلت حكومة الثورة في رفع اسم السودان من الدول الراعية للارهاب؟.
• ماذا فعلت الحكومة في احداث مجزرة (فض الاعتصام) – هل اكتفت بلجنة نبيل اديب؟.
• ماذا حدث في ملف السلام؟.
• حلايب؟.
• حقوق الشهداء؟.
• حتى قانون تفكيك النظام البائد– لم نر منه غير ايقاف (السوداني) العائدة… في الوقت الذي كانت فيه هيئة العمليات في جهاز الامن والمخابرات تعلن عن تمردها وتحتل مقارها في الرياض وسوبا وكافوري – ولجنة تفكيك نظام 30 يونيو 1989 مشغولة بجرد اصول قناة الشروق.
• حدثوني بربكم هل كان محمد الفكي سليمان يفكك في (موبايله) وهو نائب رئيس لجنة التفكيك عندما تمردت هيئة العمليات في جهاز الامن والمخابرات واطلقت الرصاص في سماء الخرطوم لتقتل (3) افراد من اسرة واحدة.

 

 

 

 

صحيفة الانتباهة

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى