ناهد قرناص

مملكة ابو الجعافر

قبل (كم سنة كدا) تصدر الانباء ..خبر عن امريكي خاض البحار وقطع الصحراء حتى وصل الى شمال السودان ..الى تلك المنطقة الواقعة في بين السودان ومصر ..درس الرجل الموقف بذكاء ..وانتهز فرصة ان الخلاف حول هذه المنطقة من المسكوت عنه (ولو جبنا اسمو الهوا بقسمو) فكان ان غرز في الرمال علم مملكته واعلن نفسه ملكا …ونادى بابنته اميرة على تلك القطعة من الصحراء ..الخالية من البشر وان كانت غنية بثروات باطن الأرض … الشئ الذي أذكره ..انني كتبت مقالا مطولا سخرت فيه من الاعلامي المعروف (جعفر عباس) ذلك انه كان دائما ما يلقي التصريحات جزافا ..في كل مجتمع انه سيأتي يوم يعلن فيه النوبيون انفصالهم ..ويقيمون دولة نوباتيا في الشمال ..وانه هو شخصيا (ابو الجعافر) سيكون أول رئيس لها كما كان مانديلا لجنوب افريقيا …مع مفارقة ان مانديلا خرج من جحيم السجون الى نعيم القصور ..اما ابو الجعافر ستكون رحلته عكسية ..من نعيم الاغتراب ..الى جحيم الصحراء في أقصى الشمال ..(بس نقول شنو ..كل واحد ونصيبو ) .

الحدود الشمالية للسودان ..تابوه العلاقات السودانية المصرية ..لا يريد احد الحديث عنها ويتحاشى الساسة ذكرها في خطاباتهم ..ولا تتضمنها جداول مشاوراتهم ..ونتج عن ذلك ان المنطقة صارت كابن التبني ..لا يرث ..وربما تتجاوزه الوصية ..لماذا لا نزيل هذه الغشاوة العاطفية التي نتعامل بها مع الجيران في مصر؟ ما هي المشكلة ان نجلس معهم على طاولة التحكيم الدولي للفصل في النزاع الحدودي لمنطقة حلايب وشلاتين ؟ اين تكمن المشكلة بالضبط؟ هل هناك اي عيب او تجاوز للأعراف في ذلك ؟ الخلاف سنة الكون وشئ عادي جدا ..لكن الاختلاف يكمن في تناوله و التعامل معه بالحكمة وازاله اسبابه بكل هدوء وقانونية ..عندنا حق في حلايب ندعيه وينكره المصريون! ..يبقى هاتوا برهانكم ..ويأتوا ببرهانهم ويفصل التحكيم الدولي كما فصل في قضية طابا بين مصر واسرائيل وامتثلت اسرائيل للحكم وانسحبت من طابا بعد طول احتلال…وبس خلاص.

اهلنا يقولون (آخر العلاج الكي ) ..والمقصود ان الحل الناجع ربما يكون مؤلما ..لكنه يحسم القضية برمتها ..ولا اعتقد ان الحكم النهائي ان كان لنا او علينا سيؤثر على العلاقات بين البلدين ..او بالأحرى يجب الا يؤثر لان العلاقات الدولية تحكمها المصالح السياسية والاقتصادية ..لكن في المقابل سيحسم التحكيم قضية حلايب … وبالتالي لن يتجرأ احد بالاعتداء على الأرض سواء ان آلت ملكيتها لمصر أو للسودان ..اما علاقات الشعوب فهي لا تخضع لموازنات الساسة ..فالشعوب اذكى واقدر على الحفاظ على الروابط الاجتماعية الأزلية.

عودا على بدء… انشغلنا انا وابو الجعافر في الجدال حول ملكية نوباتيا ..حتى ظهر الاميركي جيرمايا واعلن عن ملكيته للأرض ..ولم نفق بعد من صدمة اعلانه ..حتى تلته شقراء تسر الناظرين لتعلن قيام مملكة الجبل الأصفر وسعيها لنيل الاعتراف الدولي .. ..الطريف في الامر..ان بعضهم سعى للتواصل مع الاميركي لمعرفة ردة فعله على انتهاك الشقراء (لمملكته) فأرغى وازبد ووسمها بالمحتالة وانه لن يترك (حقه ) في الأرض.. فقلت في نفسي (انشغلنا انا وابني عمي بالجدال ..فاتي الأغراب على البلاد ينقصونها من اطرافها )…يا ابا الجعافر ..ما حك جلدك مثل ظفرك..اسرع لاعلان قيام (نوباتيا ) ..فقد نسى العالم ان الأرض سودانية واننا نريد قيام المملكة النوبية عليها ..عجل بالأمر قبل ان يظهر علينا ( الفاتح جبرا ) ويرفع علم جمهورية (امازونيا ) ويبقى كأنك يا (أبو زيد ما غزيت) .

اضغط هنا للانضمام لقروبات كوش نيوز على واتساب

قروبات كوش نيوز الإضافية



زر الذهاب إلى الأعلى