ناهد قرناص

نقطة نظام

جلسات البرلمانات ..او الاجتماعات المهمة للجمعيات العمومية او المنظمات ..لها ضوابطها وقوانينها التي تسير وفقها ..حتى نهاية الاجتماع حيث تتلى خلاصة الامر ..خلال المناقشة ..ان اراد احد الاعضاء التنبيه لنقطة مهمة غفل عنها المجتمعون ..يرفع يده قائلا نقطة نظام ..يتوقف النقاش فوريا ويتم الاستماع لوجهة نظره ومن ثم تنفيذ ما قاله او تفنيده ..حسب ما يتوافق عليه المجتمعون.

في مقال اليوم نرفع يدنا مطالبين بنقطة نظام لمناقشة امر طلاب جامعة العلوم الطبية (مأمون حميدة) ..وذلك بعد ما طفح بهم الكيل وطرقوا جميع الأبواب ولم يجدوا حلا ناجعا لمأسآتهم ..خلونا (نرجع بالزمن مرة) ونحكي القصة من بدايتها ..طلاب جامعة العلوم الطبية ..شاركوا بقوة في الاحتجاجات والتظاهرات التي ادت الى التغيير الشامل والخروج بالبلاد من نفق الاستبداد ..الى فضاء الحرية والسلام ..في تلك الأيام تسلطت الأضواء على طلاب الجامعة وهم يعانون الامرين من تنكيل قوات الامن بهم بعد ان تمكنوا من اقتحام أسوار الجامعة والدخول الى الطلاب في داخلها واعملوا فيهم سياطهم وعصيهم ..الصور فضحت الادارة بتواطئها المباشر مع (الكجر) ..وكان لسان حالنا جميعا حينها (الفيكم اتعرفت).

(الفيهم اتعرفت) من ذلك اليوم ..لكنهم اصروا على تأكيد (الظن) …اقاموا الامتحانات في يناير في وقت كان المجتمع السوداني كله محتقنا وحزينا على استشهاد الطالب محجوب .وكانت عبارة (محجوب وينو ؟ كتلوا الكيزان ) هي الاكثر ترددا بين حناجر اخوانه الطلاب ..قامت الامتحانات وقاطعها الكثير من الطلاب …لم يكن الامر (فارق ) مع الطلاب ..ما الذي تعينه الامتحانات في وقت كان فيه الوطن ينزف والأرواح تصعد الى السماء بين كل لحظة واخرى؟؟ ..ادارة الجامعة لم تكتف بعدم الأهتمام بما يحدث في الشارع السوداني .لكنها امعنت في غيها واقامت الامتحانات واخرجت النتائج في تحد غريب لما يحدث خارجا (النتائج ايضا كانت مختلفة وغريبة ..وربما نفرد لها مقالا آخر للحديث عن الابتكار في الظلم والعنجهية ) ..ومن ثم خلفت الادارة ( رجل على رجل ) وجلست متفرجة في مستقبل الطلاب وهو يضيع بعدما وضعته في كف عفريت.

تحرك اولياء الامور واقاموا دعوة في المحكمة مطالبين فيها بالعدل لابناءهم ..والقضاء السوداني كان كما العهد به قويا وواضحا ..امر باعادة الامتحانات والعودة الى المربع الاول ..لكن حتى بعد قرار المحكمة ..وبعد تدخل لجنة الوساطة التي اقنعت اولياء الامور بتهدئة الموقف والسماح للوزيرة بالتدخل .. اصدرت الوزيرة قرار توفيق الاوضاع لذات الشريحة الطلابية في كل الجامعات ..والذي وجد صدى واسع من الأرتياح وعليه وفقت اغلب الجامعات اوضاع الطلاب المتأثرين بالاحداث ..الا جامعتنا ( تقدل فوق عديلها ) ..قامت بعمل خطة (ذكية) ..سارعت بعقد امتحانات نصفي ونهائي وبعده امتحان ملاحق (وليس بدائل) في زمن قصير جدا ..قيل لي ان هناك من امتحن النصف والنهائي في ذات الورقة ..غايتو دي (الفيفا ما عملتها )..
لاحظ معي عزيزي القارئ .. الامتحانات المذكورة اعلاه اعتمدت على نتيجة امتحان يناير الملغى اصلا بامر المحكمة ..لا مش كدا وبس ..تحت شعار (كفاك ولا أزيدك ) .قامت ادارة الجامعة بتقديم عرض (عبقري جدا) للطلاب المفصولين ..هو ان يرجعوا سنة للوراء ..مجانا ..والعام الذي يليه يقوم الطالب بدفع الرسوم بالتقدير الجديد . ( طبعا الجامعة رسومها الدراسية ترتفع مع بورصة الدولار ..كل يوم سعر جديد) العرض المقدم فيه مخالفة صريحة لقانون التعليم العالي وهو الالتزام بالرقم المحدد عند القبول حتى التخرج ..شفتوا كيف ؟ يعني يخسر عامين من الدراسة ويدفع الجزية اقصد الرسوم عن يد وهو صاغر…هذا وأيم الله ما يقال عليه (حكم اب تكو).
نقطة نظام يا سعادة الوزيرة ..فالقرار الذي صدر من مجلسكم الموقر تخالفه ادارة الجامعة قبل ان يجف مداده الذي كتب به ..نقطة نظام يا سعادتك ..والطاقم الاداري في الوزارة يمنع الطلاب واولياءهم من لقائك بحجة انك مشغولة رغم اعلانك الدائم بان مكتبك مفتوح للجميع خاصة أصحاب المظالم .. نقطة نظام يا سعادتك ..يعود بها الحق لأصحابه ..تفرحين بها قلوب الامهات ..وتشف صدور قوم مؤمنين .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى