تحقيقات وتقارير

مع انعقاد مؤتمر الأصدقاء.. الاقتصاد يترقب (الدعم، التمويل، الديون)

في صباح أمس الباكر كانت قاعة الصداقة تشهد حدثاً مهماً في تاريخ البلاد، وهو مؤتمر أصدقاء السودان الذي تترأسه دولة النرويج.. المؤتمر يعقد لأول مرة بالسودان بمشاركة عدد من الجهات الدولية أبرزها (الاتحاد الأفريقي، كندا، مصر، إثيوبيا، الاتحاد الأوروبي، صندوق النقد الدولي، هولندا، النرويج، السعودية، قطر، السويد). المؤتمر يهدف إلى تقديم الدعم الاقتصادي والسياسي للحكومة الانتقالية التي تعوّل عليه في تمويل موازنة 2020 البالغة 15 مليار دولار، وذلك لتغطية 20 مشروعًا في مجالات المرافق والخدمات الحيوية، بالإضافة إلى زيادة احتياطيّ النقد الأجنبي لدى البنك المركزي.

عشرة أولويات
وكشف رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، لدى مخاطبته المؤتمر أمس، عن تحديد عشرة أولويات للحكومة الانتقالية على رأسها السلام ورأى أنه حال عدم تحقيق السلام في هذا التوقيت سيكون حلماً بعيد المنال، مضيفاً أن من أولويات الحكومة أيضاً إدارة الأزمة الاقتصادية، واستعادة الأصول المسروقة، ومشاركة النساء والشباب، وخلق بيئة مواتية للشباب ليروا الأمل بدلاً عن الهجرة المحفوفة بالمخاطر عبر البحر الأبيض المتوسط، مشيراً لحرصهم لخلق فرص أكيدة للتوظيف ومعالجة القضايا في القطاع الاجتماعي، الصحة والتعليم وتنمية الموارد البشرية، وأبدى حمدوك أمله في عقد الدستور وتنظيم انتخابات حُرة ونزيهة تتيح للشعب اختيار الحكومة التي ينشدونها.

أجندة خفية
رئيس الوزراء توقع دعم الشركاء للاقتصاد السوداني عبر الاستثمار والإصلاح الاقتصادي، ودعم عملية السلام لجهة أن لديهم إرث وعلاقات جيدة مع الحركات المسلحة، وشدد على ضرورة وجود مخرج لتحقيق عملية السلام، وقال: ليس لدينا أجندة خفية، وتوقع من الشركاء العمل سوياً لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وتابع البيئة أصبحت مهيأة لذلك.
حمدوك أقر بوجود مخاطر ماثلة أكبر من التوقعات، ودعا إلى التوحد، وقال من ضمن التحديات التوقعات الكبيرة للشعب السوداني، وأضاف هذا من حقهم، بالإضافة إلى تحديات البدء في تحقيق السلام، وأوضح عبدالله أن التحديات الاقتصادية تتمثل في (الدعم، التمويل، الديون) بالإضافة إلى إصلاح القطاع الاجتماعي والخدمة المدنية وأكد ثقته أن الحوار مع الولايات المتحدة سيثمر بإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مؤكداً على مشاركة الجميع في معالجة التحديات، مقراً بأن أمر الديمقراطية محفوف بالمخاطر بعد حُكم الشمولية.
حمدوك أبدى فخره بالنموذج السوداني للانتقال رغم أنه محفوف بالمخاطر وأضاف بأن حكومة السودان لم تنتظر توقيع اتفاقية السلام وبدأت في تكوين بعض الهياكل، رئيس الوزراء اعتبر حضور الشركاء للاجتماع في السودان تأكيد للالتزام والشراكة لمناقشة الأولويات والتحديات التي تواجه البلاد وإدارة هذه العملية للوصول للغايات، وقال إن عملية التغيير محفوفة بالمخاطر ورغم ذلك استطعنا إنشاء الهياكل للحكومة الانتقالية.
تحديات شاقة
فيما قالت وزيرة الدولة بالخارجية النرويجية، ميريان هيغان، إن انعقاد مؤتمر أصدقاء السودان بالخرطوم دليل على دعم المجتمع الدولي للحكومة الانتقالية بالأفعال وليس الأقوال وأقرت بوجود تحديات شاقه تواجه الحكومة المدنية ولابد من التغلب عليها وأشارت إلى إعجاب المجتمع الدولي بالثورة السودانية وسلميتها ومشاركة النساء والشباب فيها، وكشفت عن تحقيق الحكومة الانتقالية لإنجازات كبيرة خلال الثلاثة أشهر الماضية من بينها الإصلاحات الشاملة ومراجعة التشريعات والمساهمة في محاربة الفساد، ونوهت الوزيرة إلى أن اختيار السودان كرئيس للإيقاد اعتراف من دول الإقليم بالتطورات الإيجابية بالسودان لافتة إلى نجاح رئيس وزراء السودان، د. عبدالله حمدوك، في فتح حوار إيجابي مع الحكومة الأمريكية لشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأكدت على استمرار الحكومة الانتقالية في استكمال هيكل الحكومة التشريعي والانتقال إلى مرحلة الانتخابات وقالت إن الانتقال الناجح يتطلب الالتزام بالوثيقة الدستورية ونوهت إلى أن الهدف من اجتماع أصدقاء السودان مراجعة الالتزام بالوثيقة الدستورية والوقوف على إعداد الدستور وتحضير للانتخابات، وقالت إن هذه الأهداف طويلة المدى وتستهلك معظم طاقتنا، وقطعت بمواصلة أصدقاء السودان في دعم عملية السلام الذي سيكون له الأثر على دول الإقليم ودول الجوار السبع.
توظيف الشباب
وشددت الوزيرة النرويجية على أهمية العمل في حوار جاد لضمان نجاح مفاوضات السلام المنعقدة بجوبا وطالبت بتضمين أهداف التنمية المستدامة في موازنة العام المقبل لضمان عملية النمو المستدام ودعت السودان إلى عدم الاعتماد على الموارد الخارحية التي قالت إنها غير دائمة، وأشارت إلى ضرورة تطوير القطاع الخاص والعمل على ازدهار القطاع الموازي لضمان تحريك الاقتصاد.
وأشادت هيغان بسماح الحكومة الانتقالية للمساعدات الإنسانية فيما يخص عملية السلام وأكدت على الحاجة لمعالجة جذور النزاعات وبناء جسور الثقة وتحقيق الأمن الغذائي وتوظيف الشباب والنساء، وأعلنت عن تعاون الحكومة النرويجية مع السودان في برنامج حشد الموارد وإدارتها بجانب تعاونها في دعم الشراكات الاقتصادية لتحقيق شعار الثورة: (حُرية.. سلام وعدالة)، بالإضافة إلى تعاونها في مكافحة الألغام.

تقرير:اشراقة الحلو

الخرطوم (صحيفة آخر لحظة )

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى