تحقيقات وتقارير

(دقلو) في (جوبا).. الكرة في ملعب حركات الكفاح المسلح

استؤنفت في عاصمة جنوب السودان (جوبا) محادثات السلام بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح  لتحرير السودان، واتفقت اللجنة المشتركة المعنية بتحديد أجندة المفاوضات على الدفع بالعملية السلمية وكيفية الانتقال من مرحلة إعلان المبادئ وبناء الثقة الذي وقعه الطرفان في جوبا في وقت سابق إلى مرحلة الدخول في التفاوض حول القضايا الجوهرية المتعلقة بالمشكلة.

 

تصريحات إيجابية

مخرجات اللجنة المشتركة تؤكد أن مسار التفاوض يسير في الاتجاه الصحيح وأن الإرادة متوفرة بين طرفي التفاوض للوصول إلى سلام شامل ينهي أمد الحرب .

نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) رئيس وفد الحكومة المفاوض في حديثه للإعلاميين في مقر التفاوض، بشر بقرب إحلال السلام الشامل بالبلاد، وأكد أن الحوار الذي يجري الآن في مدينة جوبا بين الأطراف السودانية يسير بصورة جيدة نحو تحقيق السلام، وهذا مؤشر جيد يؤكد أن اللجان الفنية تبذل جهوداً كبيرة حول تفاصيل قضايا التفاوض، وقال إن هناك جهوداً ونتائج جيدة ستسعد الشعبين علماً بأن استقرار الأمن مهم للبلدين السودان وجنوب السودان .

تصريحات رئيس وفد الحكومة المفاوض والتي وصفت بالإيجابية، تتسق مع رغبة الرجل الحقيقية في التوصل إلى سلام شامل، وقبلاً تؤكدها خطواته العملية الجادة قبل تفجر ثورة ديسمبر المجيدة، بفتح قنوات اتصال مع كافة الحركات والمجموعات والفصائل المسلحة .

 

خطوات عملية

الفريق أول محمد حمدان دقلو لعب  أدواراً مهمة في الدفع بعملية السلام، بدأت بالتواصل مع الحركات المسلحة بطرق مباشرة وغير مباشره، حيث التقى في أولى تحركاته بالعاصمة التشادية (إنجمينا)  كلاً من مني أركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان، ووفد رفيع من حركة العدل والمساواة جناح جبريل إبراهيم ضم أحمد تقد لسان، وآدم الفكي، بوساطة من الرئيس التشادي (إدريس ديبي).

اللقاء الذي وصف بأنه لقاء بناء بالثقة، اتفقت فيه  الأطراف على تجديد وقف العدائيات ودعوة كل الحركات للانضمام إلى عملية السلام على أن تشمل الجميع .

ولم يتوقف جهد الرجل عند هذا الحد، وواصل سعيه وخطواته العملية في تعزيز ملف السلام وطرق كل الأبواب المغلقة، حيث التقى بالعاصمة جوبا وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة مالك عقار وقيادات من الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو، تمخضت عن جولة تفاوضية مطلع سبتمبر الماضي وقع فيها الطرفان  على اتفاق لإعلان المبادئ الذي شكل نقلة نوعية نحو وقف الحرب وإحلال السلام في سودان ما بعد البشير.

ونجحت الأطراف السودانية عبر  وساطة رئيس جنوب السودان، في الاتفاق على خريطة طريق تمهد للعملية التفاوضية بعد يومين من بدء التفاوض بوصول وفد المجلس السيادي الانتقالي إلى جوبا.

وأعقب الاتفاق  لقاء آخر بين نائب رئيس المجلس السيادي والرئيس اليوغندي (يوري موسفيني) بجوبا في ذات المسعى .

ويرى المراقبون أن هذا اللقاء خطوة إيجابية تصب في صالح السلام وستكون لها نتائج تفيد في الوصول إلى اتفاق بين الحكومة والحركات المسلحة علماً بأن (موسفيني) له دور مؤثر على الحركات وله صلات مع قادتها، وهذا اللقاء أكد أن رهان (الرجل) على تحقيق سلام شامل مع الجميع .

 

التلويح بمغادرة (السيادي)

إصرار (دقلو) على أهمية السلام بدأ واضحاً في إعلانه بوضوح استعداده التنازل عن موقعه في المجلس السيادي لحركات الكفاح المسلح، وقوله خلال حفل عشاء نظمه المستشار الأمني للرئيس سلفاكير توت قلواك إنه (جاهز اليوم قبل باكر) في التنازل عن موقعه للحركات المسلحة، وحدد رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو، ودعوته الجميع بإخلاص النوايا والعمل من أجل السلام.

 

موجة رأي عام تشكلت حول (دقلو) أكدت صدق توجهه ورغبته في تحقيق سلام شامل مع حركات الكفاح المسلح مؤمناً بأن السلام هو أساس النهضة والاستقرار بالبلاد.

وقال مراقبون إن سعي (دقلو) الدؤوب وحركته (الماكوكية) في الداخل والخارج، وإعلانه الاستعداد للتنازل عن موقعه في السيادي، يكشف بوضوح أن  السلطة لم تكن من أهدافه ويؤكد رغبته الصادقة والجادة في تحقيق السلام الشامل، لكنهم أشاروا إلى أنه بتلك المواقف رمى بالكرة في ملعب حركات الكفاح المسلح .

 

الخرطوم (صحيفة الصيحة)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى