ناهد قرناص

ما استخاروا

والعبارة أعلاه (فلان ما استخار ) تقولها ابنتي للتعبير عن الحسرة المشوبة ببعض السخرية من قرار شخص ما لم يكن موفقاً فيه ..والحقيقة ان هناك قرارات كثيرة كان يجب ان تسبقها استخارة ..او استشارة ..وما خاب من استشار ولا ندم من استخار.
العبارة أعلاه ..اهديها لمجلس الوزراء الذي تكاكا خلف وزيرة الشباب والرياضة أعلن مساندته لها في قضيتها ضد الشيخ عبد الحي يوسف ..ولا أدري صحة الموقف قانوناً ..لكني ارى (رأيي الشخصي البحت) انهم اهدوا الشيخ مدخلاً قوياً يهاجمهم به ..اذ انه لا يزال مواطناً سودانياً أقيمت ضده دعوى قانونية في داخل الأراضي السودانية ..ومجلس الوزراء هو الجهة التنفيذية العليا في البلاد ..اعلانه الانحياز الواضح لاحد المواطنين (حتى لو كان وزيراً ) قبل صدور الحكم ..موقف لا يحسد عليه ..وواضح انهم ما استخاروا.

الوزيرة حرة في قرارها رفع الدعوى القضائية وهي وحدها صاحبة القرار في متابعتها ..وان كنت أرى (أيضا رأيي الشخصي) انها صارت شخصية عامة ..ولن يكون هذا أول هجوم على شخصها ..وتفرغها لملاحقة كل من ينال منها ..سيضيع وقتها و(يشتت) الكورة وهي المتوقع منها أشياء كثيرة ومهام جسام …أقلاها قضية المدينة الرياضية وملفات الفساد التي يجب ان تحركها مع وزارة العدل ..كما ان ملفات الشباب وقضاياهم تنتظر منذ وقت طويل حادبا او نظرة حانية ..ولا ادري ما هي النتيجة المرجوة من الدعوى ..فالوزيرة واثقة من قناعاتها ..ولا تحتاج الى امر قضائي ..اما اذا كان المراد هو حسم امر الهجوم على الفكر الجمهوري او اي افكار مغايرة للفكر السلفي ..لا اعتقد ان التقاضي هو الطريق السليم ..وانما النقاش الهادئ والمحاججة السليمة ..ولا اعتقد ان المحاكم ستكون الحاضن لهكذا مناورات .

جماعة التيار السلفي أيضاً (ما استخاروا) ..ذلك انهم انتهزوا الفرصة للهجوم على الفكر الجمهوري ..وارادوا بكل الطرق اثبات صحة حكم الاعدام بحق الاستاذ محمود محمد طه وصب اللعنات بتهم الكفر والزندقة والخروج عن الملة ..وسارعوا الى التحذير من قراءة كتبه ومتابعة أفكاره ..والنتيجة التي أتوقعها ستكون على غير ما يشتهون ..الكثير من الشباب الذين لم يسمعوا عن الفكر الجمهوري سيقرأون عنه ..والكتب موجودة ومتوفرة والاخوة الجمهوريين لن يبخلوا بالمعلومات وهم المعروفين بالخلق الجم والتعامل الراقي واحترام الآخرين حتى وان كانوا على غير ذات الفكر.

كنت أتمنى قيام نقاش هادئ بين مجموعة (سد الذرائع) وبقية المجتمع ..وهو الخلاف الاصلي الذي تحول بين يوم وليلة لتكفير الفكر الجمهوري ..واتهام الوزيرة بالردة والخروج عن الملة ..النقاش كان سيثرى الساحة الفكرية ..وسيخلق أدباً رفيعاً في الاختلاف بعيداً عن الاتهامات واللعنات التي تلقى جزافا ..و في النهاية سيذهب الزبد جفاء ..ويبقى في الأرض ما ينفع الناس .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى