الطاهر ساتي

المسؤول ..!!

:: ومن روائع النجم العربي عادل إمام، مسرحية الزعيم، وفيها مشهد تعريف وزراء حكومة الزعيم لأنفسهم ، وعلى سبيل المثال عندما أن يتكلم وزير التموين، يسأل الزعيم مستشاره بدهشة : ( هو دا وزير معانا؟، مُش دا بيحلقلي الصبح؟).. و في بلادنا، ليس وزير الزراعة وحده، بل هناك آخرين قد لا يعلم حتى رئيس الوزراء بأنهم وزراء في حكومتهم، ونخشى أن يسأل مُستشاره عندما يتفاجأ بهم ذات يوم في التلفاز أو الصحف : ( ديل وزراء معانا؟)..!!

:: نعم، ليس وزير الزراعة وحده، بل هناك آخرين لم نشاهدهم يعملون ولم نسمعهم يتكلمون، ومع ذلك لم يستهدف المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير بالإقالة إلا وزير الزراعة فقط لاغير .. إذ كان خبر الأسبوع الفائت هو حديث عضو المجلس المركزي لقوى الحرية صديق يوسف عن عزمهم رفع توصية لرئيس الوزراء حمدوك لإقالة وزير الزراعة عيسى عثمان شريف، لتسببه في فشل الموسم الزراعي ..شُكراً لعم صديق، لولم يذكر الإسم في الخبر لما عرفت أن وزير الزراعة اسمه عيسى عثمان شريف ..!!

:: وغريب أن يكون لوزير زراعتنا هذا الإسم الثلاثي الأنيق، ومع ذلك يظل سيادته مجهولاً .. فالرجل قابع في وزارته طوال الأسبوع، رغم أن البلاد تضج بمشاريع تستدعي زيارته وتفقده لأحوالها.. وكذلك لم يظهر الرجل في وسيلة إعلام – منذ يوم آداء القسم- مُخاطباً ندوة أو شارحاً خُطة أوبرنامج عمل.. لا يُوجد على سطح الأحداث، ومن الطبيعي أن يفشل الموسم الزراعي، ومن الطبيعي ألا يعرفه الرأي العام ولا يراه الزُراع ..!!

:: ولكن ليس وحده من يُسجل غياباً في مواقع العمل ونشرات الأخبار ..هناك آخرين أيضاً، ما لم تبحث في قوقل – أو تسأل معارفك في وزاراتهم – فانك لن تعرف عنهم ( آي شئ) ، بما في ذلك أسمائهم وما يعملون ..هل يعملون في الخفاء مثل قيادة الحزب المحلول؟، أم أنهم لا يعملون ؟.. ومع ذلك، فان المسؤول عن تقييم الوزراء ومساءلتهم ومحاسبتهم وإقالتهم، ما يجب أن يكون المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، بل هما رئيس الوزراء و البرلمان ..!!

:: نعم، حتى لو أن آداء وزير الزراعة – أو غيره – يستدعي الإقالة، فان من يُقرر إقالته يجب أن يكون رئيس الوزراء فقط ( حالياً)، ثم البرلمان بعد تشكيله ..لقد أخطأت قوى الحرية بترشيح الوزراء لحمدوك، إذ كان عليها الإكتفاء بإختياره رئيساً للوزراء ثم تفويضه بإختيار أعضاء حكومته وفق أهداف وشروط إعلان الحرية.. واليوم حمدوك غير مسؤول عن آداء وزير الزراعة، لأن قوى الحرية (فرضته عليه).. وهكذا حال حمدوك مع كل الوزراء (المفروضين عليه)..!!

:: أُكرر، لقد أخطأjت قوى الحرية بعدم تفويض حمدوك بإختيار وزراء حكومته (كما يشاء)، و بلا إلزام بترشيحاتها .. ويجب عدم تكرار الخطأ بمثل هذه التوصيات (إقالة وزير الزراعة)..صحيح للاعلام والرأي العام و قوى الحرية آراء حول آداء بعض الوزراء، ولكن يظل رئيس الوزراء هو الأقرب لكل الوزراء، وهو من يستلم تقاريرهم ويناقشهم فيها، وهو المسؤول عن إقالتهم أو الإبقاء عليهم..وعلى رئيس وزراء حكومة الثورة رفض سياسة (نريِّسك ونتيِّسك)..!!

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى