الهندي عز الدين

استنفروا الشعب ..

كنتُ أتوقع أن تبدأ حكومة الدكتور “عبدالله حمدوك” عملها باستنفار الشعب السوداني ، في الداخل والخارج ، للمساهمة في معالجة بعض جوانب الأزمة الاقتصادية ، خصوصاً في ما يتعلق بتوفير السيولة في المصارف من الجنيه السوداني ، وضخ كميات من النقد الأجنبي داخل الجهاز المصرفي أو عبر حساب في بنك السودان يخصص لهذا الغرض .

لكن الحكومة أعلنت أنها تعمل على سياسة خارجية متوازنة تنأى بالسودان عن المحاور ، وفي ذات الوقت لم تتوجه لمخاطبة الشعب السوداني وتدعوه للمشاركة في ثورة على مسار مختلف ، تحت عنوان (عشرة جنيه الكرامة) أو (دولار الثورة) !
كان وما يزال مطلوباً من السيد رئيس الوزراء أن يخاطب الشعب داعياً إياه لإعادة الثقة في الجهاز المصرفي ، بتوريد كل السيولة المحفوظة في الشركات والبيوت و(تحت الأرض) في البنوك خلال أسبوع .

لو أن قوى الحرية والتغيير تفهمت معنى الانتقال في مراحل الثورة ، من مربع المواكب والتظاهرات ، إلى مربع العمل المدني الخلّاق الذي يحول طاقات الشباب إلى مشاريع إنتاجية ونهضوية ، لقدمت لحكومتها خدمات جليلة وعظيمة لا تحتاج بعدها إلى مجتمع دولي أو إقليمي للدعم والإعانة .

لابد من استنهاض هِمم شعبنا العظيم ، ليخرج مارد دولتنا الزاخرة بالموارد والثروات من قمقمه ، فينطلق لتحقيق برامج الكفاية والرفاهية ، فتصبح واقعاً معاشاً بعد أن ظلت لعقود شعارات وهتافات .

توجهوا نحو شعبكم ، ركزوا على مشاريع المستقبل ، أخرجوا من نفق الانتقام والثأرات والتصفيات ، فالذي يثقله الغُبن لن يبني وطناً للخير والتسامح ، والذي يشغله ماضي التنازع والضِرار لن يزرع حقلاً في وادي المستقبل الزاهي الأخضر .
الشعب ينتظركم ليرى تغييراً حقيقياً يتجاوز الأسماء والعناوين والوثائق السياسية والدستورية ، إلى حياة أفضل وخدمات أرقى ومعيشة أرخى ، وهو يستحق .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



فاطمة احمد

محررة تختص في تغطية الأخبار الإقليمية، تسعى لنقل التطورات المحلية بشكل موضوعي ودقيق.
زر الذهاب إلى الأعلى