الفاتح جبرا

من أرشيف الفساد (11) (لكي لا ننسى)

إسم المقال : خبير نفائس
تاريخ النشر : 24 سبتمبر 2017

العبدلله كثير التعجب من بقاء المسؤولين فى ذات المنصب لسنوات طويلة، دون أن ينال منهم الكلل او الملل أو الإكتئاب .. وإن تمت إقالتهم من مواقعهم بعد هذه السنوات الطوال أو أغلقت مؤسساستهم و ووزاراتهم أبوابها لسبب او لآخر .. فهم لابد أن (يفصل) لهم (منصب) و(ينجروا ليهم) وظيفة برواتب خرافية و حوافز مغرية و مخصصات و نثريات مجزية وعربات فارهات ومكاتب فاخرات و بدلات متنوعات للسكن واللبس والمأموريات وتلقي كل أنواع العلاجات (بالخارج طبعن)

تقول الطرفة أن أحدهم قد جاء من سفر ونزل مع قريبه صباح جمعة وقد كان قريبه هذا يسكن مع شلة (عزابة) ، وحينما جاءت الصلاة ذهبوا إلى المسجد ، كان الإمام قد إعتذر عن الحضور تلك الجمعة فقدموا صاحبنا ليؤم المصلين فهو ذو لحية مرسلة ووجهه ينضح بالصلاح فقام صاحبنا وصلى بالناس في خشوع وصوت رخيم ، وخطب فيهم خطبة لم يتمالكوا فيها أنفسهم حيث ما لبث أن أجهش بعضهم بالبكاء .

ما أن عاد الجماعة للمنزل وتناولوا طعام الغداء حتى بدأوا يتهمهمون ويتوسوسون في حركات مريبة مما جعل صاحبنا ينادى على قريبه مستفسرا :
– الناس ديل مالهم قاعدين يتضايروا ويوسوسوا لي بعض
– (بعد تردد) : والله يا شيخنا الناس ديل بيلعبو حريق وخجلانين منك !
– حريق بالكرت وللا بالبنط !
– بالكرت
– والحريق 21 وللا 31
– لا .. 31
كانت إسئلة (زولنا) كافية ليقوم الشباب بتجهيز الملعب وهم يبتسمون فرحين فقد كانوا يظنون بأن (القصة باظت) وأنهم لن يستطيعوا اللعب ذلك اليوم .. ما أن تم وضع (البيلية) على التربيزة (وهي الكروت التي تحدد مكان اللاعب) حتى قام صاحبتا بأخذ كرت .. قائلاً :
– الشايب ده حتتو وين؟

وبدأ اللعب .. حيث أظهر صاحبنا مهارة فائقة (يجليك لومخاواة) حصد بها جميع (العشرات) وكان كل بضعة دقائق تسمع صوته المجلجل ضاحكا وهو يسحب (كرت الفتوح) قائلاً :
– خمسييييييين !
ثم يردفها بقولته التي صارت مثلاً (هنا أبكيكم … وهناك أبكيكم)
تذكرت الطرفة أعلاه وذلك الشيخ المهندس (الصافي) يتحفنا برقائقة حتى تبتل أعيننا بالدمع ، يوصف لك رحلة الهجرة وكأنه يقوم بتصويرها عبر تقنية 4K بموبايل من الجيل السادس ، يمتلك براعة غير مسبوقة السرد والحكي وفي كيفية التلاعب بصوته علواً وإنخفاضاً وما بينهما كما يفعل أشهر خبراء التنويم المغناطيسي فيظل الجميع مشدوهين فاغري الأفواه لا تسمع لهم نفساَ .
غير أن ذات الشيخ عندما أمسك بزمام أحد المشاريع الزراعية أصبح يبيع الأحلام والأوهام للمغتربين (بالعملة الحرة) لمدة سبعة عشر عاماً لم ينتج فيها المشروع ليمونة واحدة .. ثم تركه ليذهب إلى موقع آخر وسط بكاء ونحيب المشترين ولسان حاله يقول :
– هنا ببكيكم وهناك ببكيكم !

ولم يذهب الشيخ المهندس وهو يترك المشروع (الحلم) إلى منزله وقد تجاوز سن المعاش حينها بل (على طول) تم (تفصيل) موقع آخر له ليترأس هيئة لم نسمع بمثلها لا في الأولين وللا الآخرين تسمى (الذكر والذاكرين) ، هيئة للذكروالذاكرين في بلد تنضح شوارعه بالطين وغالبية سكانه من (المساكين) .. وهل كان الذكر يوماً يا (شيوخنا) يحتاج إلى (هيئات) !
وخرج الشيخ معفياً من (الذكر والذاكرين) وأكاد أتخيله وهو (يمد لنا لسانه) قائلاً :
– هو إنتو شفتو حاجة؟ والله هنا أبكيكم وهناك أبكيكم !

لم يذهب الشيخ المهندس إلى منزله وقد بلغ من العمر ما بلغ بل (على طول) تم (تفصيل) موقع آخر له ومسكوهو (حاجة) لم نسمع بمثلها لا في الأولين وللا الآخرين تسمى (مجلس النفائس للإبداع وشنو كده ما عارف) ؟ وحق لنا أن نتساءل أي (نفائس) تبقت لدينا في ظل هذا (الوباء) الذي فتك بنا !

وتظل (الشغلانية) مدورة كده لمتين ما معروف ، وتظل مثل هذه الوظائف الهلامية (المنجورة) تكلف (بيت مال المسلمين) مبالغ طائله و هي لا تقدم أي خدمة للمواطن البائس الفقير الذي أصابه المرض والرهق والإرهاق والفتور، أيه يعني الزول يشيلوهو من (الذكر والذاكرين) ويودوهو (مجلس النفائس للإبداع) أو يعفوهو من (هيئة ترقية السلوك الحضري) ويودوهو (مجلس أهل القبلة) أو يشيلوهو من (نأئب رئيس) ويعينوهو (رئيس مجلس الجاليات) أو لمن ما يلقوليهو (حاجة) يقوموا يعينوهو (خبير وطني) !

.كسرة :
عليك الله هنا بكينا وهناك بكينا وطلع زيتنا ذااااتو !!

كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
• أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ فليستعد اللصوص

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى