تحقيقات وتقارير

بين مطالب الشارع وفرصة حمدوك … وزير الزراعة في انتظار الإقالة

منذ تشكيل الحكومة في سبتمبر الماضي وحتى هذه اللحظة ليس هناك أثر واضح لوزير الزراعة والموارد الطبيعية عيسى عثمان شريف، مما جعل الأصوات تتعالى مطالبة بإقالته، و أكثر ما عزز الموقف بأن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير دفع بتوصية لرئيس الوزراء عبدالله حمدوك تطالب بإقالته أيضاً و علل طلبهُ بأنه فشل في الملفات الزراعية، بيد أن وسائل إعلامية حملت أنباءً بأن حمدوك رفض اقالته مطالباً بإعطاء الحكومة فرصة، وان التقييم سيتم بعد مرور (6) أشهر من تعيينها، لتصبح إقالته في محك بين مطلب الشارع و قوى الحرية و التغيير الحاضنة السياسية للحكومة، و بين طلب رئيس الوزراء بإعطاء الحكومة فرصة.

أصحاب المصلحة
المطالبات بإقالة وزير الزراعة مردها للمشاكل العديدة التي تواجه الموسم الشتوي بمشروع الجزيرة والمناقل و تنذر بفشل محصول القمح الذي تبلغ مساحته 450 الف فدان بسبب الري، دون أن يكون لوزير الزراعة أي دور واضح في معالجة تلك الاشكالات. لكن رئيس جمعية طيبة الزراعية بمشروع الجزيرة عمر يوسف اوضح لـ(السوداني) أن فشل أو نجاح الموسم الزراعي المسؤول منه مجلس إدارة مشروع الجزيرة مباشرةً قبل الوزير، مؤكداً أن المسؤولية مشتركة ورغم ذلك الحكومة لم تحرك ساكناً، مشيراً إلى أن من اكبر المشكلات التي تواجه العروة الشتوية الري ( العطش).
أجندة حزبية
و أضاف عمر يوسف أن الأصوات التي تنادي بإقالة وزير الزراعة لها أجندة حزبية لانه ليس المسئول لوحده عن مشروع الجزيرة، مطالباً رئيس مجلس الوزراء بتكوين لجنة طوارىء من تحالف المزارعين لإنجاح الموسم الشتوي في ظل وجود مجلس تنظيمات المنتجين.
من جانبه انتقد عضو الغرفة الزراعية وعضو اللجنة الفنية لتكوين جمعيات المنتجين بولاية القضارف المزارع حسن زروق لـ(السوداني) عدم زيارة وزير الزراعة مند تعيينه لولاية القضارف للوقوف على بداية الموسم الزراعي و لا حتى نهايته، مشيراً إلى أن الموسم الصيفي تعرض لمشكلات عديدة ابرزها الآفات (آفة الفار) التي ظهرت في بداية الموسم ثم آفة الهاموش التي اضعفت انتاج محصول السمسم ، بجانب آفة الماسح على محصول الذرة والكرميش لمحصول القطن، مؤكداً أن تلك الآفات تهدد بضعف في الانتاجية والتي لم تحدث منذ موسم الجفاف الذي حدث في العام 1990م.
و اشار زروق الى أن عددا من مزراعي الولاية حاولوا الوصول الى وزير الزراعة للجلوس اليه الا أنهم فشلوا في ذلك، منوهاً إلى أن انتاجية السمسم تقدر بنسبة 35% وتقدر انتاجية الذرة بنسبة 18% مقارنة بالموسم السابق، متوقعاً أن يبلغ انتاج القطن 50% من المزروع.
مسؤولية مشتركة
مدير مشروع الرهد الزراعي السابق المهندس الزراعي محمد عثمان السباعي اوضح لـ(السوداني) أن العمل الزراعي مسؤولية تضامنية بين عدة جهات وزارات الزراعة والري والمالية والبنك المركزي والبنك الزراعي، الا أن وزارة الزراعة هي المسئول الاول عنها لانها مسؤولة عن تفعيل النشاط في حال حدوث تقصير من الادارات المعنية حيث تقوم بالتنبيه والمتابعة لجهة أن الامر معني بتنفيذ خطة وضعتها وزارة الزراعة ويجب أن تكون تضامنية بين الاجهزة في القطاع الاقتصادي ، مشيراً إلى أن اي اخفاق في الري او التمويل والبنيات التحتية مسئولية وزارة الزراعة في تحريك الدولة للقيام بدورها.
مسؤولية مباشرة
الخبير الاقتصادي الاستاذ المشارك بجامعتي السودان والمغتربين د. محمد الناير نوه إلى أن منظومة العمل الزراعي متكاملة بها عدة جهات على رأسها البنك الزراعي والري والمالية وهي مسئولة بشكل مباشر بالتنسيق مع الزراعة.
وقال الناير لـ (السوداني) إن فشل اي من الحلقات الزراعية يهدد الموسم الزراعي (التمويل والتحضير الجيد وتوفير المدخلات) وإذا لم تتوفر المياه فهذا سيهزم المنظومة بأكملها بل يعتبر ما تم انفاقه هدرا للمال العام سواء كان في التحضير أم المدخلات وبالتالي المسئولية تضامنية ومشتركة وكل الحلقات لها دور مؤثر.

تقرير : رحاب فريني

الخرطوم (صحيفة السوداني)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى