تحقيقات وتقارير

قيادات بالوطني .. القفز من المركب

لم تنتظر قيادات الوطني كثيراً لخلع عباءة الحزب وارتداء عباءات مماثلة، لجهة أنها وفور سقوط النظام سارع الكثير منهم في القفز من المركب بعد أن غرقت، وأضحت في حاجة لمن ينقذها.. خروج قيادات من الحزب يؤكد المستقبل المظلم للوطني الذي تنبأ به مراقبون للساحة، غير أن الخطوة تأتي في وقت تطالب فيه جهات ثورية الحكومة الانتقالية بحل الحزب ونفيه من الساحة تماماً .

 

حالة تململ
الشاهد أن قفز بعض قيادات حزب المؤتمر الوطني عن المركب بعد غرقها قد يشير إلى حالة من التبرم والتململ الذي ساد عند تلك القيادات بعد سقوط حكومة حزبهم، والثابت أن القيادي بالحزب أمين حسن عمر كان أول المنادين بالقفز من المركب، حينما أكد أن حزبه انتهى إلى غير رجعة، ودعا الشباب بأن يتولوا قيادة الحزب وأن يحصروا دور القيادات القديمة في الإشراف والاستشارات فقط.. هذا الحديث المقتضب يفسر حالة التململ التي لازمت قيادات الحزب في الفترة الماضية، وهو يعد بمثابة أرضية يتكيء عليها آخرون للقفز من سفينة الحزب .
فأمين لم يكن آخر الداعين إلى تجاوز الوطني والقفز من مركبه، فقد سبقه إلى ذلك الوالي السابق لولاية النيل الأبيض د. عبد الحميد موسى كاشا الذي أشار إلى أنه قفز من سفينة حزب المؤتمر الوطني قبل أن تغرق بثلاثة أعوام، حينما تم اعفاؤه من منصب الوالي ..والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هل تبحث هذه القيادات عن مواطيء قدم جديد في ظل الراهن الحالي؟ أم أن الموقف يتكيء على قناعات راسخة بأن الحزب لن تقوم له قائمة بعد اليوم؟ .
حركة المستقبل
وكانت الساحة السياسية قد شهدت خلال الأيام الماضية ميلاد حزب سياسي جديد أطلق عليه حزب حركة المستقبل للإصلاح والتنمية، ودشن المؤتمر التمهيدي وسط حضور من قواعده التي كانت في غالبها من الشباب، غير أن اللافت في الأمر وجود بعض الوجوه الشبابية المحسوبة على حزب المؤتمر الوطني، منهم أمين الثقافة والفكر قصي محجوب، إلى جانب أحد قيادات الحزب البارزين في كسلا، ورئيس المجلس التشريعي بالولاية السابق محمد طاهر بيتاي الذي يعد من ضمن مؤسسي الحزب الجديد .
موضع قدم
القيادي بحزب المؤتمر الوطني د. إسماعيل الحاج موسى أكد أن هنالك مبرارات موضوعية عديدة قد أفضت ببعض قيادات من حزبه إلى القفز من المركب، وقال من بين هذه المبررات الاخفاقات التي لازمت التجربة في مايلي قضايا الحكم والاقتصاد، خاصة في مرحلة ماقبل سقوط الحكومة، مشيراً إلى الأصوات العالية التي ارتفعت من حناجر هذه القيادات للمطالبة بإحداث تغييرات جذرية في الحكومة، والتي لم تجد الأذن الصاغية من القيادات العليا حتى غرقت السفينة بمن فيها، وقال كان من الحصافة لهذه القيادات القفز من المركب قبل غرقها، واصفاً الأصوات التي تفاخر بخطوة قفزها من السفينة بعد قيام الثورة، بأنها ربما تبحث لها عن مواضع قدم في الحقبة الجديدة.
المتغيرات الآنية
وبالمقابل يرى عضو المكتب السياسي بحزب المؤتمر الوطني د.ربيع عبد العاطي أن البقاء داخل سفينة المؤتمر الوطني ومحاولة إصلاحها من الداخل خير من القفز خارجها وتركها لتغرق، وقال إن الهنات والعثرات التي سادت حكومة حزبه كان من الممكن حلها وترميم جدارها المتهالك، ليس بإشاحة الوجه عنها إلى الضفة الأخرى، وشدد على أن المؤتمر الوطني قد وضع العديد من الخطط لأجل الاستفادة من دروس الماضي واستلهام الحاضر من خلال مسايرة الأوضاع الحالية، والنظر بعين الاعتبار إلى المتغيرات الآنية حفاظاً على عضويته وقياداته من الانسلاخ والقفز من سفينة الحزب لاحقاً، وجزم عبد العاطي بأن قيادات الوطني التي قفزت من المركب خصوصاً بعد سقوط حكومة الإنقاذ قد يكون لديها مبرراتها الخاصة التي جعلتها تقدم علي الخطوة، وقال يجب التوقف عن المسببات التي جعلتهم يقدمون علي ذلك
استمسك بالصبر
بيد أن المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين البروف حسن الساعوري، أشار إلى أن قيادات حزب المؤتمر الوطني التي قفزت من المركب بعد سقوط الإنقاذ كانت تبدي تبرمها وتململها جراء سياسيات حكومة حزبها، وقال إن البعض قد وصل بهم الحد إلى درجة إعلانهم الإنسلاخ وتكوين أجسام سياسية جديدة أمثال أمين حسن عمر وعبد الحميد موسى كاشا، وجزم الساعوري بأن مؤشرات انسلاخ هذه القيادات وقفزها من سفينة الوطني بدأت بودارها منذ أيام الاعتصام الأولى، حينما نزلت بعض هذه القيادات وتلاحمت مع المعتصمين.
وفي ذات السياق مضى إلى تصنيف قيادات الوطني التي خرجت من عباءة الحزب إلى نوعين، قال إن النوع الأول قد قفز من السفينة منذ بواكير ماضية، أمثال غازي صلاح الدين ومجموعته، أما النوع الثاني فهو الذي قفز بعد سقوط حكومة المؤتمر الوطني، وقال إن النوع الأخير قد استمسك بالصبر حتى شهد سقوط حكومتهم.

تقرير: ايمن المدو

الخرطوم (صحيفة آخر لحظة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى