أخبار

يوم الغذاء .. جهود عالمية للقضاء على الجوع والسمنة

يصادف يوم السادس عشر من أكتوبر، الذكرى الـ(74) لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. ودرجت المنظمة العالمية في كل عام، على إقامة احتفال بمناسبة اليوم العالمي للغذاء في مقر المنظمة بإيطاليا، مع تنظيم احتفالات بالدول المنضوية تحت لواء المنظمة، إذ يأتي احتفال العام الحالي تحت شعار ” أفعالنا هي مستقبلنا”. وتحث الأمم المتحدة، الدول الأعضاء في كل عام على زيادة العمل من أجل القضاء على الجوع، واتخاذ إجراءات في سائر القطاعات لجعل النظم الغذائية الصحية والمستدامة متاحة، وفي متناول الجميع، ودعوة الجميع إلى البدء في التفكير فيما نأكله. ولا يقتصر القضاء على الجوع على إطعام الجياع فحسب، وإنما يتجاوز ذلك ليشمل تغذية الناس، والكوكب في آنٍ واحد، في وقت يعاني أكثر من 40 مليون طفل دون سن الخامسة من زيادة الوزن، ويعاني أكثر من 800 مليون شخص من الجوع.

وأشارت منظمة “الفاو”، إلى مسألة تغيير النظام الغذائي وفقاً للتغيرات التي طرأت في العالم، نتيجة للعولمة والتحضر، ونمو الدخل، ونوهت إلى الانتقال من الأطباق الموسمية، التي تعتمد أساساً على النباتات والألياف الغنية إلى الأنظمة الغذائية ذات السعرات الحرارية العالية، والتي تحتوي على نسبة عالية من النشويات المكررة والسكر والدهون والملح، والأطعمة المصنعة واللحوم وغيرها من المنتجات الحيوانية، في وقت تقلّص الوقت المخصص لإعداد وجبات الطعام في المنزل، وأصبح المستهلكون يعتمدون بشكل متزايد على الأسواق الممتازة “السوبر ماركت”، ومنافذ الوجبات السريعة وبائعي الأغذية في الشوارع والمطاعم السريعة، خاصة في المناطق الحضرية.

ولفتت المنظمة في تقارير سابقة إلى أن المزيج من النظم الغذائية غير الصحية، وأنماط الحياة الجديدة أدت إلى تقليل الحركة وسط الكثير من المواطنين وارتفاع معدلات السمنة، ليس فقط في البلدان المتقدمة، وإنما في البلدان المنخفضة الدخل، حيث يتعايش الجوع والسمنة في كثير من الأحيان. ويعتبر النظام الغذائي غير الصحي هو عامل الخطر الرئيسي للوفيات في جميع أنحاء العالم بسبب الأمراض غير السارية، بما في ذلك أمراض القلب والشرايين ومرض السكري، وبعض أنواع السرطان، لجهة أن عادات الأكل غير الصحية ذات صلة بخُمس عدد الوفيات في جميع أرجاء العالم، وهي تثقل بأعبائها الميزانيات الصحية الوطنية، إذ تبلُغ تكلفتها 2 تريليون دولار في السنة. ويتسبب إنتاج الأغذية المكثف، إلى جانب تغير المناخ، في فقدان التنوع البيولوجي، وترتبط كل هذه التغييرات بزيادة السمنة وغيرها من أشكال سوء التغذية.

 

وبحسب خبراء التغذية، فإن النظام الغذاء الصحي، هو الذي يلبي الاحتياجات الغذائية للأفراد عن طريق تقديم أغذية استراتيجية. وتستند حملة العام الحالي “2019م”، إلى إبراز عمل المنظمة في مجال التغذية من خلال رسائل بسيطة وعالمية تشارك فيها قطاعات وثقافات وجنسيات مختلفة على نحو ميسور. وتهدف الحملة إلى الوصول إلى بلدان إضافية من خلال توفير الدعم لمزيد من المناسبات، وإنتاج هذا المضمون بعدد أكبر من اللغات، وإقامة شراكات تسويق واتصالات إضافية، بجانب الرسالة الدورية الخاصة بالمسألة الموجهة إلى وزارات الزراعة في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لجدول الأعمال لهذا العام، فإنه يتضمن مسابقة للأطفال تتعلق بالملصقات الخاصة بيوم الأغذية حالعالمي، وحثت المنظمة المدارس على المشاركة في المسابقة بغية القضاء على الجوع، وأشارت إلى مشاركة (6) آلاف مدرسة من 192 دولة في مسابقة العام الماضي.

ودعت المنظمة، إلى زراعة محاصيل أخرى متنوعة لأجل الحصول على وجبات صحية جيدة ومتنوعة. وقالت المنظمة، إنه يتعين على الحكومات معالجة سوء التغذية ويمكن للحلول المتجزرة في إنتاج الاغذية كالزراعة، والثروة الحيوانية، ومصائد الأسماك أن تقدم مساهمات مهمة للحد من سوء التغذية وزيادة التنوع الغذائي.

وأكدت المنظمة، استعدادها على تزويد البلدان بالأدلة على الجوانب المتعددة لسوء التغذية، والعمل معها لتطوير استجابة سياسية، وتقديم الدعم التقني لآليات الحوكة العالمية بهدف تحسين التغذية، وتعزيز النظم الغذائية الصحية والمستدامة لجمهور مستهدف. ونبهت المنظمة، المزراعين إلى ضرورة التفكير في إعادة توجيه الأولويات الزراعية، والتركيز على الإنتاج السمكي على نطاق صغير كمصدر للرزق، ومصدر حيوي ميسور التكلفة للغذاء.

 

الخرطوم (كوش نيوز)

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى